بغداد – لا يخفى على أحد أن واحدة من أهم الأهداف الغير معلنة للصراع الظاهري بين نوري المالكي ومسعود البارزاني اليوم حول المناطق المتنازع عليها، هي إعادة تسليم مقاليد الأمور بيد الأمريكان والبريطانيين بعد أن تركوها بعض الوقت بيد أقزامهم وغلمانهم في حكومة المالكي، رغم أستمرار تحكمهم بما يسمى العملية السياسية بكل تفاصيلها، ولكون قوات لحفظ الأمن بين حدود الدولة الكردية المقبلة وما تبقى من العراق.
فقد أكد الأكراد أنهم اليوم بغاية السعادة بعد عودة الأمريكان والبريطانيين لإدارة ملفات البلاد، حيث تحظى خطة إعادة نشر قوات الإحتلال الأمريكية في المناطق المتنازع عليها بمساندة كردية، ودعم حكومي غير معلن في بغداد.
وخلال الأزمة الظاهرية بين بغداد وأربيل، نقل عن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أنه عرض على القيادات العراقية مشروعا لحل الأزمة يتمثل بإعادة نشر قوة أمريكية في المناطق المتنازع عليها، وهو مقترح أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية في العراق.
ويعبر النائب عن التحالف الكردستاني قاسم محمد، عن ترحيبه بالخطة، معتبرا الأمر دليلا على فشل الأحزاب العراقية والنظام السياسي القائم في احتواء الأزمة. ويقول إن "طلبنا من الأصدقاء التدخل من أجل حل مشاكلنا والتوصل إلى قرارات تخدم مصلحة الشعب العراقي وأمنه واستقراره، غير معيب"، مبينا انه "عند حدوث مشاكل مستعصية فمن المؤكد أن نطلب مساعدة الأمريكيين والآخرين لحلها".
ويرفض القيادي العربي في مجلس محافظة كركوك، عبد الله سامي العاصي، خطة إعادة الجيش الأمريكي الى المناطق المتنازع عليها جملة وتفصيلا، مشددا على أن "جلب قوات أمريكية محتلة أمر مرفوض والحديث عنه أمر في غاية الخطورة. ويضيف العاصي أن "هذه الخطوة ستفتح باب التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي"، معبرا عن استغرابه لصدور هذه المطالب "بعد أن دافع العراقيون عن أرضهم لإخراج المحتل، فكيف يعودون لجلب الأمريكان تحت عنوان المساعدة في منع حدوث أي نزاع بين قوات الجيش العراقي والبيشمركة"، مشددا على أن "هذا أمر بالطبع مرفوض بشكل قاطع".
من جهته، يقول عضو مجلس محافظة كركوك، عن المكون التركماني، نجاة حسن حسين، إن "الحديث عن إعادة نشر قوات أمريكية هو ضرب من الخيال، ونحن نرفضه بشكل قاطع"، ويوضح "كان وجود هذه القوات على ارض العراق مبررا لنزوح غير طبيعي لعتاة الإرهاب من عناصر القاعدة القادمين من خارج الحدود، وكنا نسمع عشرات التفجيرات يومياَ"، مشيرا الى أن "الحديث الآن عن توفير القوات الأمريكية الأمن في المناطق المختلف عليها غير دقيق، إذ أن هذه القوات كانت تعقد اتفاقات مع مجاميع مسلحة في المناطق التي كانت تنتشر فيها كي لا تتعرض للضربات".
