سبحان مؤلف القلوب بعد عدواتها، سبحان جامع الشتات والفرقة بعد الاختلاف،سبحان من آخا بين الأثنين بعد الأعتداء على مبنى البرلمان، وأمانة الوزراء!!
كان هذا هو المشهد السياسي،الذي جمع بين العبادي والصدر،والذي اتفقا فيه على التسوية المجتمعية دون السياسية،التي سوقها العبادي للإعلام عدة مرات فجذب الصدر إليه، فما كان إلا ان يرفض الصدر الأعتداء على الشعب المتمثل بحزب الدعوة،في حين كان التعدي على البرلمان من قبل لا يمثل الشعب!
المعلوم ان وثيقة التسوية الوطنية، هي مبادرة التحالف الوطني،وتم الأنتهاء منها بعد وضع الشروط والبنود المتفق عليها،والتصويت لها من قبل الهيئات الثلاثة داخل التحالف، الذي يضم القوى الشيعية ما عدا التيار الصدري،وهي تسوية سياسية ومجتمعية معاً، وبرعاية الأمم المتحدة،ولا تشمل الملطخة أيديهم بدماء العراقيين،كالبعث وداعش وأمثالهم.
يبدو ان وثيقة التسوية الوطنية، سوف لا يكتب لها النجاح،والتحقق على ارض الواقع،ولعلها ستؤدي الى الفرقة،وتشتت التحالف الوطني من جديد بعد الوئام الحاصل في رئاسة الحكيم،فالملاحظ ظهور ثلاثة رؤى وانقسامات في شأن التسوية داخل التحالف:
الرؤية الأولى:جمعت تحالف بين المالكي واتباع الولاية،كما يطلقون عليهم،الذين يرون ان التسوية مع القادة السنة الحاليين لا تجدي نفعاً، حيث حصلت مثلها من قبل ولم تعطي أي نتائج ايجابية،مثل ما جاء على لسان المالكي،وتبعه الشيخ قيس الخزعلي،حيث قال:يجب ان تكون التسوية مع المعتدلين لا مع المتمردين.
الرؤية الثانية:التي تبناها العبادي والصدر مؤخراً،وتدعوا الى مصالحة مجتمعية فقط،في حين ان المعروف ان هذه المصالحة هي ثمار التسوية السياسية،فهؤلاء تمسكوا بالفرع وتركوا الأصل!
الرؤية الثالثة: هم الثابتون عليها والملتزمون بها، ككتلة المواطن، والفضلية،والإصلاح،والمستقلين، والتي يسعى من أجلها الحكيم، فهي رؤيا التحالف الوطني،التي مناقشتها ووضع بنودها والتصويت عليها من قبل التحالف،فهي تدعوا الى فتح الحوار مع الجميع،لتسوية وطنية شاملة،وواضحة شروطها ومعروفة لدى الجميع.
إذاً ما هذا التخبط؟!وما هو الهدف من ورائه،لدى اصحاب الرؤية الأولى والثانية،ووضع العصي والعراقيل في عجلة التسوية المتفق عليها؟
فرحنا بزيارة الصدر للعبادي، وهي خطوة ايجابية نحو التآلف والتقارب، ونبذ الخلافات بين الطرفين،لكن ما نتمناه ان لا يكون هذا التآخي بينهما زواجاً كاثوليكياً آخر!!
ً
مقالات اخرى للكاتب