ربما لايختلف إثنان على ان اضعف واغبى حيوان عرفته البشرية هو الحمار الذي يتحمل طاقة كبيرة ربما تفوق طاقة اي حيوان من فصيلته ولهذا نجد ان الانسان سواء في مجتمعنا او المجتمعات الاخرى يختلف بالتعامل مع هذا الحيوان الذي كتبت عنه الكثير من الروايات والقصص والامثال ربما اشهرها جحا والحمار وحصل الحمار على الكثير من الالقاب والعطف من منظمات عالمية، نعم وايضا راحت وتحديدا في شمال العراق مجموعة من المتعاطفين بهذا الحيوان ليشكلوا حزبا بأسم حزب الحمير الكردي ، وهناك ايضا ومن خلال متابعتنا ومشاهداتنا اليومية نجد من يقسو بقساوة مبالغ بها على هذا الحيوان الذي لايحرك ساكنا اذا مانهال عليه صاحبه بالضرب المبرح ، نعم عرفنا هذا الحيوان مطيعا لصاحبه وصبورا ، وللاسف ان قساوة الانسان احيانا جعلت من الحمار صيدا سهلا في العراق فراح مجموعة من القلوب الخالية من الرحمة بل والتي تتمتع باجرام ليس على الحمار فحسب بل على بنو جلدتهم من البشر فراح هذا النفر من البشر يقوم باعمال اجرامية عندما يستدرج الحمار الى اماكن خربة وبيوت مهجورة ومتروكة فيقوم بذبحه وصلخه وتقطيعه وتقديمه لبعض المطاعم الشعبية في المناطق الشعبية ايضا والمختصة ببيع الكباب المشوي وبدورها يقوم صاحب المطعم الذي يعلم مصدر اللحوم بثرم قطع لحم الحمار مع اضافة البهارات المختلفه له وعجنه وخلطه مع قليل من ليَة الغنم وعجنه على هيئة كباب وتقديمه كوجبة فطور او غداء للزبائن وباسعار زهيدة وتكاد تكون رمزية لاتصدق بحجة دعما للفقراء الامر الذي جذب بعض ميسوري الحال لتناول وجبة كباب الحمير . وتم في وقت سابق القبض على عصابة ذبح الحمير وكافة المشتركين وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم كونهم اوهموا الناس بان اللحم هو لحم طبيعي ليكسبوا المال الحرام ، وان كان لحم الحمار محللاً ولكن الحالة النفسية التي لاتتقبله مطلقا وربما الامراض التي تنقلها اللحوم وغيرها لاتقبل ان يتناول البشر هذا النوع من اللحوم . اعود الى الحمار ومايعانيه من قساوة عندنا في العراق ، وانا اتابع تقريرا تلفزيونيا رصدت ان في دولة البحرين اقيمت مؤخرا مسابقة لاجمل حمار وهي مسابقة سنوية معتمدة من عشرات الاعوام في البحرين، فراح اصحاب الحمير المشاركة بالمسابقة بالاتفاق مع خبراء التجميل وتنظيف وترتيب حميرهم وتلوينه بالحناء الملونة بهدف المشاركة في المسابقة التي اعتمدت اللجنة التحكيمية على قوام ورشاقة الحمار وعمره ولونه وتحمله وسرعته وتجميله كلها تتفق على فوز الحمار بعد اجتياز الترشيحات فاشتدت المنافسة بين حمار اطلق عليه اسم بوش وبين آخر ليخسر الحمار بوش ويفوز الثاني بالمسابقة التي تعد من المسابقات المعروفة والمتواصلة والتقليدية منذ الاجداد في البحرين. وتقدم اكثر من هدية لصاحب الحمار الفائز الذي بدوره يقبل حماره ويقدم له وجبات الطعام التي يحب ويعشق ، وهكذ صار الحمار في البحرين ينال الاهتمام من قبل اصحابه فهو تقدم الخدمات المجانية لصاحبه وفقط ينتظر الحمار وجبته المفضله وعطف الانسان عليه . بينما نجد حمارنا يعيش في اسوء حالاته بعد تعرضه للجوع والضرب المبرح من صاحبه الذي يجبر حماره على السير حمل الاثقال طوال ساعات النهار . نعم ليس غريبا ان لانعطف على الحمار في وقت يفتقد الكثير منا العطف والرأفه على ابناء جلدته من البشر بل يمكن ان يجرم بحقه وما الجرائم التي بلغت حتى القتل بالذبح واطلاق النار ووسائل مرعبة لاتمت للانسانية بصلة خير دليل على اجرام غير مسبوق فكيف نطلب من مثل هؤلاء المجرمين العطف على الحمار او اي حيوان آخر فكتب لحميرنا الظلم والجور باستثناء حمير المنطقة الخضراء فهم يتمتعون برعاية خاصة والمعنى بقلب الشاعر وكتب لحميرهم التجميل والتنظيف ووجبات الاكل التي تسمن حميرهم لتفوز بمسابقات سنوية عدت لها .
مقالات اخرى للكاتب