كل الذين في الصورة هم من البصرة لا اعلم ماذا فعل بهم الزمن ..؟
بعد ان تنقضي فترة التدريب في مركز تدريب المشاة في الموصل الواقع في وادي حجر نتسلل من فتحة السياج للمدينة الجميلة التي تغفو على كتف الزمن بزهورها وحدبائها ومراقد أنبيائها ، المدينة التي يسموننا أهلها (الشروگيه) بمجرد ان يدور حوار ولو كان بسيطاً بينك وبين أي احد من تلك المدينة متخذا من لهجتنا دعابة يتندر بها هو والمحيطين به ..!!
ناسها طيبون طالما أمنوا جانبك أنت الغريب بالنسبة إليهم القادم من بساتينالنخيل وحرارة صيف بصرتنا اللاهب المحمل برطوبة البحر ليحتضن (برحيها) الذي لا تدانيه لذّة بين كل تمور العالم .. وجوهنا السمّر تدل على جنوبيتنا نحن أبناء القهر الأزلي والموت المقنن في علب الأمن العام الأسمنتية فطيبتنا تفضحنا وخوفنا يعرف الآخرين بنا ..
نعتلي كراسي ذلك المطعم الذي يعج بأهل الجنوب الطيبون ، يعرفنا كلنا وبأسمائنا صاحب المطعم فيملأ صحوننا ويرحب بنا وهو يبتسم لنا ..
أحببت الموصل كما البصرة وبغداد عرفت أزقتها وفنادقها التي امتلأت بالخاكي في ذلك الحين يا ترى هل تعرفني الموصل الان أذا دخلتها ...؟!
أم تنكرني وتقدمني قربانا لغرباء داعش ..؟
أم تخفيني أزقة الدواسة والزنجلي والفيصلية وباب الطوب عن أعين تتار العصر ..؟!
سقى الله اياماً تقظت بقربكم .