محمد عواد: توفي مالكوم جليزر مالك نادي مانشستر يونايتد عن عمر يناهز 85 عاما ، الأمريكي يعتبر من أوائل المساهمين بثورة ملكية الأندية المحترفة ، حيث تقدم بعرض قيمته 1.5 مليار دولار لشراء الشياطين الحمر عام 2005.
جماهير مانشستر يونايتد قلقة ومترقبة لنتائج مثل هذا الحدث، فالرجل الذي آمن بالمشروع رحل وإن اختلفوا معه واتهموه بالاستغلال ، وبات أولاده في مركز القرار ، ورغم أنهم من كانوا يديرون النادي خلال السنوات الأخيرة لكنهم لم يملكوا سلطة التغييرات الجذرية في ظل وجود والدهم على قيد الحياة.
موقع مجلة فوربس العالمية كان أول من رصد الحدث ، وأشار إلى نجاح جليزر الرياضي مع الفريق الانجليزي ، فحقق المان يونايتد في ظل ملكيته لقب دوري الأبطال مرة وخسر النهائي مرتين ، إضافة إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي 5 مرات رغم قدوم الملاك الأقوياء إلى تشيلسي والمان سيتي ، لكن هذا النجاح صاحبه إثقال كاهل النادي بديون ضخمة (600 مليون دولار تقريباً) تمثل القلق الأكبر للجماهير.
المجلة أشارت إلى أن رحيل السير اليكس فيرجسون قد يكون أكثر تأثيراً من رحيل جليزر، لأن أسرة الأخير هي من تدير النادي في السنوات الأخيرة من دون تدخله في القرارات التشغيلية العادية، وتملك هذه الأسرة أغلبية الأصوات في مجلس الإدارة، في حين أن الفراغ الذي تركه المدرب الاسكتلندي ما زال قائما عقب فشل ديفيد مويس ، وفي ظل انتظار لويس فان جال.
صحيفة الاندبندنت الإنجليزية استبعدت هي الأخرى بأن يؤثر رحيل جليزر على مانشستر يونايتد في المستقبل القريب ، لكنها حذرت من أن الديون التي تركها خلفه قد تكون فخاً إن لم يعرف من هم بعده كيفية التعامل معها ، فجليزر اشترى النادي من دون ديون وحصل على عدة قروض لتمويل مشاريعه المختلفة ومنها مشروع الشراء ذاته ، ثم اعتمد على الأرباح التي يجنيها من دخل مانشستر يونايتد لدفع هذه القروض.
فوربس واندبندنت ترددتا بقول الفكرة الأساسية التي يمكن تلخيصها بالقول "المعادلة المعقدة التي سمحت للفريق بالنجاح والتطور رغم الديون كانت في عقل من رحل، ومن غير المعلوم إن كانت هذه المعادلة قد انتقلت بشكل صحيح إلى أبنائه".
صحيفة التلجراف بدورها دعمت منطق عدم وجود تغيير في الفترة القصيرة المقبلة، لكنها حذرت بشدة من أن تؤدي الديون ببعض أفراد جليزر للتنازل عن حصصهم في حال وجدوا أنفسهم عالقين من دون أي حل لمشاكل النادي المالية خصوصا مع تراجع نتائجه.
ويمكن فهم تحذير التلجراف المبطن بأنه خشية من تحول النادي إلى حالة تشبه حالة أرسنال في الماضي ، حيث سادت هناك ملكيات متعددة ، الأمر الذي نتج عنه تردد في القرارات المهمة مما تسبب بخسارة الفريق لبعض نجومه وفرص سانحة للتطور ، فتراجعت النتائج وغابت الألقاب ، حالة أرسنال جعلته يخسر الكثير من توازنه ونجومه وتنافسيته حتى استطاع ستان كروينك السيطرة على الحصة الأكبر عام 2011.
وسائل الإعلام تناست جانبا مهما من الوضع الجديد ، وهو تساؤل يجب طرحه ، ماذا لو كان لدى الأبناء أفكار أفضل من والدهم ولكنه منعهم من تطبيقها؟ ماذا لو كان في تحررهم من سيطرته فرصة إيجابية للنادي؟ .. ماذا لو كان لدى الأبناء أفكاراً تساعدهم على التخلص من الديون مستفيدين من قوة علامة النادي التجارية وضامنين في ذات الوقت التطور الرياضي.
مختصر مفيد:
وفاة جليزر لا تعني شيئاً للنادي الإنجليزي في المستقبل القريب بنسبة كبيرة ، هناك تصورات عديدة للمستقبل ، الأول بأن يستمر الوضع كما هو الآن ، والثاني بأن تفشل الأسرة بالتعامل مع الديون بالمرونة التي تعامل بها والدهم وبالتالي قد يدخل النادي في مشاكل من حيث التراجع الرياضي أو بيع الحصص ، والجانب الثالث وهو ما استبعدته وسائل الإعلام حتى الآن يتلخص بأفكار ثورية من جيل الأبناء يأتي بنتائج أفضل للجانبين الرياضي والمالي.