العلاقات بين الدول لاسيما المتجاورة لا تربطها أجندات مشتركة، غالبا ما تكون شائكة، أو مدعاة للمشاكل فيما بينها؛ كإيواء معارضين، أو ترسيم حدود، وغيرها، وهنا تدخل الدبلوماسية، وهيبة الدولة، ومصداقية القائمين عليها.
العراق منذ تغيير النظام الفاسد اللعين أصبح الفساد فيه السمة الطاغية على مؤسسات الدولة، وعلاقاته الدبلوماسية الخارجية لا تمثل الدولة، وهيبتها بقدر ما تمثل الأحزاب، وأشخاصها؛ مما ساعد على عدم الانفتاح على المحيط الخارجي، وتكوين علاقات سياسية، واقتصادية، وأمنية مبنية على التفاهم، واحترام السيادة .
الزيارة الأخيرة، التي قام بها رئيس الوزراء الأردني النسور للعراق، تعتبر حالة صحية لو إنها كانت متكافئة النتائج، والفائدة، وتهدف إلى التعاون المشترك لا أن تهدف إلى تامين سلامة الأردن فقط كما صرح النسور بذلك(سلامة الأردن هي سلامته اقتصاديا).
توقيع مذكرات نفطية، كمد أنبوب لنقله ونحن نعلم بان العراق يهب الأردن النفط كهبات، أو بأسعار مدعومة، لا نعرف السبب الحقيقي من وراءه لكنها كامتداد لحقبة البعث.
استيراد المواد الزراعية من الأردن، علما بأنهم لا يملكون نهرين كدجلة الخير والفرات، ليطرح هنا سؤال، اين هي المبادرات الزراعية التي نسمع بها بين الحين والأخر؟
القضايا المالية، التي تم تسويتها فلا نعرف ما هي إلا الذين امنوا بدولة القانون وعملوا من خلف كواليسهم، ماذا تم تسويته؟ ما هي المواضيع العالقة بين البلدين؟ أهي صفقات سرية أم غسيل أموال مثلا؟
بعيدا عن الصفقات التجارية، والمالية، والنقل بكافة أنواعه البري والجوي لحد ألان جميل لكن النقل المائي! الذي تحدث عنه دولة رئيس الوزراء العراقي فلم تدخل بالعقول! لعدم وجود منفذ مائي بين البلدين.
اعتقد إن الزيارة كانت ناجحة للجانب الأردني فقط، على كل الأصعدة، حتى على صعيد الإرهاب فقد تم الاتفاق بين الطرفين على إطلاق سراح مجموعة من السجناء الأردنيين فقط كوجبة أولى؛ ولم يكلف الجانب العراقي نفسه بالمطالبة بمصالح العراقيين في الأردن وتخفيف الأعباء عنهم.
مقالات اخرى للكاتب