شمرة الشيلة (حجاب المرأة) موروث عشائري يرتبط بأخذ الثأر، فمن يقبل الشيلة فيلتقطها هو من سيقع على عاتقه أخذ الثأر، وأخذها شرف كبير عند العشائر يصف صاحبه بالشجاعة والمروءة، ولكن من الذي رمى الشيلة ومن قبلها وممن يأخذ الثأر.
من رمتها أم اصيلة نيابة عن آلاف الأمهات ممن نكبن بأولادهن، فقد اعتادت الأم العراقية على تربية أولادها بظروف معيشية صعبة ،مثل محصول يزرع في بلد الأعاصير، وعندما شب وأشتد عوده وأنتظرت منه أن يعينها ويسند ظهرها الذي انحنى من تربيته، تفاجأت به محمولا في تابوت، أو الأدهى يسلم أليها التابوت فارغا فلا جثة تغسلها ولا قبر تزوره، سنين وسنين على هذا الحال حتى طفح الكيل وأنشمرة الشيلة.
ومن قبلها هو رئيس البرلمان العراقي، وبصفته هذه فقد أشرك فيها كل النواب في مجلس النواب العراقي .
أما ممن يؤخذ الثأر، فالمضحك المبكي أن المتهمين الرئيسيين هم نفسهم من كان يقتل أبنائنا سابقا أبان حكم هدام، حقدا على أبناء ثورة العشرين وتملقا للحاكم الضرورة، نفذوا جريمتهم الشنعاء ليثبتوا للعالم كله أن من تلوثت يداه بدماء الأبرياء لا يمكن أن يتوب أو يشعر بالندم.
ومع ذلك فليسوا وحدهم، فهنالك من كان مشترك معهم في الجريمة، فآمر اللواء الذي وجه للمغدورين الأوامر بتبديل ثيابهم العسكرية بمدنية، وتسليم سلاحهم ليرسلهم إلى حتفهم عزلا من غير أي سلاح يدافعون به عن أنفسهم، وأصحابه من القادة الخونة الذين سلموا الموصل وتسببوا في أحتلال ثلث أرض العراق تقريبا من قبل جرذان الصحراء، ومن أرجع هؤلاء الخونة إلى الجيش،كل من أشترك أو ساهم في هذه المجزرة يجب أن يعاقب وكلا حسب جرمه.
أما بالنسبة لنوابنا، فنعم أن قبول الشيلة شرف ولكنها عار بنفس الوقت علىيكم وأولادكم أن تلكأتم أو أهملتم بأخذ الثأر، وثأرنا ليست سبايكر وحدها ثأرنا كل العراق .
مقالات اخرى للكاتب