استذكر التركمان في العراق صباح اليوم الذكرى الـ22 لمجزرة آلتون كوبرى في عام 1991 ابان النظام العراقي الاسبق التي ترسخت في التاريخ التركماني ضمن أبشع الجرائم الانسانية بعد مجرزة 14 تموز عام 1959 و أن هذه المجزرة هي من المجازر التي تعرض لها التركمان في أرض العراق و أن النظام السابق كان يهدف من وراء تلك المجزرة طمس الهوية القومية للشعب التركماني واجبار التركمان على الهجرة وترك دورهم وأراضيهم ومناطقهم التي عاشوا فيها لآلاف السنين .
هذه المجرزة التي راح ضحيتها أكثر من مائة من خيرة رجالنا وشبابنا في الثامن والعشرين من آذار سنة ( 1991) وبأساليب وحشية وبدون أية تهمة ، بل وان فيهم من جردوا من ذويهم وأهاليهم ومن أحضان أمهاتهم ولم يتجاوزوا العقد الاول من أعمارهم .. قتلوا رميا بالرصاص ودفنوا في مقابر جماعية تاركين وراءهم مآسي بأضعاف أعدادهم .
و قد لا يعيش التركمان اليوم حالة افضل مما عاشوها قبل 22 عاما ً إذ لا يزال استهداف والخطف بشتى الوسائل و زرع الخوف و الإرهاب الذاتي في نفوس المواطنين التركمان قائمة كأن جميع اجندات التي تحكم العراق لها فكرة ثابتة عن طمس دور الريادي والثقافي للمواطن التركماني الذي تعد نظام الدولة العراقية مؤسسة على عقليته حسب وثائق ودراسات التي تظهرها البحوث والتقارير ولا سيما في حقبة الدولة العثمانية التي أثرت في تاريخ تاسيس الدولة العراقية و دور المواطنين التركمان النشطاء والمثقفين في دعم وحدة العراق وسلامة أراضيه كل تلك العقود .
ويأتي اليوم تحدي كبير والمواطن التركماني يعيش وسط عزلة اجتماعية وفكرية و بطئ كبير في استرداد حقوقه وطموحات محددة متواضعة إذ علينا ان نتجرد من عقلية اللا إقدام و نتجرأ في مطالباتنا و نزيد من صرخة المواطن المهمش هويته و نشارك اخوتنا العراقيين في صناعة القرار السياسي وحسب ما ينصه الدستور العراقي والتشريعات العراقية وما ينتظرنا كتركمان العراق هو بذل المزيد من الجهود في هذا الإطار وعلى جميع الاصعدة من السياسيين ورجال الدولة و الناشطين والصحفيين والاكاديميين و الشباب والنساء و المنظمات المجتمع المدني .
مقالات اخرى للكاتب