كانت تتوجس من المستقبل وهي ترى اخواتها يتزوجن الواحدة تلو الاخرى وهن صغيرات السن ولم يكملن تعليمهن لعدم قناعة والدها بذلك وكان يرد على كل من يعترض على رأيه..يادراسة يا بطيخ..واول وتالي البنات يزوجون سواء كملن دراسة او لم يكملن وبعدين الزواج سترة.. ولكنها كانت تأمل ان يغير والدها رأيه بعد ان يلمس نجاحها وبتفوق ولكن هيهات لانه ما ان تقدم اول عريس لها حتى ابدى قبوله رغم انه يكبرها بعشرين عاما ولكنه كان ميسور الحال فبكت وصرخت وحاولت بكل الطرق ان تثني اباها عن رأيه ولكن لاحياة لمن تنادي وتم الزواج لتجد نفسها زوجة مغلوبة على امرها تعيش مع زوج عصبي المزاج لايفتأ عن تعنيفها لابسط الامور لتلجأ الى اهلها عسى ولعل ان يجدوا لها حلا في اصلاحه ولكنها تفاجىء بانهم يطيبون خاطرها ويرجعونها الى زوجها حتى ايقنت انه لافائدة من ذلك وعليها الرضوخ لحياتها متحملة كل انواع الضيم والقهر صابرة على بلواها لتمر خمس عشرة سنة ثقيلة حزينة..جارحة ومؤلمة لترى نفسها وهي ام لاربعة اولاد كرست حياتها لهم وعرفت بعضا من السعادة وهي تراهم يكبرون ويتفوقون في دراستهم ولكن بدأت الآمها تكثر بعد ان داهمت الامراض زوجها فاستعانت احدى المرات باحد اصدقائه الذي ساعدها باخذه الى المستشفى وبقي معها حتى بعد ان خرجوا منها واخذ يزورهم في البيت لتلبية متطلباتهم وليصبح بمرور الايام صديقا للعائلة حيث بدأ يحكي لها عن معاناته بعد وفاة زوجته وشعوره بالوحدة وكانت تواسيه وتتمنى له العثور على بنت الحلال التي تسعده وترضيه ولكنه كان يحاول دائما ان يلمح الى فارق العمر بينها وبين زوجها والمشاكل الكثيرة في حياتها محاولا استمالتها اليه ولكنها كانت تصده بهدوء وحكمة لتتفاجىء به وهو يقول لها في احد الايام انا اعرف انك غير سعيدة ولستِ مرتاحة معه فلماذا لاتطلبين الطلاق منه وانا على استعداد للزواج منك بعد انتهاء العدة فارتجفت وتعرقت رغم برودة الجو ونظرت اليه ليتقافز شريط الاحداث التي مرت بحياتها ويقف عنده لتقول له ..نعم انا لم اكن يوما من الايام سعيدة معه ولكني لم افكر ولو لوهلة قصيرة ان اطلب الطلاق منه عندما كان بصحته فكيف تريد مني ان اتخلى عنه وهو مريض لا لن اتنازل عنه ولا عن اولادي واما مشاعري واحاسيسي كامرأة فهي عزيزة مصانة تقبع في سبات محبب اليُ لتعزز مشاعر امومتي وفرحها الذي لن ينتهي لاني بر الامان للعائلة كلها فاذهب ولاتعد ثانية لاني لن افتح الباب لك مرة اخرى.