أمس شاهدنا من على شاشات التلفاز الإحتفالية بالذكرى 56 لتأسيس حزب الدعوة الإسلامي وقد تصدّر الحفل رئيس الحزب "المالكي". ما أردتُ أن أصدّع رأسي بهذه الأمور، لكن إصرار المالكي والباقين على تزييف الحقائق دفعني أن أتكلّم وأتساءل. تدعّي قيادة حزب الدعوة أن الحزب تأسس عام 1957، وكثير من الناس يتصورون إن المؤسس هو محمد باقر الصدر، والحقيقة عرفناها وإطلعنا عليها من خلال ما صرّح به وأعلنه أمام شاشات التلفزيون أحد مؤسسي حزب الدعوة (طالب الرفاعي) والتسجيل موجود على اليوتيوب، والرجل لايزال على قيد الحياة. كشفَ الرفاعي أن حزب الدعوة تأسس في عام 1959، والمؤسسون للحزب هم ( آصفي، عبد المهدي الحكيم، طالب الرفاعي، محمد باقر الصدر)، وحسبما ذكر "الرفاعي" أن الهدف من وراء تأسيس حزب الدعوة هو "الوقوف بوجه 14 تموز !!". طبعاً كان شاه ايران يمثل اليد الطولى لـ CIA في المنطقة و علاقته القوية بمرجعية عبد المحسن الحكيم الذي بدوره كان ينسّق مع البعثيين والإقطاع للقضاء على ثورة 14 تموز والزعيم عبد الكريم قاسم، كل الجهات تآمرت على الثورة الفتية. عندما وقعت كارثة 8 شباط 1963 كان عبد المحسن الحكيم موجود في الكاظمية يتابع تفاصيل تنفيذ الجريمة، وجاء اليه الحاكم العسكري العام المقبور رشيد مصلح التكريتي ليزف له البشرى بقتل عبد الكريم قاسم، ثمّ جاء اليه مؤسس البعث المقبور ميشيل عفلق ليهنئه بالقضاء على الدكتاتور . لقد اصبحت قاعدة في الوطنية، وهي أن يُقاس العراقي بوطنيته من خلال موقفه من ثورة 14 تموز والشهيد عبد الكريم قاسم. فلو كان يدري شهداء حزب الدعوة بالهدف الحقيقي من وراء تأسيس حزب الدعوة، ما دخلوا في صفوف هذا الحزب. إنّ الإنتصار على الحداثوية والماركسية والعلمانية، الذي تكلّم عنه عدة مرات "نوري المالكي"، حقيقته هي جريمة نكراء وقعت في 8 شباط من عام 1963، سُفِكت دماء بريئة لخيرة بنات وشباب العراق وفيها هُتِكت أعراض، تلك المأساة هي نقطة سوداء في تاريخ حزب الدعوة والقوى الدينية في النجف، باستثناء المرحوم المرجع الديني الكبير – السيد محمد حسين الحمامي – الذي وقف ضد فتاوى وممارسات عبد المحسن الحكيم. لا أدري بعد كل هذا، هل سيستمر المالكي بإصراره – إعتبار الجريمة إنتصار وتزييف تاريخ تأسيس حزب الدعوة !؟ سُحقاً لكل مَن تآمر على ثورة 14 تموز والخلود لشهدائها الأبرار.
مقالات اخرى للكاتب