البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم,البصرة التربة الخصبة لشجرة ادم, البصرة وعلي بن ابي طالب, البصرة والزبير, البصرة ومدارسها اللغوية والفراهيدي,البصرة ودواوينها والسياب,البصرة واهلها الطيبون الذين كانوا ينعمون بالسلام لقرون خلت,البصرة ام النخيل, البصرة واربعمائة نوع من التمور,البصرة شريان العراق بخصبها ونفطها وبحرها واهلها,البصرة المدينة المظلومة والتي شهدت معارك لم تشهدها الحرب العالمية,داستها اقدام البغاة من المستعمرين فقاومت وناضلت وصمدت فكانت ولم تزل رمزا للنضال والاباء ورمزا للكرامة والعزة وكفاها فخرا ان تضم بين ثناياها ام قصر وكفى ام قصر ان تكون رمز البطولة الاسطورية في العصر الحديث, ابى المستعمرون بقاءها ثغرا باسما للعراق فسرقوها وقطعوها وباعوا ماسرق منها لان مصلحة المستعمر فوق مصلحة الشعوب وفوق كفاح الامم وخصوصا الامم التي نصب قادتها المستعمر فاصبحوا دما يحركها كيفما يشاء ومتى ما يشاء.وبقيت بصرة العراق صامدة راسخة رسوخ الجبال فهي بصرة العرب وبصرة الجود والكرم.لم يرق للمستعمرين ان تبقى البصرة باهلها وجودها وكرمها,لم يرق لهم ان تبقى بدواوينها وبشعرائها فحوصرت برا وجوا وبحرا وقصفت
باحدث انواع الاسلحة واكثرها فتكا وتدميرا,قصفت بالاسلحة المحرمة دوليا واي
تحريم دولي هذا (فالشرعية الدولية لاشيء) كما قال (شارل ديكول).فالشرعية اليوم
تعني القوة والاستخفاف بالقوانين والقيم والمبادىء بذرائع مختلفة (والعدل اخرس او
جبان) كما قال الشاعر المصري المناضل(احمد فؤاد نجم) رحمه الله.
هاهي احدى قرى البصرة(جرف الملح) والقريبة من مدينة التنومة كانت
كغيرها من مدن الجنوب العراقي جنوب الاباء تحت وابل القصف والعصف وتحت
النيران وقطعان الثيران (البشرية الاستعمارية) الهائجة فلم يسلم منها شبر من النيران
والفسفور واليورانيوم بانواعه والحاويات الملوثة السامة. وبعد سنوات بدأت اثار
اليورانيوم المنضب وغير المنضب على اهلها وعلى العراق فكثرت امراض السرطان وكثرت التشوهات الخلقيةواستئصال الارحام وفقدان البصر ولكثرتها فيالسنيين الاخيرة اطلق عليها اهلها الاشراف النبلاء الطيبون اسم(قرية المباتير) بدلا
من(جرف الملح).كانت هذه القرية وغيرها من قرى ومدن العراق الابي مختبرات
لاسلحة القتل والدمار الشامل(نقتلكم ونرهبكم ونستعبدكم ونسرقكم باسم الديمقراطيةالامريكية التي فرح بها الخونة واللصوص وال.......)
هل فكر ممثلوا الشعب بزيارتها والاطلاع على حالها وحال اهلها ؟هل فكر
ممثلو الشعب ان يحذوا حذوو اسلافهم من الخلفاء الراشدين؟ وهل فكر ممثلو الشعب
والمنظمات القانونية برفع دعوى قانونية ضد الدول التي استخدمت هذه الاسلحة وتعويض اهلها وخصوصا بعد اعتراف اغلب القادة الامريكان باخطائهم واعترافهمباستخدام الاسلحة المحرمة دوليا؟و هل ان حادث طائرة (لوكربي) اغلى من اهل العراق ام اننا شعوب للابادة و لهم الريادة؟! فالجندي الامريكي يعاد تاهيله بعد ان يمضي فترة قصيرة في العراق او افغانستان حينها يرسل الى ارقى المشافي و الى المنتجعات الفارهة فمن يعيد تاهيل العراقيين ام ان الامر بحاجة الى تاويل و تفصيل و تفعيل؟ ام اننا بشر من الدرجة العاشرة و هم شعب الله المختار؟ و على الامريكيين ان يتذكروا اسلافهم فها هو (بنجامين فرانكلين) يقول (نحن الامريكيين اصبحنا الان اصدقاء البشرية جمعاء و لربما لن نرى حربا اخرى...) و ها هو (توماس جيفرسون) يعلن يوم الاستقلال في الرابع من تموز 1776 ان (كل الناس خلقوا متساوين من قبل خالقهم و بحقوق غير قابله للتحويل) فهل يطبق الساسة الامريكان مبادئ مؤسسي دولتهم ؟! ام انها اصبحت شيئا من الماضي و عليه يجب التغاضي و ان مصلحة الساسة الامريكان فوق مصلحة الشعوب و الامم و البلدان.
مقالات اخرى للكاتب