في مثل هذه الايام وقبل خمسين عام قاد قس امريكي اسود البشرة يدعى ( مارتن لوثر كنج الابن ) اكبر تظاهرة في تاريخ الولايات المتحدة قوامها مائتان وخمسون الف متظاهر من الامريكيين الافارقة وتوجهوا الى نصب لنكولن في واشنطن كان هدف المضاهرة هو ايجاد وظائف للامريكيين السود اسوةً باقرانهم البيض ، والمطالبة بالمساواة وعدم التمييز العنصري الذي يتعرض له الامريكيون من اصل افريقي ، بدأ كينج القاء خطبته الشهيرة والتي سميت ( لدي حلم ) ، اقتبس منها عبارات كان لها اثر عميق في نفوس الامريكيين دفعتهم لتحقيق الحلم : ( لديّ حلمٌ بأن أطفالي الأربعة سوف يعيشون يوماً ما في دولةٍ لا يُحكم عليهم فيها على أساس لون بشرتهم، وإنما شخصهم وأفعالهم )
( لدي حلم بان يستطيع الأولاد والبنات السود أن يشبكوا أياديهم بأيادي الأولاد والبنات البيض، ويمشون معاً إخوةً وأخوات.)
( لدي حلم بان هذه الامة ستنهض من جديد ) انتهى الاقتباس .
وبعد خمسة عقود نرى بان الحلم اصبح حقيقة ، والوظيفة التي كانت حلم بالنسبة للسود اصبحت واقع ، كيف لا ووظيفة رئاسة الولايات المتحدة اصبحت من نصيب اسود .
ماشدني لهذا الخطاب انه يتطابق في جانب من جوانبه مع واقع العراقيين ، فاننا كعراقيين لدينا حلم ، لدينا حلم بان يجد العراقيون وظائف توفر لهم سبل العيش الكريم بدون الواسطة والرشى ، لدينا حلم بان يتولى الرجل المناسب مسؤولية المكان المناسب وليس لانه من الحزب الفلاني ، لدينا حلم ان يكون كل العراقيين اخوة متحابين بينهم بدون تسميات طائفية او قومية ، لدينا حلم بان لايوجد فقير واحد في بلدنا الذي لو استغلت ثرواته بصورة صحيحة قد لايبقى فقير في الشرق الاوسط ، لدينا حلم بان نفتح التلفاز ولا نرى خبر ارتفاع حصيلة شهداء تفجيرٍ ما ، لدينا حلم ان يوقن السياسين انهم مجرد موظفين جاءوا لخدمتنا وليسوا اسيادنا جئنا لخدمتهم .
لدينا احلامٌ كثيرة فهل يأتي يومٌ تتحقق فيه احلامنا .
مقالات اخرى للكاتب