منذ إطلاق الحكومة وقبل خمسة أعوام مضت منحة الصحفيين والمثقفين والادباء والفنانين دعما منها لتحسين الاوضاع المالية لاعضاء الجمعيات والاتحادات والنقابات والذين غالبيتهم العظمى تعاني تدهور الاحوال الاقتصادية والمعاشية .

وبعد عدة اجتماعات ولقاءات وتوسلات بحكومتنا التي لفطت الاخضر واليابس وافرغت خزائن العراق من مئات المليارات من الدولارات ذهبت لجيوب السراق والمحتالين والفاسدين اخزاهم الله دنيا وآخرة قررت الحكومة ان تمنح الشريحة المثقفة والفنية والادبية والاعلامية والصحفية المبدعة في العراق راتبا شهريا يساعدهم على تسيير امورهم الاقتصادية التي بلغت ذروتها حتى بلغت ان الكثير من المبدعين العراقيين لايستطيع شراء الدواء ولايتمكن من دفع متطلبات الحياة لتتضاعف همومهم ومعاناتهم وهم يراقبون كيف تلفط اموال العراق وكيف تدفع حكومة اقليم كردستان لمبدعيها ومثقفيها وصحفييها رواتب شهرية مجزية تقديرا لما قدموه ويقدموه من جهد ابداعي .نعم وبعد اجتماعات وتداولات قررت الحكومة ان تمنح هذه الشريحة رواتبا شهرية وياليتها لم تمنحهم المنة التي صارت تشلع قلوب المستفيدين منها مرة يقلصونها ومرة اخرى يعتبرونها فصلية ثم نصف سنوية لتستقر سنوية ويعقدون المؤتمرات ويامرون رؤساء النقابات والاتحادات بتوحيد الاسماء واخراج الذين لايستحقون اي الفضائيين وهكذا نودع كل عام بمناشدات ودعوات لتسريع اطلاق المنحة التي تدفع وبواقع اقل من 80 الف دينار اي بواقع 65 دولارا شهريا فتقصدت الحكومة بدفعه سنويا لتفتخر انها تدفع مليونا للمبدعين .

نعم مليون في السنة وكم مليون ومليار تصرف على اولاد وبنات الحكومة في اليوم وليس في السنة ؟ الله اعلم ! يستكثرون ويستقلون ان يستمروا بهذه المنة التي يقولون انها الغيت للعام الحالي بسبب عجز الميزانية وافلاس خزانة العراق بعدما كان يقرض ويهب الدول الفقيرة الملايين صار يقترض منها حتى بدات تلك الدول الفقيرة والنامية ترفض طلبات قروض العراق بعدما تيقنت ان في العراق مازالت الكواسج من السراق والحرامية والفاسدين مهيمنة على تسيير امور العراق .

اعود للمنّة او المنحة التي تؤكد المصادر في وزارة الثقافة بانها الغيت بسبب التقشف وشد البطون وعجز الميزانية التي تمر باسوأ حال وتسربت اخبار ان السيد رئيس الوزراء العبادي وبعد لقاء خاص مع احدى الجهات المستفيدة من المنحة وافق على اطلاق المنحة للعام الحالي ولكن وزيرالثقافة وكما تسربت الانباء يعتذر للعجزالكبير في ميزانية الوزارة وهو عجز يشمل خزانة الدولة برمتها وليس الوزارة فقط. ولانعرف هل هي منحة الوزارة ام الحكومة ؟ وهل صحيح ان رئيس الوزراء يامر ووزير يرفض الامر (كلشي يصير في بلد يتردد من محاسبة المفسدين والسراق) وهكذا صارت المنحة وكما شخصتها من اولها انها منّة. واذا ما الغيت للعام الحالي فان الحكومة تكون قد قطعت ارزاق من كان ينتظرها على احر من الجمر وكان يحسب لها الف حساب بل واستلفها مقدما وعليه ان يسددها ولكن من اين ؟ من المليارات التي لفطت ام من المشاريع الوهمية ؟. نعم بالغاء منّة العام الحالي تؤكدون تجاهلكم للمثقف والمبدع في شتى مجالات الثقافة والفن والاعلام والادب بل تشعلون له الضوء الاخضر لهجرة العراق .

وفي مثل هذه الايام التي نعيشها ايام استشهاد سيد شباب اهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام نقولها وان كنتم تثقفون وتنادون بها لانكم تخافون الله سبحانه وتعالى تذكروا دائما المثل (قطع الاعناق ولا قطع الارزاق) اي قتل الأنفس بغير حق شرعي أما الأرزاق فلا يقطعها أحد غير الله عز وجل فهو الرزاق ذو القوة المتين وما دام الإنسان حياً فرزقه مضمون من الله عز وجل فاتقوا الله وأجملوا في الطلب وستكون دعوات من قطعتم ارزاقهم وعوائلهم مستمرة الى يوم الدين .