العقاب البدني في المدارس ممنوع،والعقاب النفسي هو الآخر ممنوع وهذا معروف للجميع ونسبة عالية جدا من مدارسنا ملتزمة بهذا وتخشى(ولي أمر التلميذ)أكثر من خشيتها(وزير التربية) وهنالك نسبة لا بأس بها من أولياء أمور التلاميذ استغلوا (منع العقاب البدني والنفسي) في ابتزاز الهيئات التعليمية والتدريسية بشتى الطرق لدرجة أصبحت فيه المدرسة الحلقة الأضعف في المجتمع رغم إن الهيئات التعليمية والتدريسية ملتزمة بالتعليمات إلا إنها تتعرض بين الحين والآخر لأزمات للأسف الشديد تعكر الكثير من الأجواء التربوية في مدارسنا خاصة في المتوسطة والإعدادية ولعل هذا إنعكس سلبيا على الواقع التربوي ونسب الرسوب العالية في الامتحانات الوزارية.
سلبيته تكمن في جوانب عديدة،أولها إن الطالب أصبح أكثر قدرة على التمرد بسبب وقوف ولي أمره معه و بالضد من المعلم والمدرس،وإن ولي الأمر يصدق كلام أبنه ويكذب كل المدرسين والمعلمين،وطلاب الصف وهذه مشكلة كبيرة جدا عندما تنحصر الحقيقة بيد( طالب مراهق).
وإن (معاتبة) المدرس للطالب لعدم تحضيره الدرس يعدها البعض (عقاباً نفسياً) ولها( تداعيات خطيرة) رغم إن هذا ألأمر وارد جدا يستخدمه الكثير من المدرسين في المدارس الثانوية والإعدادية خاصة مع طلبتهم لتذكيرهم بالواجبات المدرسية وليس أمامهم سوى (العتب) وهو جزء من النصح والإرشاد التربوي.
لهذا نجد يوما بعد آخر إن العلاقة بين المدرسة والبيت متوترة وفي تقاطع مستمر ولعل هذه ظاهرة اجتماعية برزت بشكل واضح وجلي وسببها إن المسؤولين يرفعون شعار( أولياء الأمور على حق دائما) وهنالك شعور كبير جدا لدى الهيئات التدريسية والتعليمية إن (المعلم والمدرس) أحيانا كثيرة يكون ضحية شكاوى كاذبة وإدعاءات باطلة من قبل طلاب وتلاميذ وإن كان التحقيق فيها لم يعاقب المدرس لعدم وجود أدلة إلا إنه يشكل خطرا كبيرا عليه لأنه لا يمكن له أن يتعامل مع طالب أدعى عليه بالباطل وسبب له تحقيقاً وسؤالاً وجواباً والكثير من المدرسين بشكل خاص يتعرضون لهذا الموقف ويلتزموا الصمت.يقابل ذلك شعور الطالب وولي أمره بالنشوة والانتصار على المدرس وللأسف الشديد هنالك البعض من المدرسين يضطر لأن يعتذر من الطالب وولي أمره رغم إنه لم يرتكب خطأ بحقه.
نحن نحتاج لتوعية مجتمعية مفادها إن تكاتف البيت والمدرسة كفيلان بصناعة طالب مجتهد ومؤدب ويحترم المدرسة ومن فيها سواء مدير أو مدرس أو موظف خدمة.
وأن يدرك أولياء الأمور إن (العقاب البدني والنفسي) ممنوع من زمان من أيام الملك فيصل وليس الآن، والغريب في الأمر إن الكثير من أولياء الأمور قبل 2003 كانوا يصرون على معاقبة أبنائهم لكي (يصير براسهم خير) والبعض منهم لا زال يترحم على المعلم الفلاني الذي كانت لعصاه الفضل في ما وصلوا اليه. والأكثر غـــرابة أن الآباء يعاقبون أبناءهم في البيت وعودوهم على العقاب كطريقة يتعاملون بها مع الأبناء مما يجعل مهمة المدرسة أكثر تعقيدا.
مقالات اخرى للكاتب