أسمحوا لي أن أكون طائفي هذه المرة .. !!!, بلا أدنى شك هناك حدثان أو بالأحرى تحديان حدثا في الفترة الأخيرة , وتحديداً منذ انطلاق المظاهرات الصاخبة المنددة بالفساد والفاسدين على مدى عام تقريباً , لم تأتي بالنتائج المرجوة ؟, لكنها حركت الشارع العراقي المحتقن , وألهبت مشاعر العراقيين , وأوقدت شمعة في نهاية النفق الطائفي المظلم , وفي نفس الوقت هناك أيضاً خطان أحمران تجاوزهما أبناء الشعب العراقي خلال هذه التظاهرات من المكون الشيعي تحديداً !, ناهيك عن حواجز الرعب والخوف التي أقدمت شريحة معدمة من أبناء الشعب العراقي على كسرها , وعبور وتجاوز موانعها الطائفية التي استمرت لأكثر من 13 عشر عاماً , في وقت ومرحلة ظن ومازال البعض يظن ويعتقد بأن الشعب العراقي المُكبل والمُقيد بقيود وسلاسل الطائفية المقيتة لن ولم يستطيع التحرر والتخلص منها والتغلب عليها يوماً ما !؟.
الأولى : عندما هتف مئات الآلاف من المتظاهرين والمحتجين (( الشيعة )) , بداية انطلاق التظاهرات الحاشدة في العاصمة وفي وسط وجنوب العراق " باسم الدين باكونه الحراميه " , وصولاًَ إلى اطلاق الشعار المافجئ قبل أكثر من شهرين في قلب بغداد , وفي ساحة الاحتفالات وتحت قوس النصر العظيم بأعلى أصواتهم وبنبرة تحدي وشموخ وكبرياء أسمعت من بهم صمم خاصة في قم وطهران " إيران بره بره " و " يا قاسم سليماني هذا أمر رباني " !؟. بالإضافة إلى حرق وتمزيق صور قادة إيران كالخميني وخامنئي وآل الحكيم في أماكن ومناسبات عدة .
الثانية : والتي تعتبر بمثابة القشة التي قصمت ظهر ملالي إيران وأتباعهم وأراذلهم في العراق والمنطقة وبددت أحلامهم ومشاريعهم , وعلى رأسهم أولئك الذين راهنوا ومازالوا يراهنون على تمزيق وحدة الصف العراقي طائفياً وإثنياً ودينياً وقومياً , وصولاً لتمزيق العراق جغرافيا وديموغرافيا بالكامل , عندما هتفت وصدحت أصوات الجماهير الغاضبة بشكل عفوي , بعد أن خرجت في ساحة التحرير مباشرة , بعد أن فجر وزير الدفاع خالد العبيدي ( السني ) !؟, القنبلة بوجه رأس الفساد المدعو " سليم الجبوري " تحت قبة بازار الصفقات التجارية المشبوهة والكوميشينات والسمسرة .. أي تحت ما يسمى بــ ( البرلمان العراقي العتيد ) !؟, وما جرى بعدها .. أي بعد نهاية الاستجواب المزعوم لوزير الدفاع , عندما توجه الأخير بزيارة مفاجئة لـ منطقتين أحدهما تقطنها الغالبية السنية ..!, والثانية تقطنها الأغلبية الشيعية ...!, ألا وهما منطقة الأعظمية والكاظمية , زار خلالهما المرقدين الشريفين لكلا الطائفتين , في خطوة قوية وجريئة , ذات أبعاد مدروسة جيداً , لإيصال رسالة واضحة لمن يهمه ويعنيه الأمر ...
مفادها : إن الجيش العراقي الذي أنا وزير دفاعه .. هو جيش لكل العراقيين وحامي حمى وسور الوطن من زاخو وحتى الفاو , وهذه الرسالة بحد ذاتها قضّت مضاجع البعض , وأرّعبت الدوائر التخريبية الإيرانية التي شكّلت وأسست في العراق قوة موازية مهيمنة تفوق إن لم نقل تتفوق على قوة وهيبة الجيش العراقي , وصولاً لإنهاء دوره بشكل كامل .. ألا وهي الحرس الثوري العراقي (( الميليشيات الـ 100 )) , بل الأدهى والأمرّ من ذلك هو ما رافق استقبال الوزير السني خالد من هتافات في منطقة الكاظمية , وما صدحت به حناجر الكواظمة التي تعتبر معقل المكون الشيعي شئنا أم أبينا , وكيف استقبلوه بحماس وحرقة وغيرة عراقية معهودة , وبتحدي ورسالة واضحة غير مسبوقة , وهم يشيدون به وبمواقفه وفضحه وتعريته للفاسدين واللصوص , ويؤازرونه ويشدون على يده بـ (( عليّ وياك عليّ )) !, وهذا الهتاف أو الشعار بحد ذاته ... على ما يبدو وقع كالصاعقة على رؤوس البعض , وأحدث هزة أرضية قوية جداً تحت أقدام الولي الفقيه علي خامنئي والجنرال الجزار قاسم سليماني وقادة مجاميعهم الطائفية في العراق ... الذين كانوا ومازالو وسيبقون يُنسّقون ويعملون كل ما بوسعهم لإنهاء الوجود العربي السني والشيعي العربي على حد سواء , ليس فقط في المؤسسة العسكرية العراقية والمؤسسات الأمنية وحتى المدنية , بل في جميع أنحاء العراق من البصرة إلى الموصل , وجعلهم أقلية مهمشة خائفة مرعوبة مذعورة نازحة مشردة , يخافون من خيالهم , وحتى من تسمية أبنائهم وأحفادهم بأسم عمر أو عثمان أو أبو بكر ... أو معاوية أو يزيد لا قدر الله !؟؟؟ .
إذا .. يجب لا نضحك على أنفسنا وأن لا تنطلي علينا قوانين وتشريعات واستجوابات هذه الزمرة الفاسدة في البرلمان المزعوم , ولا نسمح لهؤلاء الغجر والكاولية , والغجريات والكاوليات , أن يضحكوا أو يضحكنَّ على عقول أبناء الشعب العراقي 13 عشر عام أخرى قادمة لا قدر الله , من خلال عمليات استجواب الفاسدين والسراق واللصوص المموهة لإلهاء الشعب المسروق والمنهوب والمنكوب , للتغطية على فسادهم وافسادهم , التي بات القاصي والداني والدوني منهم يعترف بها علناً , وجلهم يقرّون ويعترفون ويقولون بعظمة لسانهم .. صراحة , جهاراً نهاراً , وعلى رؤوس الأشهاد , وعبر جميع وسائل الإعلام , بأنهم فاسدون , مرتشون , سراق , لصوص , ومن لم يمتهن ويزاول هذه الأساليب فهو جبان ..؟, وأن السرقة أصبحت في العراق مو عيب !؟, وهم من سرقوا ونهبوا وبددوا أكثر من ألف مليار دولار , وهم من جعل هذا الشعب يهتف بحياة قادة النظام الوطني السابق كرهاً ونكاية بهم , وأن خالد العبيدي الذي تحداهم في عقر ماخورهم الذي تطبخ وتعقد تحت قبته وسقفه المؤمرات والصفقات , وتمارس فيه كل أشكال الموبقات , بكل سفالة ووضاعة وحقارة في وضح النهار باسم الحرية والديمقراطية والدستور , وباسم سيد فلان وسيد فلتان , وعلويه بروح أبوج أرجعي ... وحرام عليكم يا جماعة الشعب وخامنئي ينتظركم ؟, وغيرها من الألاعيب واللطميات التي تتعالى بها أصوات النشاز من قبل عاهرات السلطة التشريعية مال آخر عهر وآخر مودة وآخر زمن سيء تعيس , تلك الدلالات اللاتي يتعالى نعيقهن ونقيقهن حسب الطلب والأوامر ’ وحسب سعر البورصة البرلمانية , تحت قبة ما يسمى البرلمان العراقي التعيس .
أخيراً .. أختم بشعار رفعه أبناء مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية , وهاشتاك يتداوله نشطاء على أغلب مواقع التواصل , وهو عبارة عن صورة للوزير خالد العبيدي ( السني ), رسم عليها علامة النصر , وشعار " أنا عراقي .. أنا مع وزير الدفاع ", كما أود أن أنبه بعض المشككين والمتحذلقين بأن يكفوا ويوقفوا سيل اتهاماتهم الباطلة بحق وزير الدفاع العربي السني الذي فضح السماسرة واللصوص والحرامية وأدعياء التسنن التي أصبحت وأمست هويتهم إيران وقبلتهم قم وطهران وتل أبيب وواشنطن , التي يحجون ويعتمرون إليها لتقديم فروض الطاعة مقابل البقاء في مناصبهم , قبل أدعياء التشيع ودعاة الولاية والمظلومية ومشتقاتها .
مقالات اخرى للكاتب