كم من الاحداث تمر، منها المحزن ومنها المفرح ومنها ما يترك غصة في القلب، وتكون الاشارات لهذه الاحداث من قبل الحكومة بسيطة ولا ترتقي للفعل، ما اثارني لكتابة هذا المقال هو صمت وزارة الثقافة والسياحة والاثار، المعنية في نشر الثقافة وابراز الاحداث وتدويلها عن طريق الفن، ومن خلال الوسائل التعبيرية للتأثير في المتلقي الضاغط على حكوماته، فالمسرح والفلم والموسيقى واللوحة وسواها وسائل للوصول الى الجمهور في كل مكان، بل الى خلجاته ليكون مستلم الرسالة وفي احيان كثيرة يصبح حاملها وناشرها.
كما انه يمثل اصدق رسالة تنتقل بين الدول، فتنشر قضية وتجتذب المريدين وتتفاعل معها الشعوب، وما فيروز والرحابنة ومارسيل خليفة ومحمود درويش، وسواهم كثر ممن عرفوا العالم بالقضية الفلسطينية والحرب الاهلية في لبنان، ولا ننسى دور عازف العود نصير شمة في حادثة ملجأ العامرية.
وكذلك في الدول المتحضرة، تلجأ الحكومات ومنظمات المجتمع المدني للفن لمحاكاة الواقع والحدث، واليابان خير شاهد على تجاوز نكباتها من زلازل واعاصير عبر المهرجانات الشعبية التي لاتخلو من تنين الاساطير والوان البهجة رغم الحزن.
ولكننا وبعد مرور اكثر من عشرة ايام على تفجير الكرادة لم تحرك وزارة الثقافة ساكنا، ولم تستنفر دوائرها المختصة في الفنون الموسيقية والتشكيلية والمسرحية لعمل فني يرقى الى الفاجعة الاليمة التي اذهلت العراقيين اولا، وصدمتهم بفقد اولادهم وبتغلغل الأرهاب الى ثنايا شوارع بغداد، كما فجع العالم من حولنا عاداَ اياها مجزرة طحنت اجمل شباب بغداد. فهل وزارة الثقافة لاتملك وسيلة لتوعية الجمهور في احزانهم وكيفية تجاوزها نحو الرفض والانتصار لإرادتهم والسمو لمواجهة
الارهاب المقيت الداعي الى حرق شباب على حدود الوطن وداخل شوارعه.
ومن جانب اخر مرت احداث اخرى تظهر الجوانب الايجابية للوطن وللشعب، والتي نحن بأمس الحاجة لها لتدخل الفرحة في زمن عشعش فيه الحزن والخراب، منها ذكرى ثورة 14 تموز والتحول الاجتماعي الذي حصل، والازدهار الثقافي في تلك الفترة، والحدث المهم الذي شغل العالم والعراق هو ادراج الاهوار والمناطق الاثرية ضمن لائحة اليونسكو، والتي ما تزال شبكات التواصل الاجتماعي تتحدث عنه، وتبرزه كحدث مهم من خلال نشر الصور والافلام القديمة عن الاهوار والاثار العراقية.
والذكرى المئوية لاقدم شارع هو شارع الرشيد عنوان بغداد وشاخصها الخالد، الذي يعاني الاهمال بسبب الفساد، فأين الاموال التي خصصت لاعادة تأهيله ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية.
كل ذلك وهذا الصمت الذي يتضح انه متعمد من قبل الوزارة، نتيجة التحاصص في المواقع وادارت دوائرها والفساد المستشري وتسنم اشخاص غير مؤهلين لادارة الوزارة.
اصح ياوزارة اللا ثقافة.
مقالات اخرى للكاتب