ظاهرة الاستقواء وبلا وجل ولا خجل بالاجنبي ظاهرة مؤلمة حلت ببلادنا وهي مطالبة بعض السياسيين والقادة وشيوخ العشائر وحتى البعض من رجال الدين المسلمين وعاظ السلاطين العراقيين جهرا وعلانية بتدخل قوات اجنبية امريكية او غيرها بالذات مبررين ذلك بدعوات مختلفة قد تكون البعض منها حقيقية ولكن الاكثرية منها خيانية ( من وجهة نظري الشخصية ) .. والسبب بسيط وهو ان العراقي نشأ وتربى على حب الوطن والاخلاص له .. فالوطنية احاسيس ومشاعر داخلية تنتفض ثائرة عندما تقتضي الحالة فهي ليست بدلة او ثوبا ليلبس او بضاعة لتشترى من السوق او درسا ليدرس ...وقد تغنى الشعراء (ايام زمان )والعراقيين خاصة بحب الوطن والوطن العربي الكبير وجيلنا بالذات وما تبقى منه على قيد الحياة يتذكر جيدا كيف كان يطربنا المرحوم مغني العراق الاول محمد القبانجي وهو يغني اغنية ( بلادي وان جارت علي عزيزة وقومي وان شحوا علي كرام ) ... بالامس التقيت بالصدفة احد العراقيين وهو كما بدى لي استاذ جامعي لانني لاحظت ان بعض الحاضرين يلقبه بالدكتور ومن الملاحظ على الرجل محاولاته البروز وفرض نفسه على الاخرين ( يصول ويجول واخذ اللقاء حاصل فاصل مثل ما يوصف العراقيين ) فتراه يحجز لنفسه مركزالقيادة الجماهيرية ويتصدر الصفوف ويقدم نفسه كاحد قادة العراق المقاومين ابقا ولاحقا ورافع لواء النهضة العربية وهو يفاخر بانه كان احد الصامدين للاحتلال الامريكي وهو الان مستعد بتطوعه لانقاذ العراق من مستنقعه العفن ولكن لفت انتباهي انه لم يتطرق ببنت شفه الى اوضاع المهجرين والنازحين .. ومع هذا قلت مع نفسي ربما الرجل نسي مليوني مهجر فهو معذور ( عبر وعدي )... ورددت مع قرارة نفسي ..لك الله يا عراق ...جاءكم حامي حمى العراق ...وكم سررت في داخلي لان الحظ اسعدني بلقاء عراقي بهذه المواصفات الوطنية النادرة والروح الثورية الجياشة والتي يحسدها عليه جيفارا وماوتسي تونك في قبورهم ...ولكن اثناء حديثه انتبهت والتقطت بعض المفردات التي تتعارض مع مفاهيمي البالية والعتيقة بالوطنية ...والحقيقة ازعجتني .. ومنها شممت رائحة الطائفية المقيته مغلفة بثوب المظلومية وكان عدوى اصابته من الطائفة الاخرى وهنا شن هجوم صاعق على الجيش العراقي ...وطالب باخراجه من المحافظات المنتفظة جملة وتفصيلا ( ويعز علي ان اسميها بالاسم الدارج هذه الايام لاغراض تقسيمية قذرة )...وتسليم الامن الى قوات تسلحها امريكا من ابناء العشائر بحجة ان الحكومة لاتريد تسليحهم ...ولم يكتفي بذلك بل ويبرر ويطالب بتدخل القوات الامريكية وبالسلاح الامريكي لتحرير محافظته من داعش والمليشيات الصفوية . انا لا ادعي ان الجيش العراقي الحالي جدير بالاعتماد عليه وهذا ليس ذنب المقاتل والجندي وانما ذنب القيادة الفاسدة والفاشلة ...وكم احزنني ما سمعته من اعترفات الفريق الركن مهدي الغراوي حول خيانة القيادات العسكرية والسياسية سواء في المزصل اوبغداد قصة تسليم الموصل على قناة البغدادية واعتبرها انا وكاحد العسكريين الذي كان لهم شرف الخدمة في هذا الجيش العظيم ايام زمان .. اعتبرها وصمة عار على جبين كل القيادة السابقة وربما ايضا قسم من القيادة العسكرية الحالية والتي باعت وسلمت الموصل وثلث العراق للدواعش بلا قتال ... انا عرفت الجيش العراقي يوم كان رفعة راس لكل عربي وعراقي ... ولكن انا لا الوم الجيش الحالي نفسه ولكن اوجه اللوم لمن اساء تسليح وتدريب وقيادة هذا الجيش البطل والذي سطر ملاحم لاتنسى في سجل البطولات ... فكيف يجرأ عراقي شريف ومخلص ان يطلب منع جيش عراقي ان يدخل محافظات عراقية ومهما كانت الذرائع والمبررات التي يسوقها... وهل الجيش ملك طائفة كعينة او محافظة معينة ...الجيش ملك لكل الشعب وبدون استثناء وليس من حق احد كائن من كان ان يتحكم بتواجد الجيش .. ( طبيعي هذا في الدول والانظمة التي تحترم شعوبها وجيوشها ) .. الجيش العراقي رضي من رضى وابي من ابى يبقى الدرع الحصين لكل العراقيين ولكل الشعب وليست المليشيات او الحرس مهما كانت مسمياته بدائل للجيش النظامي ...فاي منطق هذا ؟؟ ..المليشيات حق يراد به باطل ...واول من شرعن هذه الحالة هو الاحتلال ...اما اذا اردنا معالجة الاوضاع بسبب فقدان الثقة بين مكونات الشعب فيمكن الحاق المتطوعين من العشائر او غيرهم على شكل وحدات عسكرية نظامية وخاضعة كليا لقيادة الجيش وبلا تسميات ما انزل الله بها من سلطان وتستفز المكونات الاخرى ... والمصيبة ان الرجل كان يدافع عن وجهة نظرة بقوة واندفاع ...ويشغل اسطوانة انقاذ العراق التي كان يرددها دائما ...ولا اكتمك القاريء الكريم سرا ..فلقد اصبت شخصيا بالصدمة والخيبة ...وانا اردد مع نفسي قول اهل جنوب العراق الكرام ( الاخ الاستاذ زرب بالوطن والوطنية ) .. لست في مجال تقييم هذا الشخص او غيره فهم كثرة هذه الايام وانما كنموذج لاحد تجار السياسة والوطنية ..نموذج لعراقي وصولي نفعي سيء صادفته والتقيت به بالصدفة .. يستغل الشعارات الوطنية والقومية لاهداف وخطط مرسومة في مخيلته ...ويبدوا لي ان الغيرة الوطنية قد غابت او غيبت عند الكثير من العراقيين ... فمن عنده ذرة من الغيرة الوطنية لايستنجد بالاجنبي على ابناء وطنه وجلدته .. قبل فترة رفع الكثير ممن باعوا اوسلموا او خافوا او خدعوا .. تركوا نينوى واهاليها بليلة ظلماء دهماء للمتطرفين التكفيرين ووالذين اجرموا وقتلوا وهجروا شعبهم وفقراء المحافظة في الجبال والوديان جياع عراة ..وتفننوا في نهب الاموال وهتك الاعراض ... اما هؤلاء القادة والساسة انفسهم فنراهم وعلى الفضائيات ومن على المنابر والمؤتمرات وبدلا من ان يكونوا مع اهلهم في مخيمات النازحين ...نراهم يسافرون الى واشنطن ويتباكون ويتوسلون بهم لاعادتهم لمناصبهم ولكن واشنطن وادارتها الامريكية قالت لهم ( لاتبكوا ملكا ضيعتموه وهربتم كالجبناء والنسوان ) ارجعوا الى العراق الى بلادكم ووحدوا صفوفكم ونحن مستعدون للمساعدة ..وبصراحة اجابتهم بنحن لا نثق بكم .. وهنا عادوا الى العراق واشتغلت الولاءات والنداءات والاصطفافات والمساومات وترك البعض فنادق الخمسة نجوم في عواصم دول الجوار والتقوا في كردستان والتئم شملهم في مؤتمر عقدوه في اربيل وتحت شعار عنوانه ( عربي ) وباطنه (طائفي ) ...حضره البعض وغاب عنه البعض ..ومنهم المخلص والوطني ومنهم النفعي والمرتزق ...وكما سائد في مثل هذه المؤتمرات الكبير تختفي اصوات وترتفع اصوات ...ولكن في نهاية المطاف يقرأ البيان الختامي ...يصدره المعدون للمؤتمر والمشرفين عليه ويدبجون فيه ما يريدون ايصاله للايادي الخفية ..سواء وافق الحاضرون او ابوا على البيان الختامي ...وهذه الحقيقة معروفة لكل هواة حضور المؤتمرات المشابهه ..ولكن حتى المبتدأ و الامي في السياسة يعرف ان هدف الولايات المتحدة من الاحتلال وما اعقبه من نكبات واقتتال الاخوة ..هو تقسيم العراق الى ثلاثة اقسام (كردي –سني – شيعي ) ... وكما تعلمون وبلا مجاملة لاحد ..الاكراد واقليم كردستان دولة في طريقها للاستقلال وهذا ما صرح به وعلانية الاستاذ مسعود البرزاني وهوينتظر مساعدة الامريكان لتحرير اراضي كردستان المحتلة من داعش وهذه اصبحت حقيقة واقعة والكل يعرفها ... والدواعش وتنظيم دولة الخلافة الاسلامية ...اعلنوها خلافة ... واخبارها معلنة ولا تحتاج الى تفصيل كي لايتهمنا البعض بالترويج اعلاميا للخليفة البغدادي وتنظيمه .. واما السنة الانفصاليين واللعبة المكشوفة والمخفية التي يلعبونها فقد وصلت الى مراحلها النهائية كما يبدو لي وبرعاية امركية اسرائيلية واضحة ... والمصيبة في المكون الثالث من الشعب العراقي وهم الشيعة ..حيث رفعوا شعار المظلومية التاريخية وعندما كوشوا على حكم البلاد والعباد ..نشروا الفشل والفساد وبأقبح صوره ... وباسوأ نماذج الحكم وارذل رجال حكم ..فبدلا من رفع المظلومية عن ابناء طائفتهم ...وسعوا المظلومية ووزعوها على كافة ابناء الشعب العراقي بكافة اطيافه ومذاهبه واديانه ( ما عدا الكرد طبعا ) ولو كان بقدرتهم الوصول الى الاكراد .. ايضا لما قصروا معهم وشملوهم بمكرمة المظلومية .. المهم انتهى مؤتمر اربيل بقضه وقضيضه وانا شخصيا لم اكن مستعدا للتطرق اليه بسبب حساسيته الطائفية وانا شخصيا اكره بل واحتقر الطائفية وقادتها وملحقاتها ومحاصصتها والطائفيين وكلهم اجمعين ...وحسب قناعتي الشخصية ان المؤتمر ليس الا رقما في الاصطفاف الطائفي واضيف كرقم الى ارقام بقية المؤتمرات التي عقدت سابقا او التي ستعقد مستقبلا وبالتاكيد لاحقا .. ان ما دفعني لمناقشة هذا الموضوع هو زيارة السناتوراليميني والجمهوري المتطرف الامريكي جون ماكين وبدون دعوة او سابق انذار وبلا أحم ولا دستور كما يقول العراقيين ..وانا شخصيا اكره هذا الرجل لانني اعتقد انه حاقد على العراق والعروبة والاسلام وحبيب اسرائيل بالولادة .. وعندما ياتي هذا السناتور وبشكل مفاجيء للعراق وبدون دعوة رسمية ...فان هذه الدعوة تحمل في طياتها الشر والشؤم للعراقيين .. ومثل ما يكول العراقيين (ماكو ورة هذا الملعون خير ) ...والمؤلم انه يثبت للعالمين الحر والكر ان العراق مفتوح وصاير خان جغان مو بس للداعش وانما لماكين وغيره ايضا .. بالمناسبة العراقيين يكولون ( اللي يجي بلا عزيمة يكعد على الكع بلا فراش ...من اجه السناتور ...شفناه هو كعد على الفراش وخله اهل البيت يكعدون على الكع ...شنو هاي ضيافة عراقية واكرام الضيف لو صورة من صور العبودية والاعتراف بالمعروف ..واستعداد للطاعة ؟؟؟) الله واعلم .. المهم رضينا ام ابينا فالرجل ( شفناه ماخذ راحته وعلى كيفه وحتى متونس ...بعرس امه ما لا كيهه ) التقى بالمسؤولين كلهم من اكبر راس الى اهل العكل ووين ؟؟؟ بمجلس نواب الشعب ..والان اقولها وفمي مليء بدماء وهموم وعذابات العراقيين ...كيف سمح رئيس مجلس النواب الاستاذ سليم الجبوري لنفسه وهو يحتل هذا المنصب الرفيع ويمثل كل الشعب وكافة اطيافه ان يجمع وجوه وشيوخ العشائر ليلتقوا بالسناتور ماكين وباشرافه وهو ممثل لكل العراقيين وليس ممثل لمكون او طائفة معينة ؟؟...والله اننا شعب نستحق ان لايحترمنا الاخرون وكل ما يحل بنا ولا الوم البعض ممن يركض وراء الدواعش (لا حبا بهم وانما كفرا ) بهؤلاء الذين لم يحترموا قدسية اواستقلال الوطن وكرامته .. وهنا لابد لي ان اقدم للاستاذ العبادي وانا واثق ان الرجل ( كما يقول حدسي وظني ولاسيما وهو يحمل الجنسية البريطانية ) انه سيبذل المستحيل لبناء ما دمره مسؤوله الحزبي في حزب الدعوة (اي المالكي )...خلال 8 سنوات عجاف .. اقول يا استاذ حيدر وسايم عليك حيدر الكرار( بلغة اهلنا الطيبين ) ..ان عدد المحافظات التي تسمى منتفضة 5 محافظات ...ومن يريد ان يتكلم باسم جميع هذه المحافظات الخمسة مجتمعة فهذا سياسي مغرض ولايريد حل مشكلة النازحين والمشردين والمهجومة بيوتهم ...عليك بالتعامل مع كل محافظة كل على حدة وبعيدا عن الحرب والقتال وافصل مشاكلها وطلباتهم عن المحافظات الاخرى ...يا استاذ المواطن العادي هو المتضرر الحقيقي وليس المشاركين بالصراع المسلح وليس الشيوخ والساسة وتجار الحروب ..ضع نفسك مع المتضررين وعندها ستجد الحلول المناسبة ..لان اهل مكة اعرف بشعابها ...واعتمد على الجيش النظامي ولا تعتمد على المليشيات المسلحة في نشر الامن والامان في المحافظة لان ولاءهم لقادتهم وليس للوطن ...واهم شيء عليك استعادة الثقة بين المواطن والحكومة وممثلة بقواتها المسلحة ... ولتحقيق هذه الغاية يجب المباشرة وفورا باصدار قوانين للادرة الذاتية المحلية وفي كل محافظة على حدة وقطع دابر الانفصاليين ودعاة الاقاليم ...فليحكم ذاتيا ابن الانبار في الانبار وليحكم ذاتيا ابن كربلاء في كربلاء وحكومة المركز فقط للاشراف والتوجيه وبدون تدخل ولكل المحافظات بدون استثناء على اساس محافظات ذاتية وليس اقاليم منفصلة كما تريد امريكا واصدقاءها ... انا اعلم ان الامور عويصة ومعقدة ...والكل سيحاربونك بما فيهم حلفاء ك في العملية السياسية ...ولكن تذكر حكمة اهلنا من سار على الدرب وصل ..ولاسيما فى نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى الكثير من العراقيين الشرفاء والذين لم تتلطخ اياديهم بدماء العراقيين لازالوا يؤمنون بالولاء للعراق الةاحد الموحد وحب الوطن وحتى لو كانوا يوما ما من البعثيين .. واخيرا لنحفظ ولنطالب عن ظهر قلب وكالاطفال ( العدل اذا دام عمر ....والظلم اذا دام دمر ) ولاننسى لنبدل القاضي الذي قضى احد عشر سنة ووص ارذل العمر ولم ينشر العدل بين الناس كما يفترض فالافضل ان يجلس في بيته ...( قابل هو ورئيس اركان الجيش لزكة جونسون وماتنقلع ؟؟؟) اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
اخبار العراق اليوم تصلكم بكل وضوح بواسطة العراق تايمز