أمامنا اليوم جملة من الحقائق الموضوعية , التي تهزم القناعات المسبقة التي حفلت بالكثير من التناقضات والتقاطعات المشوشة على الحقائق ..
1: ان خلطة ( سمك , لبن , تمر هندي) التي عنيت بها طبيعة مكونات (الخلطة) التي احتلت (الموصل) !والتي يعرفها القاريء الكريم المجردعن الموقف الأحادي , قد اتضحت الآن بشكل حاسم .
وفي الرأي بما حدث ويحدث وتناوله اقول ..
ان الكاتب ..اي كاتب , لايمكن له تفصيل قالب جاهز يضع فيه (خلطة اسمنت) لتخرج نموذجا يرضى عنه جميع الناس , بل هو يجهد نفسه , لينتج مقالة تتبنى فكرة محددة , أما التفاصيل , فهي يمكن ان تكون كما يتحدث احدنا في توصيف وصف ,او رؤية شاملة لاتتحدد بالتوصيف .
ماخلصنا اليه عن الاوضاع المؤسفة اليوم يؤشر :
2: رئيس الحكومة (منتهية الصلاحية) , اصبح اليوم على موقف لايستقيم مع هدفه في حيازة رئاسة ثالثة ..فقد اجمع (الإئتلاف الوطني) على رفض ترشيحه لرئاسة الوزراء الثالثة ! كما ان (ايران) الدولة والمنهج, ذات التأثير الواضح في مواقف الساسة العراقيين النافذين اليوم , قد اعلنت عدم تمسكها ب(المالكي) , على ان لاتخرج رئاسة الوزراء عن احد المرشحين (من داخل الإئتلاف الشيعي) , وهذا احد اسس مادعى ب(العملية السياسية) التي اعقبت تنفيذ احتلال الأمريكي الغاشم !
3: صار واضحا ان (الولايات المتحدة الأمريكية) , لن تزج بقواتها العسكرية البرية , وأنها ستقدم (الخبرة الإستشارية ) , وقد رمت بالكرة الى جانب العراقيين ليحلو مشاكلهم سياسيا !
وفعلا وصل العراق منذ ايام ماقيل انه " 400 من الماربنز الامريكية , لحماية السفارة لأمريكية وهي اكبر سفارة في العالم " والكاتب (لايصدق ان مهمتها فعلا ماورد في التصريحات الأمريكية ) !
4: حالة (الذهول والصدمة ) التي أصابت من بيده الأمر من السياسيين العراقيين , تحولت الى اجراءات تنفيذية عسكرية لردء الخطر عن بغداد اولا ,وتحصينها من خلال عمليات عسكرية بدأت بما يقترب من (بغداد) حتى (الأنبار), ومايقترب من (بغداد) حتى (سامراء) و(ديالى) ايضا ..حيث اصبح هدف حماية (بغداد) هدفا مشتركا ! وقد استقر الأمر لها في (ديالى) و(سامراء) , فيما حظيت (بيجي ) ومصفاتها بعدة عمليات (كر) و(فر) , حتى صارت الى سيطرة القوات العسكرية على (المصفى) فيما تجري حتى اللحظة عمليات في المدينة !
حقيقة يحذر المراقبون المستقلون ,من زج (الملايين من المتطوعيين, ربما لدواع مذهبية او لكره بالبعثيين ) في هذه المعارك , التي تخبرنا ان تطوع مثل الحشود يؤثر على الحياة المدنية ,كما انه يعمّق من التناقضات والتقاطعات المذهبية والعرقية في البلاد !
5: (الموصل) الآن تحت السيطرة المشتركة ل(داعش وشركاؤها) ونذكر قولا تأريخيا عنها "ان من يحكم الموصل يحكم حلب وتوابعها " لندرك الأهمية (الجيوسياسية) لموصلنا العزيزة , فيما تفيد التقارير ان عزت الدوري قد تسلم قيادة جميع الفصائل الناشطة داخل المدينة !
ولاتعزل هذه التقارير ما صدر من تعليمات نفذت في (الموصل), اصدرتها (داعش) ,فيما (يتعلق بالحياة الإجتماعية ,والحريات الشخصية, والتعامل مع المسيحيين واليزيديين والشبك) ّ.
6: ظهور الطيران الحربي العراقي في اجواء ماحول (الموصل) , و(تكريت) و(ديالى) و(الأنبار) .
7 : قصف الطيران الحربي السوري مناطق معينة في (عنه) و(القائم) و(البعاج) وعديد المناطق الأخرى!
8: دخول المتطوعين من بغداد والمناطق الجنوبية ,الى الجهد الحربي لتحصين (بغداد) , والإندفاع الى مناطق في شمال وغربي( بغداد), تحت قيادات عسكرية تستخدم (حرب العصابات) و (الإنزال ) الجوي ,كما حدث يوم 26- 6- 2014 على جامعة (تكريت) وغيرها من المناطق محددة الأهداف!
7: دخول العشائر العراقية العربية في المعارك الجارية في مناطق عديدة ,وتحقيقها نتائج مؤشرة بالضد من (داعش) !
8: الخشية ..كل الخشية ,من ما بدأو من تحركات تستهدف تدويل قضية السيطرة على (الموصل) . لما يحمله ذلك من خطورة على الكيان العراقي الواحد , وعلينا ان ننظر الى طبيعة الصراع بين الدول الإقليمية ( تركيا والسعودية وايران وسوريا ودول خليجية اخرى) تتخوف من تنامي (داعش) , بالإ ضافة الى الأهداف المرسومة ل(الولايات المتحدة الأمريكية) ذات الثقل الكبير في هذه الأزمة ..كما ان (بريطانيا) لم تكن او تبقى بعيدة عن مايحدث في العراق ,كما اشار وزير الخارجية البريطاني خلال زيارته للعراق وتصريحاته يوم 26-6- 2014.
9: هناك تأثير كبير للإعلام في تشكيل وتعميق خيارات الرأي العام, حيال هذه القضايا ,وقد جاءت نتائج هذا الأعلام على العموم وفي الغالبية في غير صالح هدف حقن الدماء البريئة ,والحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وانقاذ روابط الشعب العراقي , حيث اصبح من يرفع هذه الشعارات او ينطلق من تلك البديهيات الإيجابية , يتهم من قبل البعض بشتى الإتهامات والأوصاف السلبية ! وقد تغاضى هؤلاء المتفرغون للشتيمة ,والنيل من وطنية العراقيين الواعين لخطورة مايواجهه العراقيون عموما ,وليست فئة محددة من اهله ! متناسين ان الهدف الاسمى لبناء العراق اليوم , يتمثل في رؤية العراق معافى, نازعا عنه كل الاسباب التي أدت الى وصولنا الى هذه النتائج المؤسفة ,وانتظارنا لما هو اخطر واسوء نتيجة, لإرتكابات واخطاء ارتكبتها الحكومة والسياسيين من شتى الشرائح, التي لم تدرك حقيقة.. ان صراعاتها, وتهميش شريحة اصيلة من شرائح المجتمع ,ومنح الفرصة لقيادات لاتمثل اهلنا في (الغربية) و( الموصل) تمثيلا حقيقيا ,وفي الوقت نفسه اعتماد سياسيين ,على درجة متدنية من الكفاءة والخبرة وهدف العمل للعراق أولا !
10: يخطأ من يقول ..ان المعركة بين القوات الأمنية العراقية, ومايدعى ب(داعش وشركاؤها) , هي" معركة مع (ارهابين) محددين بعشرة آلاف مقاتل يعملون بين سورية والعراق" كما أشارت الى ذلك تصريحات المسؤولين الأمريكيين ..بل ان الأمر في حقيقته يؤشر, أن هناك عشائر عراقية متحالفة مع (النقشبندية ) و تنظيم (ج .أ . ك ) العاملة مع (داعش) ! بالإضافة الى ماعرف من شراكة فئات معادية لما يدعى ب(العملية السياسية) , وهم من تضررضررا بالغا من الإحتلال الأمريكي, الذي جاء ب(عملية سياسية) قاصرة ,عن تلبية متطلبات حكم (العراق), حكما عادلا ,متوازنا, يضع اعتبارات وحدة العراق ,ارضا وشعبا في مقدمة اهدافه , وتطبيق القانون تطبيقا كافيا, لتأمين تحقيق اهدافه في الأمن والكفاية والسلام !
في النتائج ..فانها تشد الأنظار اليها , تؤشر لنا الأحداث ,ان صراعا حربيا مريرا وطويلا سيجري على الأرض, خلال الأيام القليلة القادمة , بسبب من دخول الطيران الحربي والخبرة العسكرية الإيرانيان , الى جانب دخول الطيران الحربي السوري ,الذي تقول الحكومة العراقية, انه لم يقصف اراضي داخل العراق , مقابل تقارير تؤكد حدوث هذا الأمر ! وتضيف.. ان قاسم سليماني وقادة ايرانيين يتولون تنسيق الفعاليات العسكرية , ويؤكدون انها سوف تتصاعد لاحقا ..لقد بدا واضحا ان (الولايات المتحدة الأميركية ) ستقف الى جانب الحكومة (منتهية الصلاحية ) , بتقديم" دعم لايشمل التدخل البري " ,فيما تعد بريطانيا العدّة لحجز دور لها في القضية ,بعد الظهور والتصريحات الهامة لوزير الخارجية البريطاني هذا اليوم ..أما على الأرض , فتفيد الأخبار برضا الموصليون الغالب على ماجر ويجري في مدينتهم , فقد توفرت سبل الحياة الطبيعية رغم تعليمات (داعش) الغريبة عن حياة مدينة عرفت بمعاصرتها وثقافة اهلها..كما يلاحظ ان النعرة الطائفية, قد نجحت في استثارة المشاعر الكامنة , لدى الكثير من العراقيين, وبينهم مع شديد الأسف , كتاب ومثقفون , مما دق اسفينا لايوقعه أحد ,بين هؤلاء الذين يعدون في بلد مثل العراق وظروفه الخاصة قادة رأي ,ينبغي ان يهتدي ويتمثل الموطن البسيط مواقفهم . انطلاقا من مسؤولية المثقفين في مرحلة خطيرة تعيشها بلادهم ! واذا بهم يشهرون اقلامهم ,ليطعنوا اهداف العراق وشعبه القيمية في الصميم !
وليعذرني من يعارض رؤيتي .أن هدف تقسيم العراق الذي دخل مرحلة متقدمة, سيكون عصيا على التنفيذ , كما ان سيطرة (داعش وشركاؤها) لن تدوم طويلا !
مع ترحيبي باية مناقشات جادة تظهر الحقائق من اجل العبرة والاعتبار !
مقالات اخرى للكاتب