بعد ان بدأ العد التنازلي ليوم الانتخابات للدورة البرلمانية القادمة بدى جليا وبدون ادنى شك بروز انعكاسات غير اعتيادية للتسويق الاعلامي في التحضير لهذا الحدث الكبير. حق مشروع لكل ناخب ومرشح ان يبين مابجعبته من شيىء غايته الاقناع للمتلقي والتجهيز لليوم الكبير لدى العراقيين كل العراقيين. من خلال معايشتي لتجارب هذه الحدث في بريطانيا قبل نيفا وثلاثين عاما حيث لاوجود لوسائل التواصل الاجتماعي ولا لشبكات الانترنت كانت قد طرقت باب زميلي العراقي طالب الدراسات العليا في ذلك الوقت امرأة حديدية اسمها المسز ثاجر التي اصبحت رئيسة لوزراء بريطانيا كانت المسز ثاجر تطرق الابواب واحدا واحدا لعرض برنامجها الانتخابي وبشكل يسمح القانون البريطاني لطرحه وقد تعرضت الى كلمات جارحة في احيان اخر شيىء مألوف من مالايتفق مع برنامجها الانتخابي المحافظ. منذ ذلك الوقت الى هذه الايام ثمة ثورة معلوماتية تجعل الناخب والمرشح ان يكونا في حوار بناء عبر بوصات مربعة من الشاشة الصغير وبدون احراج يذكر لا من نبحة كلب او طرقة باب. لايكلف مادة ولا معانات اختصرت به المسافات وغابت عنها الاحراجات انه الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي ......كلام يوصل لمن لا وسائط نقل عنده كلام يصل للمتلقي بدون موعد مسبق دون اكتراث لمسافة أو وقت .تواصل لحظي مع الداني والقاصي فطوبا للشبكة العنكبوتية.
لكن وبطبيعة الحال لا بد من القاء الضوء لتحليل طيف التواصل هذا. ارى من الجانب النقدي كاكديمي ان هناك اشياءا خطيره قد لا يلتغت اليها المشترك ليتجاوزها من هذه ظاهرة انعدام الشفافية والجرأة في المشاركات. فقد بات جليا ظهور المشاركات النقاشية مختصرا على العلاقة قد تكون علاقة عمل او حلقة كيان أو أخرى.... وهذه الظاهرة في تصوري تعكس حالات التردد وانعدام الشفافية بعيدا عن التمحور الضيق للمشترك ولربما انعدام الحرية في ابداء الرأي. فكثيرا ما نلاحظ نفس الاسماء تتكرر في المشاركة لنفس الناشر للخبر. ظاهرة قد تعطل الديمقراطية الشجاعة. وهي ظاهرة انا اعتقد تجسد التحزبية على حساب الحرية في ابداء الرأي والنقد البناء بعيدا عن التمحور الضيق الذي يفسد تحقيق الاهداف البناءة للمجتمع والاقتصاد. ظاهرة نتائجها قد تكون افرازاتها سلبية لا تخدم المجتمع والوطن سلبية في النتائج مابعد نتائج الانتخابات وا اسفاه. ثمة حالة لا تخفى عن المتصفح لهذه الشبكة التواصلية الا وهي عزوف المشترك عن القراءة للنص والاكتفاء بالمشاركة في الصوره والفيديو. صحيح ان الصورة خير من الف كلمة فحبذا لو يتعدى المتواصل حدود الصورة الى عمق النص للتفاعل بايجابية لاغناء الفكرة وتقويمها خدمة للصالح العام والمتواصلين على السواء.
مقالات اخرى للكاتب