هذه هي طريقتي في الطرح . لن اساوم ولن أتراجع عن مبدأ وضعته لي تربيتي في الحياة فأنا عراقي من اصول عراقية لاتعرف للخداع طريق ولايمكن ان توالي لغير العراق . تحملت ولازلت اتحمل أعباء تربيتي الوطنية وأملك من الأجتهاد الفطري مايجعلني أقرأ جيداً مايجري في بلدي من مخططات ترمي لتهميشه بالكامل وجعله على الدوام مختطف من قبل جهات اتخذته كبقرة حلوب!
على مدى السنوات الماضية التي أعقبت الأحتلال الأمريكي وأنا اصرخ على ان امريكا جائت لتدمر العراق وكنت مثار انتقاد من الكثير وهم معذورون كونهم لايعرفون مكانة العراق الستراتيجية ومدى الأطماع التي جائت بها قوى الأحتلال .
حاولوا اقناعنا بالتحرير فكان أَن أسسوا لخراب مابعده خراب لكل مقومات الحياة ومعها عمليات قتل ممنهج للعراقيين بمختلف مشاربهم ودياناتهم وتوجهاتهم أنطلاقاً من مبدأ اثارة الفوضى لشرعنة استمرار الأحتلال !
ثم تشكلت اولى الحكومات التي قيل عناها انها منتخبة من الشعب . ولكن لا أعتقد أَن الشعب خول تلك الحكومة أن تؤسس لحكم طائفي وأن تميز العراقيين على اساس المناطقية ومن ثم فأن الشعب كان قد اختار الحكومة لتحفظ له كرامته وثرواته فأوغلت في نهب ثرواته وأستباحة كرامته بعد أّن أشبعته قمعاً وتقتيلا !
حكومتين ونصف توزعت بين الجعفري لسنة والمالكي لأكثر من ثمان سنوات ماذا كانت برامجها ؟
أولاً - التأسيس للطائفية القذرة من خلال التعيينات والأداره
ثانياً - فقدان ابسط شروط العدل بين الناس فكان أَن حدث شرخ بين ابناء الوطن الواحد وتلك جريمة
ثالثاً - الأنشغال بالمغانم وتقسيم ثروات البلد بين المتسكعين والحفاة والعملاء .
رابعاً - أهمال متعمد للوضع الأمني ما تسبب في موت الآلاف من العراقيين وبشكل بشع
خامساً - سلوك متعمد لتخريب الصناعة والزراعة والتربية والتعليم والصحة وباقي مناحي الحياة .
سادساً - غياب تام للخدمات والأعتماد على البنى التحتية التي كانت موجودة منذ زمن النظام السابق وما قبله والتي تعد منتهية الصلاحية .
سابعاً- انتشار العشوائيات وأحياء الصفيح نتيجة لتفاقم أزمة الأسكان وبشكل ملفت .
ثامناً- انتشار البطالة وبنسب لم يشعد العراق مثيلاً لها عبر التأريخ .
تاسعاً _ انتشار الفقر والأمراض وزيادة حادة في الوفيات نتيجة لسوء الخدمات الصحية في البلد رغم الموازنات الأنفجارية التي كانت تخصص كل عام .
عاشراً - تشليم اكثر من ثلث مساحة العراق للأرهاب دون قتال وتلك كارثة حقيقية عكست مدى الأستهتار بمقدرات العراق والعراقيين عبر السنوات الماضية .
كل هذه الأحداث وأنت يادكتور حيدر العبادي جزء من تلك المنظومة التي تدير البلاد . وفي المدة التي سبقت توليك الحكومة كنت وخلال مدة برلمانية كاملة رئيس اللجنة المالية في البرلمات وتعرف الصغيرة والكبيرة عن أموال العراق وآليات أنفاقها ومن يقول بعكس ذلك أنما يريد أن يستخف بعقول الناس . !
كل المصائب التي حلت بالعراق من خلال قيادة حزبك وهو ذاته حزب المالكي ولم يقدم ذلك الحزب اعتذاراً للشعب عن ما حل به من كوارث بل يصر على الدفاع عن المالكي الى اليوم وكنت اتمنى عليك أن تنأى بنفسك عن هذه المنظومة بعد ان توليت الحكومة ولكن يبدو ان السياسة ذاتها ستتبعها مع الفرق أَن الأموال أصبحت شحيحة نتيجة لأنهيار اسعار النفط .
وعندما ثار الشارع العراقي من فرط ماحل به من ظلم توقع الكثير على أنك ستقود حملة تصحيحية وكنت انا مشككاً بقدرتك على ذلك كونك جزء من تلك المنظومة التي خربت العراق .
وبرغم دعم المرجعية لك كانك خطواتك ترقيعية لاتساوي شيء ولن تبتعد عن المحاصصة التي دمرت البلد واليوم تريد تفويض من الشارع ! السؤال هل اتخذت قرار يعيد للناس حقوقها ورفضها الشارع ؟
أعرف جيداً أن الأحزاب التي خربت العراق منشغلة اليوم في كيفية قمع التظاهرات والألتفاف حولها لكن عليك أن تعرف ان الساعة التي تمر لاتستطيع أن تعوضها وتذكر أن أي محاولة لقمع الشارع ستؤدي الى عمليات سحل منظمة لمسؤلي الزمن الرديء وأن نجحت تلك الأحزاب لوقت محدد فالأنتقام للكرامة والحقوق ستأتي لأن الله لايقبل بالظلم .
ناشدناك واعطيناك حلول وتعهدنا لك في ان نعينك لكنك كنت وستبقى أطرش لاتستمع أِلا لخلايا الشيطان التي أسسها المالكي ولازلت انت تعتمد عليها لذلك أنت جزء من المشكلة ولن يأتي منك الحل مع الأعتذار للصراحة التي تعودت عليها دائما وأبداً . !
مقالات اخرى للكاتب