كنتيجةٍ حتمية للتدخلات الإقليمية في المنطقة العربية وبسبب الأطماع والسياسات الخاطئة شهدنا "عواصف" متنوعة ومتعددة من "عاصفة الصحراء" مرورا بـ"عاصفة جنا" إلى "عاصفة الحزم" وعواصف كثيرة قادمة إلينا عبر أجنحة الطائرات والصواريخ الغربية والعربية والإقليمية والضحية هو المواطن العربي!
العاصفة الأخيرة هي تتمة للحرب القائمة في اليمن الذي تحول من "يمن سعيد" إلى "يمن العريف علي عبدالله صالح" و "يمن الحوثيين" والآن "يمن التحالف عبر عاصفة الحزم"!
لم يتركوا أهل اليمن كي يقرروا مصيرهم بأيديهم فتدخلوا في الشأن اليماني بطريقة موجعة ومثيرة للأسى والشجن وتحولت اليمن إلى غابة من البنادق والرشاشات والمدافع وأخيرا اجتاحت البلاد عاصفة هائلة مرعبة من الطيران الحربي الحديث قاذفات وقاصفات وتدمير وهلاك!
يجب أن نكون واقعيين وصريحين فبقدر ما يظهر أهل الخليج بنعومتهم وترفهم فهو في ساعة تهديد عروشهم ورفاهيتهم وحدودهم يكشرون عن أنياب محشوة بالرصاص والموت الزؤام وكما فعلناها مع الكويت في آب 1990 وارتكبنا نحن العراقيين الخطأ الفادح بدخول دولة الكويت واحتلالها واستباحتها هب حكام الخليج لنجدة آل صباح بالمال والدم فاستأجروا "القوي" وجاءت أميركا إلى المنطقة وبقية القصة معروفة!
والسؤال: هل كان النظام العراقي السابق لا يدرك نتائج احتلاله لدولة خليجية؟ كانت الكويت كالبحرين وكالسعودية وكالإمارات وقطر عبارة عن "كورة زنابير" تلدغ البد التي تتجرأ على اقتحام هذه الكورة.. وهل كان الحوثيون ومن يدعمهم غير مدركين لخطورة احتلالهم صنعاء والقضاء على شرعية الرئيس اليمني وبالتالي التهديد بالزحف لاحتلال عدن اقترابا من البوابة السعودية؟!
لنكن واقعيين، إن الحرب التي تدور اليوم في اليمن هي ذاتها التي تدور في العراق وسوريا والجنوب اللبناني والخليج بقضه وقضيضه ضد التمدد "الإيراني" الذي بات يخيف ويرعب ويقض مضاجع آل مكتوم وآل سعود وآل خليفة وكل "آلات" المنطقة ومن حقهم أن يخشوا ويخافوا ويشكوا ويتهيئوا وبالتالي يهاجموا!!
النجاحات العسكرية الأخيرة للحوثيين أرعبت المملكة العربية السعودية ومن حق المملكة أن تتوجس فمدافع الحوثي صارت قريبة من مكة والرياض وعلى شواطئ هرمز وعمان ولكن هل كان الحل هو الاستعانة بـ"عاصفة" مهولة من الموت والدمار والقتل كما فعلها الأمريكان معنا في العراق في عام 1991 عندما شنوا عملية "عاصفة الصحراء"؟!
اعتقد المطلوب "عربيا وخليجيا" من أهداف "عاصفة الحزم" نزع السلاح الثقيل للحوثيين وإبعادهم عسكريا عن "صعدة" وجبالها الوعرة القريبة من "آل سعود" وبالتالي الاتفاق "عربيا وخليجيا وأمريكيا" على تحويل الحوثيين إلى حركة سياسية سلمية لها ما للحركات والأحزاب اليمانية السلمية من حقوق!!
كنا نتمنى أن لا تصل الأمور إلى الاختناق السياسي والاحتراب بالطيران والصواريخ وحل إشكالية النظام بالحوار والتنازل والاعتراف بالشرعية وعدم المكابرة وإقصاء الآخر!
دشن سلمان بن عبدالعزيز حكمه الجديد بعاصفة قد تتوقف خلال أيام لينجم عنها حل سياسي يرضي الأطراف ومن بينها "الشاويش علي عبدالله صالح" هذا الزئبقي الخطر في العملية السياسية اليمنية برمتها!
لا ننسى أبدا مشهد نزول "الشاويش علي" من الطائرة في مطار "صدام سابقا" وهو يندفع بسرعة إلى أحضان الرئيس السابق وقبل أن يحتضنه الأخير يقف "العريف علي" في حالة استعداد عسكري وهو يؤدي التحية لصدام مقدما نفسه بصوت عال: "أنا النصير المتكدم علي عبدالله صالح سيدي"!
مقالات اخرى للكاتب