باتفاق مخطط ومفبّرك اعلامياً مع السيد عدنان السراج ،الأعلامي في دولة (القانون) الذي ينطبق عليه المثل أجلّكم ألله (مثل حمير الكاوليه)(1) من كثرة كلامه وتبرير كل صغيره وكبيره لمالكه .قام باستدعاء بعض الوجوه الأعلاميه وما يسمى بمفكري الشؤون الأقتصاديه لتهيئة اجتماع خاص تم اختياره مع السيد المالكي لاسباب موضوعيه ونفسيه للتنفيس عما في قلبه ولتحويل صخب الشارع عما حصل في سجني التاجي وأبو غريب. ومن خلال هذا الأجتماع أفرغ ما في جعبته عن بعض الملفات التي كان يحوص على ذكرها منذُ مده.وقد سبق وان ذكرت ذلك في مقالٍ سابق بعنوان (استعداداً للأنتخابات لابد للمالكي من أن يخلق أزمه ) وكان كل ظنّي أنه سيكشف عن ملفات ارهابيه يتهم فيها بعض النواب والسياسيون الذين يشكّلون العقبه أمامه حسب الماده 4 ارهاب، واذا بالمسرحيه تفيد بأن هذه الملفات ربما ستكون على شكل حلقات يستعين بها حسب ظروف طرحها وكأنها سيف (ديموقليدس) والى حين موعد الأنتخابات . وعلى ما يظهر ما وقع لم يكن في الحسبان والحق معه ، حيث أن (الدِنّبِله) قد وصلت الى حالة انفجارها وربما هناك ( دنابل) أخرى ستنفجر مستقبلاً .والمدهش حقاً هو تحامله المباشر على خطين مهمين من تحالفه الوطني الذين كان لهم الفضل في جلوسه عرش الحاكميه بالرغم من صولة الفرسان ضد التيار الصدري في كل من البصره وميسان ومدينة الصدر وكربلاء. وتجميد الدعوه القضائيه المقامه ضد مقتدى الصدر بالذات حول اتهامه بمقتل السيد عبد المجيد الخوئي في النجف بداية مجئ الأحتلال الأمريكي للعراق. والخط الثاني الخصم القديم والقبلات الحاره من جديد المتمثل بتيار المجلس الأعلى الأسلامي والذي ذكرت ذلك في هامش مقالٍ آخر بعنوان (هل ثقافة استعمال القندره ...). ورغم استقالة الأستاذ عادل عبد المهدي ليخلو الجو بالتمام للسيد المالكي . وفي هذه الجلسه بعدد حضورها المتواضع كان دولته عنيفاً لم يتوقع المراقبون كما يقال بأن يذكر (المعرقلات) لمسيرته التقدميه(2) .فشخّص التيار الصدري في قطاع الصحه والخدمات وامور أمنيه كما حصل في منطقة الكراده من مطاردة أصحاب المقاهي والنوادي الأجتماعيه ملقياً اللوم على جيش المهدي. والثاني صديقه ونائبه الشهرستاني حينما قدّم له التقارير الكاذبه عن سير وضع ملف الكهرباء وكيف أن ساعات القطع أقل مما يُعلن عنه . وقد ضرب مثلاً عن المحطة الغازيه الكبيره التي تم تحويرها.وبشكل غير مباشر اتجه الى نائبه الثاني صالح المطلك دون أن يذكره بالأسم من سوء الخدمات . ثم عرج على أحد رموز المجلس الأعلى الأسلامي (وهنا بيت القصيد) كيف أنه عرقل بفخر قانون البنى التحتيه عندما كان نائباً. وانتفض بشحرجه واضحه لاعناً المحاصصه، وكانت السبب في كل ما حل على العراق الآن . وما هي الآساعات حتى جاءت ردود الأفعال من هذه الأطراف بدايتها الشيخ جلال الدين الصغير بمقالٍ نشر على موقع صوت العراق رداً مطولاً ومقنعاً على (تخرصات) المالكي. ومن الدكتور الجعفري الأشيقر يأسف على أقواله وقبل هؤلاء والحبل على الغارب من السيد مقتدى الصدر والذي سبقه بالتهديد وبالانذار والا ... ويظهر لي بأن الرابح الوحيد من هذه السجالات هو اقليم كردستان الذي سيحصل على صافي هذه (الهوسات) من الدولة الأتحاديه بعد الزيارتين المتبادلين لأمور لانعرف أسرارها. والسؤال على ضوء ذلك من الذي يخلق الأزمات والتي أصبحت مكان ملائم لادامة الحياة السياسيه المتخبطه لحزب الدعوه ؟ وسؤال آخر،لماذ في هذه الأيام بالذات ودماء العراقيين تسيل وهو يشاهد المآسي حتى من تلفزيونه المرحاضي وهو على قمة ولايته الثانيه ؟ لماذا لم يذكر بوضوح ما حصل من هروب السجناء لمرات وبالخصوص من سجن التاجي وأبو غريب أين القبلات البروتوكليه التي تمت في ديوان السيد عمار الحكيم ما بين أطراف العمليه السياسيه؟ هذه كلها اشارات على عدم هزيمته وتراجعه عن الترشح للولاية الثالثه. وكلها ردود أفعال لخسارة حزبه في انتخابات مجالس المحافظات. فجاءت المسرحيه للتخلص من الكبت الذي هو فيه بذكر من يعرقل بناء العراق وتقدمه من قيل التيارات الشيعيه الشعبيه الأنفة الذكر(3). أما خصومه من التيارات الأخرى التي كان يلقي اللوم عليها دائماً (البعث+ الطائفيون +المتمردون وغيرهم) فقد تأجل ذكر ملفاتهم لعله سيكسب بعض الأصوات العاطفيه لتغيير المعادله وقتياً على الأقل حتى نرى رغم انتقاد السيد النجيفي للمالكي في مؤتمره الصحفي العاجل بعد أن ترك مجلس النواب لوحده يصرخون ومسرعاً لتفريغ النوايا المضافه على مشاكل المالكي .بمعنى آخر أصبح السيد المالكي جزء من عملية الفوضى الخلاقه من حيث يدري أو لايدري. وهنا نقول ما بدأناه (يابو بشت ليش بلشت ؟! . وهناك أقوال شعريه لعنتره العبسي يقول :ـــ
لايحمِلُ الحقدَ من تعلو به الرتبُ ــــــ ولا ينال العلى من طبعه الغضبُ
ان الأفاعي وان لانت ملامسها ــــــــ عند التقلب في أنيابها العطبُ
السويد / فلاح حسن الجواهري 27 / 7 / 2013
الهوامش
ــــــــــــــ (1) يقال بأن الامثال تضرب ولاتقاس. وكنا نقصد بالمثل هو أن حمير الكاوليه من كثرت تنقلها يومياً تتعب وهي في نومها (تنهق). والمثل ينطبق على مجموعة من أتباع (دولة القانون) منهم صاحبنا وعباس البياتي وحنان الفتلاوي ومحمود الحسن ومريم الرئيس وآخرون .هولاء يبررون الأخطاء مهما كانت التي تصدر من مالكهم وحتى في نومهم العميق بتغريدات يضحك عليها الشعب . ولا أدري وين ( لاكيهم) المالكي ؟.
(2) يظهر أن هؤلاء الخصوم منذُ مده هم الذين يعرقلون مشاريعه العمرانيه التقدميه وخططه الأقتصاديه البعيدة المدى. وهو يأسف على هذا التحالف الوطني .فهو في هذه الحاله برئ منهم ،فاسمعوا وعو ياأهل الطائفه الثانيه المهمشه كما تقولون .
(3) وهي اشارة واضحة الى المرجعيه الدينيه التي ادارة وجهها عن المالكي وهو الأن يوضح الخلل ملقياً اللوم على التيارات والأشخاص المحسوبين على الشيعه وخصوصاً حسين الشهرستاني لأن ابن عمه الشيخ جواد الشهرستاني صهر المرجع الكبير المقيم في مدينة قم ويدير أكبر مؤسسات الأقتصاد والماليه المرجعيه بعد مؤسسة السيد الخوئي في لندن .
مقالات اخرى للكاتب