من يتابع لقاء الفريق الركن مهدي الغراوي مع البغدادية في أجزاءه الثلاثة ..يستنتج أن المؤسسة السياسية بكافة قياداتها وأعضاءها ورئاساتها في واد والمؤسسة العسكرية وتفاصيلها في واد آخر..لا القائد العام يدري بما يدور في جيشه ويجري ...ولا القيادات المحيطة به تصدق معه ....لاوزير دفاع الوكالة يدري كونه مشغول بوزارة أخرى مهمّة وهي وزارة ثقافة البلد ...ولا رئيس أركانه يدري كونه كردي محدود الصلاحيات ! والكُل يكذب على الكُل ...بعض الضباط من الرتب الصغيرة والجنود هم ضحايا لقادة الغفلة ...والبعض الآخر يعمل بأجندة خاصّة به ومع أطراف مختلفة بعضها خارجي مرتبط بالإرهابيين والبعض الآخر ملزم بأجندة حزبه أوكتلته التي ينتمي إليها..! السيد المالكي بإعتباره القائد العام للقوات المسلحة (المشتتة) أسند إمرتها الى قادة عُرفوا بخبرتهم الطويلة في الهزائم ...وأودعهم ثقته المطلقة ...ضامنا ولاءهم بناءا على ثقل الملفات التي تدينهم والتي أصبحت في قبضته ..خصوصا عبود كمبر وعلي غيدان وآخرين من قادة الفرق الذين أشار الى بعضهم مهدي الغراوي في مقابلته مع فضائية البغدادية... وهؤلاء جميعا مشمولون بإجتثاث البعث الذي لايسمح لهم بالمباشرة العسكرية فضلا عن تولّي المناصب القيادية..! ولكن سمح لهم القائد العام بالعودة وتسنّم مراكز قيادية مهمّه في الجيش ! نقاط مهمّة ومفزعة تعرّض لها الفريق الغراوي تتعلّق بحالة الفوضى واللامبالاة وعدم تنفيذ أوامر القائد العام للقوات المسلحة وكذب القادة العسكريين عليه ...وخلل كبيرآخر فيما يخص تسليح الجيش وتجهيزه بالمعدات وتعويض الوحدات بالجنود... حيث لم يجري هذا وفق السياقات العسكرية المتعارف عليها...إضافة الى قلّة الضبط العسكري والإلتزام بقواعد الجنديّة الأمرالذي أدى الى حالة من التسيّب وعدم تنفيذ الأوامر ...ولاتوجد متابعة جدّية ودقيقة من قبل القائد العام ووزير دفاعه للتحقق من سلامة تنفيذ الأوامر ..ولم يقوما بزيارات ميدانية للإطلاع على مايجري على الأرض بشكل مباشر..بل أكتفى بالإعتماد على قادة يكذبون عليه كما كذبوا على من كان قبله...فشل المنظومة الإستخباراتية العسكرية في رصد تحركات العدو فضلا عن إختراقها في الصميم من قبل الإرهابيين !وقد عرضت قناة البغدادية مقاطع من مكالمات هاتفية بين القادة العسكريين مسجلة ومسرّبة وهذا دليل قاطع على هشاشة الجهد المخابراتي الذي أُسند الى أشخاص ليسوا أكفاءا ... إشكالاتٌ كثيرة ومؤاخذات كبيرة ومفاسد وخيانات خطيرة دفع ثمنها الأبرياء في سبايكر وغيرها ...ولعل الكثير من الحقائق والكوارث لم يُكشف عنها فلا نعتقدُ ان الغراوي قد أدلى بكل مايعرف فلازال الرجل يخشى بعضهم ويراعي وضعه الشخصي لكنّه تحدّث بألم المقاتل الذي خُذل وليس المتخاذل...
ولكن لماذا هذا التراخي والإهمال من القيادة العامّة للجيش وكبار السياسيين العراقيين وإغفالهم التركيز على بناء الجيش بناءا سليماً؟
الجواب يعرفه كل مواطن عراقي حر وشريف..
لأنه لم تعُد هناك دولة إسمها العراق تشغل همّهم!
فلديهم دولاً أخرى أكثر أهمّية ..! دولة القانون ودولة المواطن ودولة متحدون ودولة الأحرار ودولة الوطنية ودولة كردستان !!!
وهؤلاء كُلٌّ يعمل على شاكلته وبناء دولته على حساب العراق ودم أبناء العراق وثروات فقراء العراق وعلى حساب جيش العراق !!!
هذه الدول لاتهتم إلاّ بجمع أكثر عدد من الأصوات للحصول على أكبر عدد من المقاعد ...المنافسة بين هذه الكيانات أهملت الإهتمام بإستعدادات الجيش وكفائته القتالية وتنقيته من العناصر المشبوهة بل سعت فقط الى كيفية إسترضاء قادته لحصد أصوات الجنود ..وغضّوا النظر عمّا يخفي القائد من جنود فضائيين! ننتظر إعترافات جديدة نتمنى أن تكون أمام القضاء العسكري من شهود آخرين.
مقالات اخرى للكاتب