عثر العلماء من بريطانيا والولايات المتحدة على أقدم حيوان على وجه الأرض وهو محار عاش في عهد كولومبوس، ولكن أثناء عملية الدراسة والتحليل اضطر العلماء لقتل هذا الحيوان.
وفقاً لتقييمات الباحثين الأخيرة فقد قدر عمر المحار والذي أطلق عليه اسم "مينغ" تكريماً للأسرة الإمبراطورية "مينغ"، حوالي 507 عاماً.
وتشير المقالة التي نشرها الباحثون في مجلة Palaeogeoraphy إلى أن العلماء وجدوا بعض من هذه الحيوانات التي تزيد أعمارها أكثر من 300 سنة وواحد يزيد عمره عن 507 سنة والذي اعتبر واحد من أقدم الحيوانات المعروفة في الوقت الحاضر.
وبحسب كتاب غينيس فإن أقدم محار وأقدم الحيوانات بشكل عام حتى الآن اعتبر محار بحري من صدفتين والذي بلغ عمره 220 عاماً تم العثور عليه عام 1982، ولكن بالرغم من ذلك فإن المحار الذي عثر عليه في القطب الشمالي كان عمره أكبر من ذلك بكثير.
جدير بالذكر أن فريقاً علمياً بقيادة بول باتلر من جامعة بانغور البريطانية عثر على المحار- متوشلخ في عام 2006 قبالة سواحل شمال أيسلندة، حيث كان العلماء يمارسون عملية جميع المحار وأصدافها من أجل الكشف على بنيتها ومعرفة التغيرات المناخية على مدى مئات السنين الأخيرة، بالطريقة نفسها التي يتم الكشف عن عمر الشجرة من خلال حلقات جذوعها.
قام العلماء بدراسة ذوات الصدفتين Arctica islandica المعروفة بطول عمرها وتبين أن نمو أصدافها يعتمد بشكل أساسي على الظروف البيئية المواتية وتوفر الغذاء، وبالتالي فإن "الحلقات السنوية" يمكن أن تحدثنا أيضاً عن تغير المناخ. ونتيجة لذلك تمكن العلماء من الحصول على سلسلة طويلة من البيانات تمتد إلى 1350 سنة إلى الوراء، لكنهم أخطأوا في حالة واحدة.
يمكن رؤية "الحلقات السنوية" بشكل واضح على الصدفة من الخارج، والأفضل أن يتم عد حلقاتها على الأطراف، ولهذا اضطر العلماء لفتح الصدفة وقتل المحار. ولدى تحديد عمر المحار الذي حصل على رقم 061294، استنتج العلماء بأن عمره حوالي 405 سنوات، وأطلقوا عليه اسم "مينغ" تكريما للأسرة الإمبراطورية "مينغ" التي حكمت الصين أثناء ولادة هذا الحيوان.
ولكن وفقاً للتقديرات الأخيرة يبدو أن العلماء أخطأوا في تحديد العمر بحوالي 100 عام، وذلك لأنه تبين بأن عملية عد الحلقات السنوية كانت خاطئة. أما الآن فقد نشر الباحثون معلومات منقحة أظهرت بأن عمر المحار أكبر بـمئة عام أخرى، أي أنه ولد عام 1499 وكان معاصراً لكريستوفر كولومبوس ومارتن لوثر.
وفي هذا الصدد أشار باتلر أثناء مقابلة مع مجلة Science Nordic قائلاً: "نحن أخطأنا تحديد العمر في المرة الأولى وربما كنا في عجلة من أمرنا عندما قمنا بنشر المعلومات المتوفرة لدينا آنذاك، مع الإشارة إلى أن المقالة الأولى التي احتوت على معلومات خاطئة صدرت عام 2008. ولكن نحن واثقون ومتأكدون تماماً من تحديد العمر هذه المرة".