إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر
الشعوب لم تكن يوما وليده حاكم او طاغيه ، بل الشعوب ولدت حره ، وان الشعوب التي ترغب بالحياة فقط هي من ستتحقق أمانيها وهي من سيستجيب لها القدر أما الشعوب المتغافله والشعوب الخاملة فهي التي تعيش بلا حياه ولا هدف ، ولقد أثبتت الأحداث التي تجري في الدول العربيه ومنها تونس ومصر إن الشعوب هي صاحبة مشروع التغيير وإنها انتفضت وضحت وقدمت التضحيات لتعيش الحياه التي يقصد بها الشاعر في بيته ، فالشعب في جنوب السودان هو من قرر الانفصال وتأسيس حياته المستقلة ،لانه شعب يعرف ما يريد استطاع أن يحصل على مايريد وشعب تونس هو الاخر استطاع تغيير نظام الحكم واسقاطه رغم سطوته ونفوذه ومقدراته وقوته واليوم الشعب المصري خرج إلى الشارع بالملايين يريد التغيير،إنهم شعوب حية بغض النظر عن الموقف من هذه الأحداث لكن هذه الشعوب تلك الدول أحدثت تغييرا في بلدانها على الأقل .
ولو قمنا بمقارنة أوضاع العراق بأوضاع تلك الدول لوجدنا تقدما كبيرا في تلك الدول مقابل وضعنا العراقي ، فتلك الدول لديها كهرباء وماء وخدمات وامن واستقرار وعمل والفساد الإداري فيها محدود بأشخاص معينين أما في بلدنا فلا خدمات ولا كهرباء ولا امن ولا كرامة ولااموال فهي تسرق في وضح النهار دون حسيب أو رقيب
فإذا كنا شعبا يملك الاراده ويملك خيار التغيير ومعاقبه من اساء ويسيء يومياً له ، فنحن من يقوم بالتغيير لا أن نجلب الأجنبي ليغير لنا حكامنا ،واليوم إذا أردنا أن نغير وضعنا الحالي فيجب أن نقوم نحن بذلك فلا تتوقع أيها العراقي انه سيأتي يوما ويطرق عليك المسئول الباب ليقدم لك خدمة ما إن الحقوق تنتزع ولا تهب !
اليوم العراق في خطر حقيقي ، فتهديد القاعده والارهاب يقتل العشرات يومياً ، ومهدد الوضع بالاشتعال في اي لحظه ، مع انعدام الخدمات ، فلاتوجد كهرباء خصوصا في فصل الصيف الذي يلتهب المواطن بحرارة الشمس الحارقة ولكنه لايفعل شيء فقط انتظار مايقدم له من وعود كاذبة وتسرق أمواله وملياراته التي يمكن ان تعاد البنى التحتيه في اقل من هذه الميزانيات الانفجاريه ، ومع هذا يبقى المواطن ينتظر المسؤولين علهم يشبعون وتمتلئ بطونهم وأرصدتهم بالأموال والمسؤولين العراقيين يقولون هل من مزيد من الأموال حتى نسرقها ولهم كل الحق في ذلك كون المسروق منه لايحرك ساكنا فهل تتوقع أيها العراقي أن اللص سيصحى ضميره يوما ويكف عن السرقة ويطرق بابك ليعطيك حصتك من أموال بلدك ؟!! إن الشعوب الحية هي من تستحق الحياة
فيا شعب العراق ليس لكم الحق إطلاقا بالمطالبة بالكهرباء ولا بخدمات ولاباعمار ولابوظائف ولا بأمان ولا بتحرير ولا بأي شيء مادمتم غافلين !؟
فمن يريد الحياة فليضحكوا من غفلته وسباته، ويعلن رفضه واستنكاره لهذه الحكومه التي أحرقت الأخضر باليابس ، ليس بالمظاهرات والنزول الى الشارع ، فهذا ليس حلاً امام المخاطر التي تحيق بالعملية السياسية محاوله إرجاع المعادلة السابقة التي كانت تحكم العراق .
فهل ستكون هذه الشعوب عبرة لنا وهل سنستفيد مما وصلوا إليه من نتائج ،والتي استطاعت من تحطيم جبروت الحكام الطغاة .
الشعب العراقي يجب ان يستفيد من تجارب هذه الشعوب ، وعلى الأقل ان يعلن رفضه من خلال صناديق الاقتراع خصوصاً ونحن مقبلون على لانتخابات البرلمانية نيسان ٢٠١٤، لمعاقبه من أساء لهم ، وجعلهم عبره لمن يريد الإساءة لشعب سحقته ماكنه البعث المجرم ، واليوم تعود الماكنه ولكن بأسماء أخرى .
مقالات اخرى للكاتب