بكت عليك القلوب قبل العيون
وما ينفع الدمع
يا أيها الوطن المفدى...ما عساي أقول ...
هذا الجرح الذي لم يزل مفتوحا ينزف ضحايا مبرؤون من الذنوب إلا واحدا
لايستطيعون أن يتخلوا عنه فهم ينتحلونه حتى آخر لحظة من حياتهم وآخر
قطرة من دمائهم بل وحتى حين يدفنون في التراب بل وحتى حين يبعثون
للحساب عند رب الأرباب الله الباري الرحيم فهم موسومون به وهم
محاربون عليه وهم مستعدون لتقبل أن يكونوا فداء هذا الذنب العظيم
لحبهم العظيم كيف لا وهو الوطن
وهم شهداء أبرار لم يموتوا ولكن إحياء عند ربهم يرزقون .
بكت عليك القلوب قبل العيون
وما ينفع الدمع
ياأيها الوطن المفدى ...ما عساي أقول...
أحباً فيك هذا القتال .... وهل في شريعة الحب قتال ...؟
أو في شريعة الوفاء .... أو في شريعة السماء قتال...؟
هذا ....هو.....السؤال ...؟
كيف تحب الوطن وترضى بقتل أبناء الشعب الأبرياء إلا من ذنب وطنيتهم
وحبهم له وهم يقتلون بهذه الجريرة التي هي في حقيقة الأمر شرف عظيم لا
يناله إلا كل ذي حظ عظيم وان كانوا لم ينالوا في حياتهم شرف الكرسي الرفيع
أو اهتمام الشخص ذي المقام الرفيع فهم بسطاء في عيشهم وشرفاء في موتهم
إذ حملت أرواحهم الملائكة إلى بارئهم يشكون إليه ظلم ذوي المآرب الذين
أرادوا الوصول لغاياتهم الدنيئة وان ساروا بأقدام الهمجية على جماجم
الأبرياء .فهم كما الأفاعي والعقارب ينفثون السموم ويكشرون عن الأنياب
لبسوا جلابيب الرفعة والفخار ونسوا أن الرقيب هو الإله ذو الاقتدار .
ماذا أبقت هذه الجرائم غير الخراب والد مار وكم من صورة للدماء والأشلاء
تنشر في ارض العراق كأنها بيرقا للدعاء أو شفاها ترتل حين يغمد خنجر
الجلاد في القلب أن لا أله إلا الله ... الله أكبر... الله محبة .... الله السلام .
كم من المواطنين الذين عبروا عن استنكارهم لما نالهم من العسف والجور
والظلم وكم من المشاهد صورتها كاميرات التصوير تنقل صورا حية لمشاهد
أليمة تخدش حياء البشرية بهمجيتها وترعب قلوب الوحوش الضارية بوحشيتها
تذهب النفس عليها حسرات .