تناقلت وسائل الاعلام خبر هروب صديقي في الثمانينات والتسعينات نوري كامل المالكي امين عام حزب الدعوة مع مدحت المحمود..وليس ثمة ما يؤكد الخبر ..لكن بوسعي ان أؤكد ان ذلك سوف يحصل عاجلا فكل المؤشرات تدل على ان القلق والارتباك الذي يعيشه المالكي - وبلا مغالاة- لايقل عن القلق والارتباك الذي كان ينتاب المقبور صدام بعد هروبه من بغداد وقبل القاء القبض عليه ..فالمالكي في كل لحظة يعيش هاجس القاء القبض عليه من قبل القضاء وتزداد تلك الهواجس وتصل حد الرعب عند اقتراب يوم الجمعة .. عندما تصبح المسافة بينه وبين مئات الآلاف من ابناء الشعب العراقي الغاضب مجرد عشرات الأمتار ..وبلا شك فإن المالكي يتابع المظاهرات الصاخبة ويسمع الحناجر التي تصرخ بحرقة وهي تطالب بالانتقام منه بسبب سبايكر وسرقاته وفشله وضياع 8 سنوات من عمر العراق بالتخلف وهدر مليارات الدولارات وفتح ابواب السرقة لكل اللصوص .. نوري المالكي اليوم يعيش في وضع لايحسد عليه رعبا وخوفا من بطشة الشعب العراقي الذي عرف عنه انه اذا اراد ان يبطش بالحاكم فلن تاخذه اي رحمة به ..هذا اذا كان الحاكم قد اخطأ بحقه دون سفك دماء او خيانة عظمى كما حصل مع نوري السعيد وعبد الاله وامثالهما..اما اذا كانت الاخطاء تتعلق باكثر من خيانة عظمى كما هو الحال مع جرائم المالكي وبطانته الفاسدة الذين اشبعوا العراق ذلا واستخفافا..لذا انا اقترح على المالكي وفاءا للعلاقة والصداقة التي كانت تربطنا خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي كنصيحة مخلص - وان هو لم يستحق النصح - لكن نصيحة لوجه الله وهي ان يخرج في بيان من على شاشه قناة العراقية يعلن فيه اعتذاره لكل ابناء الشعب العراقي ويخص بالذكر عوائل شهداء سبايكر وهو يدرك جيدا ان شهداء سبايكر كانوا صفقة انتخابية بينه وبين عوائلهم الا انها انتهت بمجزرة ..وكذلك الاعتذار عن كل الكفاءات التي همشها واستبدلها بالبعثيين والتافهين والانتهازيين الموالين له ولحزبه مما كان لذلك التهميش الاثر الكبير في تخلف العراق زراعيا وصناعيا بل وفي كل مجالات الحياة ..كما عليه ان يعتذر لفقراء العراق ويتاماه وارامله وشيوخه على كل الحرمان الذي عانوه في زمنه البائس ...وعليه ايضا ان يبالغ في الاعتذار لكل الشيعة في العراق خاصة لان زمن حكمه المقيت قد غلب عليه مفهوم حكم الشيعة وما وصل اليه العراق من فشل ذريع وشيوع الكثير من الظواهر الشاذة والمقيتة من فساد اداري ومالي وسرقة. المال العام وخاصة ان سمعة العراق في تلك الظواهر المخجله بلغت اطراف المعمورة وقد انعكس كل ذلك على سمعة مذهب اهل البيت عليهم السلام ..ومن هنا تاتي وجوب التزامه بالمبالغة في الاعتذار للشعب العراقي وطنيا ومذهبيا..
وانصحه ايضا نصيحة الصديق فبعد ان يبالغ في الاعتذار ان يبدي استعداده للمثول امام محكمة الشعب للتحقيق في كل الاتهامات التي يصرخ بها الشعب ..والله سوف تكون وقتها انت الرابح لان شعبنا العراقي شعب طيب وسوف يتعاطف معك الكثير وربما يتخلى عن قطف راسك بالسجن المؤبد ..لكن خلاف ذلك يا ابا اسراء والله انك سوف تواجه مصيرا اسوأ بكثير من مصير المقبور صدام وعندها سوف يلحقك عار لا مثيل له من عار ..فكن شجاعا ولاتستمع لمن حولك ممن يريدون ان تكون انت ضحية جرائمهم ..وخفف من على كاهلك وكاهل عائلتك وعشيرتك واحفادك بعضا من ثقل ذلك العار..وانما الدين النصيحة ..والسلام .
د.طالب الرماحي