بغداد: أعلن تقرير اعدته نقابة الصحفيين العراقيين عن وقوع خمسة قتلى من الصحفيين ضحايا العنف المسلح خلال عام 2012 ليرتفع عدد الضحايا من الصحفيين خلال الاعوام التسعة الماضية الى [373] قتيلاً .
وجاء في التقرير الذي اصدرته النقابة اليوم السبت " لم يكن عام 2012 الإ إمتداداً للأعوام التي سبقته في مجال إستهداف الصحفيين بالقتل والإعتداء والمنع من مزاولة المهنة رغم ما يحظى به العمل الصحفي من إهتمامات على مختلف الصعد الرسمية والمجتمعية والشعبية وعلى الرغم من المكانة المتميزة التي بات يحتلها الصحفي في صدارة المجتمع بإعتبار شريحة الصحفيين هي الأكثر وعياً وإدراكاً لمهمة قيادة المجتمع وترسيخ مفاهيم الديمقراطية التي نحث الخطى للوصول بها الى مراحل متقدمة بإعتبارها المدخل الأساس لبناء العراق الجديد ".
وأضاف " كما إن إقرار قانون حقوق الصحفيين والمصادقة عليه ليكون ساري المفعول إعتباراً من 29 آب من العام الماضي 2011 لم يكن محظ صدفة وإنما جاء بعد تضحيات جسام وجهود إستثنائية وجاء تتويجاً للتضحيات التي قدمتها الأسرة الصحفية من أجل الكلمة الصادقة وحرية التعبير وإعترافاً من المجتمع العراقي بجانبيه الرسمي والشعبي بالمكانة المتميزة لهذه الشريحة إلا إن كل ذلك لم يمنع قلة ضئيلة من الذين يعملون في الزوايا المظلمة ووفق أجندات خارجية من إستهداف الصحفيين بالقتل ظناً منهم أن الكواتم قادرة على كتم الأفواه ووضع مسارات العمل الصحفي بالإتجاه الذي يريدونه ".
واكدت النقابة في تقريرها ان " استقرار الاوضاع الامنية في اغلب مناطق العراق والاجواء الديمقراطية السائدة والمناخات التي تتعزز بشكل ملحوظ وسماتها الاساسية في حرية التعبير وماتحظى به الاسرة الصحفية من اهتمام متميز ورعاية ودعم شعبي ورسمي حيث تخلو السجون والمواقف من اي صحفي كل ذلك لم يمنع مسلسل العنف الذي يستهدف الصحفيين مما يعزز الانطباع السائد بخطورة العمل الصحفي في العراق وان الصحفي مازال مهددا وميدان الصحافة محفوفا بالمخاطر وان عدم وصول الاجهزة الامنية للجناة الحقيقيين الذين يقفون وراء جرائم استهداف الصحفيين مازال يشكل حالة من القلق النفسي عند الصحفيين كون يد الاجرام عندما تكون طليقة لاينال منها القضاء ما تستحق من قصاص فان ذلك سيشجع الاخرين للنيل من الصحفيين مادام القانون مغيبا ولغة العنف بلا رقيب او رادع ".
وتابع البيان " كما ان هناك مفاصل في حلقات الدولة وبشكل خاص في الاجهزة التنفيذية لم تدرك بعد طبيعة مهمة الصحفي وما تقتضيه مهنة العمل الصحفي من التزامات بالسماح للصحفي بحرية العمل والوصول للمعلومة دون قيود وهذا الخلل في أدراك بعض حلقات الاجهزة التنفيذية للدور الذي يضطلع به الصحفي بات يشكل حاجزاً يقف بوجه العمل الصحفي فالى جانب منع الصحفي من مزاولة المهنة تحت شتى الذرائع والامنية منها بشكل خاص أصبح الصحفي يضرب بأعقاب البنادق والهراوات وخاصة في المسيرات الجماهيرية وكأنه المحرض عليها والداعم لها ".
واستعرضت النقابة في تقريرها بلغة الارقام والحوادث تفاصيل ماقدمته الاسرة الصحفية خلال العام 2012 من تضحيات وفي المقدمة منها تفاصيل مقتل الصحفيين الخمسة وحسب تواريخ مقتل حيث قتل في الثاني من شهر نيسان الماضي المذيع التلفزيوني في قناة صلاح الدين الفضائية [ كاميران صلاح الدين ] بانفجار عبوة لاصقة في سيارته وسط مدينة تكريت وفي 30 من شهر تموز الماضي قتل مقدم البرامج في قناة سما الموصل [غزوان أنس] بعد ان اقتحمت مجموعة مسلحة منزله شرقي الموصل واطلقت عليه النار واردته قتيلا في الحال ".
وأضاف " وفي التاسع من شهر أيلول الماضي قتل رئيس تحرير جريدة اضواء [ فرقد الحسيني ] بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الحبوبي وسط مدينة الناصرية وفي 14 من تشرين الثاني الماضي قتل مراسل قناة ديالى الفضائية [ زياد طارق] بانفجار عبوة لاصقة موضوعة في سيارة مدنية بالقرب من مطعم سياحي في منطقة جديدة الشط غرب بعقوبة وفي 18 من الشهر نفسه قتل رئيس تحرير صحيفة الجماهير [ سمير الشيخ علي ] في تبادل لاطلاق النار في منطقة الشيخ عمر في بغداد ".
وأشار التقرير الى " انه تم تسجيل [16] حادث اعتداء على الصحفيين خلال العام 2012 نوردها بالتاريخ والتفصيل ففي 23 من كانون الثاني الماضي نجا مصور قناة العهد الفضائية [جاسم محمد كرحوت] من محاولة اغتيال بهجوم مسلح وباسلحة كاتمة للصوت في قضاء الدجيل جنوب تكريت وفي العاشر من شهر نيسان الماضي نجا مراسل قناة العهد الفضائية [ خميس الخزرجي ] من محاولة اغتيال بهجوم مسلح في قضاء الدجيل جنوب تكريت أثناء عودته إلى منزله في منطقة تل شيحان غربي قضاء الدجيل وفي الاول من شهر آيار الماضي اصيب مراسل قناة الرشيد الفضائية [ماجد حميد] بجروح بليغة بانفجار عبوة لاصقة زرعت في سيارته جنوب بغداد وفي الثاني من الشهر نفسه نجا مراسل قناة الفيحاء الفضائية في الموصل [سندباد احمد] من محاولة اغتيال بعبوة لاصقة كانت موضوعة في سيارته شرقي الموصل وفي السابع من الشهر ذاته قامت قوة من الجيش بمنع الصحفيين من تغطية حفل خاص للايتام من الاطفال في كركوك بذريعة وجود حقول نفطية على مقربة من موقع الاحتفال ".
وتابع التقرير " وفي الاول من شهر حزيران الماضي اعتدت قوة من شرطة الدجيل شمال بغداد بالضرب على مراسل قناة المسار [ وسام محمد كعيد] اثناء اعداده لتقرير خبري وتحطم كاميرته وفي الرابع من الشهر نفسه تعرض منزل الصحفي المستقل [عبد المنعم ناصر] في حي العامل جنوب غرب بغداد لاطلاق نار دون ان يصب واي من افراد عائلته باذى وفي 13 من نفس الشهر اصيب صحفيين اثنين وهما [مروان خليل العاني] مراسل وكالة انباء رويترز و[ عماد مكي عزيز] مصور وكالة اسوشيتد بريس اثناء تغطيتهما لحادث انفجار سيارة مفخخة وسط كركوك بعد انفجار سيارة مفخخة ثانية في ذات المكان وفي العشرين من شهر حزيران اعتدت قوة من الشرطة على المذيع التلفزيوني المعروف [ نهاد نجيب] بذريعة ايقافه لسيارته في مكان ممنوع بالطريق العام وسط كركوك ".
واستطرد تقرير نقابة الصحفيين في ذكر تفاصيل حوادث الاعتداء على الصحفيين خلال عام 2012 " حيث نجا في الثاني من شهر تموز الماضي رئيس التحرير السابق لجريدة الاتحاد المستقلة في السماوة [ كريم قاسم حسن ] من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة قرب منزله في حي النصر بمدينة السماوة جنوب العراق وفي العاشر من شهر أيلول الماضي اعتقلت قوة من الشرطة ثلاثة صحفيين من قناة ديالى الفضائية وهم [رافد اسماعيل زيدان و مروان زيدان خلف وخالد عبد العزيز] دون معرفة الاسباب وفي 22 من الشهر نفسه تعرض رئيس تحرير جريد الشاهد [سعد الاوسي] للتهديد من قبل مجموعة مجهولة الهوية عن طريق الهاتف في محاولة لمنعه من مزاولة مهنة الصحافة ".
واشار " وفي السادس من شهر تشرين الأول الماضي نجا رئيس تحرير صحيفة النهار [حسن جمعة ] من محاولة اغتيال باطلاق النارعليه من قبل مجموعة مسلحة قرب مقر الصحيفة في منطقة البتاويين وسط بغداد وفي الرابع من شهر تشرين الثاني الماضي تعرض مصور قناة السومرية [عزيز نزال عباس ] للاعتداء بالضرب والاعتقال من قبل قوة من التدخل السريع عندما كان يصور موقع انفجار عبوة ناسفة بالفلوجة ".
وختم تقرير النقابة بالقول " وفي 13 من شهر كانون الاول الحالي اصيبت الصحفية مقدمة البرامج السابقة في فضائية العراقية [مها المرسومي] خلال تبادل لاطلاق النار في منطقة شارع الربيع غرب بغداد وفي أول امس الخميس تعرض عائلة الصحفي [صلاح بصيص] عضو اللجنة الاعلامية بنقابة الصحفيين للاعتداء في منطقة سكناها بمنطقة الحرية شمال غرب بغداد من قبل مجموعة مجهولة الهوية قامت بعد تنفيذ اعتدائها بسرقة محتويات الدار ".
وللصحافيين في العراق قانون جديد صوت عليه مجلس النواب خلال جلسته الـ17 من السنة التشريعية الثانية التي عقدت في الـ17 من آب العام الماضي.
ونص القانون في مادته الثالثة على أن "تلتزم دوائر الدولة والقطاع العام والجهات الأخرى التي يمارس الصحفي مهنته أمامها، تقديم التسهيلات التي تقتضيها واجباته بما يضمن كرامة العمل الصحفي، كما تنص المادة الرابعة أولاً على أنه "للصحفي حق الحصول على المعلومات والأنباء والبيانات والإحصائيات غير المحظورة من مصادرها المختلفة وله الحق في نشرها بحدود القانون"، وتنص المادة الرابعة ثانياً على أنه "للصحفي حق الاحتفاظ بسرية مصادر معلوماته".
كما أكد القانون في مادته السابعة أنه "لا يجوز التعرض إلى أدوات عمل الصحفي إلا بحدود القانون"، مبيناً أن المادة التاسعة تنص على "معاقبة كل من يعتدي على صحفي أثناء تأدية مهنته أو بسبب تأديتها بالعقوبة المقررة لمن يعتدي على موظف أثناء تأدية وظيفته أو بسببها".
وتشير المادة الـ11 من القانون على أن "يمنح ورثة كل من يستشهد من الصحفيين [من غير الموظفين] أثناء تأدية واجبه أو بسببه راتباً تقاعدياً مقداره 750 ألف دينار عدا ما يمنح للشهداء الآخرين من الامتيازات، كما يمنح الصحفيون [من غير الموظفين] الذين يتعرضون إلى إصابة تكون نسبة العجز [50% فأكثر] أثناء تأديته واجبه أو بسببه راتباً تقاعدياً مقداره 500 ألف دينار.