العراق تايمز: كتب كاظم فنجان الحمامي..
فجأة وعلى حين غرة اصطفت التنظيمات (الجهادية) المزيفة مع القوات المتحالفة ضد العرب, فتجحفلت معها في ثكنات الشر, والتفت حول الراية الأمريكية الزاحفة بجيوشها الجرارة نحو الشرق الأوسط, وانضمت إليها بعض الخلايا (الجهادية) التي زعمت أنها كانت تقاتل الأمريكان في أفغانستان. .
تناقض عجيب, وانحراف مريب, وتهتك غريب, وخروج سافر عن المسار الصحيح الذي انتهجته الأمة, وانتهاك صارخ لكل القواعد الفقهية والجهادية, حتى جاء اليوم الذي دقت فيه طبول الحرب, وتدرعت أمريكا بحاملاتها الجبارة ومقاتلاتها الخارقة الحارقة القابعة الآن في أوكارها المحصنة على أرض قطر (مكمن الخطر), ورفعت أمريكا درجات استعداداتها القتالية إلى أقصاها في قواعدها في (السيلية) و(العديد) و(معسكر سنوبي), وهي الآن على أهبة الاستعداد لإسقاط آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ فوق المدن العربية الآمنة المسالمة في حلب والشام واللاذقية وطرطوس وإدلب وحمص. .
نحن الآن على بعد بضعة أيام من اندلاع معركة جديدة كاسحة ماحقة مميتة ستهلك الحرث والنسل, وتشيع الدمار والخراب في بلادنا. معركة غير متكافئة افتعلتها أمريكا ضد مدننا المهشمة المقسمة المبعثرة, معركة قذرة ستقف فيها الخلايا (الجهادية) الطائشة مع الفيالق الأمريكية المتوحشة, معركة همجية خطط لها الظالمون, وانضم إليها المنافقون. .
لقد أسفر الصبح لذي عينين, وتخندقت قوى الاستكبار والاستحمار والاستعمار في خندق واحد, فتراصف الطغاة مع الحشرات, لا ضد دولة من الدول, وإنما بالتحديد ضد شريحة محددة من شرائح الشعب العربي المنكوب. .
لقد توحدوا ضدنا في الأيام السود, فناصروا أمريكا في غاراتها الاستباحية للعراق بذريعة القضاء على النظام الحاكم, فأطلق القطراوي فتواه (الجهادية) المحرضة ضدنا وعلينا, فاستجابت لندائه الخلايا العربية (الجهادية) وتحالفت مع القوات المتحالفة ضدنا, وكانت النتيجة تدمير بنيتنا التحتية والفوقية, وتدمير بيوتنا وحقولنا ومعاملنا, فنهبوا ثرواتنا, وأحرقوا مكتباتنا وتلاعبوا بحدودنا البرية والبحرية, ثم قرر حلف الناتو شن هجماته الكاسحة ضد ليبيا بذريعة الانتقام من النظام الحاكم وإسقاطه, فوقفت الأقطار العربية المتأمركة ووقف معهم وعاظ السلاطين تحت راية الناتو في فجر الأوديسا, وها نحن اليوم نترقب اليوم الموعود الذي تعلن فيه أمريكا ساعة الصفر لنصرة جيش النصرة, في متوالية تدميرية مخزية, توحدت فيها خناجر (الجهاد) مع بنادق (الفساد), وكانت هذه هي الطريقة (الجهادية), التي دمروا فيها العراق كله, ودمروا ليبيا كلها, وسيدمرون سوريا كلها, ويعدون العدة الآن
لتدمير مصر كلها, ومن ثم السعودية كلها وإيران كلها, بذرائع وحجج ملفقة توحدت فيها مواقف خفافيش الظلام مع مواقف الخلايا المتظاهرة بالدفاع عن الإسلام. .
مما لا يخفى على الجميع أن إسرائيل ومن وراءها أمريكا وزبانيتها تسلحت بأبشع الأسلحة التدميرية من أجل شن معركتها الكارثية, التي روجت لها بألعاب الفيديو, وأصبح واضحاً أن المنازلة الخرافية النهائية التي ستحسمها معركة الهرمجدون في طريقها إلينا, فباتت وشيكة الوقوع. . انها مجرد ضربة غاشمة من ضربات الشر نحو ترسيخ أسس النظام العالمي الجديد الذي يدعو لعبادة الشيطان, من دون أن تدرك المنظمات (الجهادية) أنها سائرة في الاتجاه الخطأ, ومن دون أن تعلم أنها خالفت أبسط قواعد الشرائع السماوية بمودتها لأعداء الله وموالاتها لأعداء الإنسانية. .
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق