لم يعد هناك شيئا يحتاج ان نتحرى عنه او نبحث الا شيء واحد وهو الصدق الذي لامكان له اليوم عند السياسيين ومن هم في صدارة الحكومة العراقيه. ومن كثرة الكذب لم تتبق اي روحية له. لان هناك مايقولون عنه انه كذب مصفط. فربما يصدق به من ليس له بصيرة .وهذا لم يعد غريبا على امثال هؤلاء وهناك مثل عراقي يقول(ايفوتك من الجذاب صدك جثير) لكن لم يعد يفوتنا من وعودهم الا الخيبة والتصنع والمكر . وهذا الامر لم يفتعله حد منا بل هم اسسوا له وما رأه الشعب فيهم. السنوات الخوالي اهم دليل لذلك فلم نر عبر تلك الاعوام الا ماهو لايسر القلوب ولايشرح الصدور بل هو الكدر بنفسه .نتمنا ان نقنع انفسنا بشيء نراه في ارض الواقع لكي ندافع عنهم بشراسه ونقف ضد امام انفسنا. لقد كانت رؤى الشعب مكللة بالاحلام والاماني فكنا نتصور غير هذا تماما. لاننا عشنا واقعا آليما جدا وتحملنا من قساوة الزمان مالا يتحمله غيرنا لذا استبشرنا بهم خيرا. وأملنا انفسنا بذلك لاننا نحسبهم يتفهمون معاناتنا وما لحقنا بنا من احباط ودمار على مدى اعوام. وهذه تعد اول خيبة لنا عندما اقحمونا بوعود تلوه الوعود وزعموا انهم قد جائوا لانقاذنا من هذا العذاب وانتشالنا من مرارة العيش والبؤس والقيود واحكام التمرد والاستخفاف. لكن ماذا بدى منهم عندما اصبحوا ربان السفينة هل اخذوا بنا الى بر الامان وهل اسعفوا جراحنا ولملموا ماتبقى منا .وهل رفعوا العبء عن كاهلنا أم ماارادوه منا هو اكمال ماكان ينتقصهم وما حرمو منه عبر تلك الاعوام. ربما هذه الاسئلة عليهم الاجابة عليها قبلنا لانهم ادرى بذلك. وعندما بدأت اكاذيبهم تملأ الافق وترسم لنا الحياة التي لانراها حتى في احلامنا. وماعلينا ان صدق بهم لاننا لانرى في الافق غير تلك الوجوه التي طلت علينا وبحكم المصير المشترك والمعناة لاخيار لنا الا الامتثال لذلك والسعي خلف خطاهم فربما نرى بصيص امل يخلصنا من ذلك الواقع المرير. وما ان توالت السنين لم نر منهم مايشد عودنا ويذهب الضمأ عنا. الا وابتلينا بالكثير من المصائب وباتت حلامنا في مهب الريح ولم نحافظ حتى على ماتبقى من ذلك الزمن الغابر . ولم نعد ندرك او نميز بين الحق والضلالها وبين الماضي والحاضر تشابهت الاسماء واختلفت الوجوه والحصيلة واحدة والعذاب نفسه فلم يحققوا لنا ماكانوا يقولوه لنا فكل شيء بات كذبة ومجرد كلام ولم نحافظ حتى على لحمتنا فقد جعلونا طرائق قددا وبدأت الامور تأخذ مأخذا ماكنا نتوقعه تفشت بينا الكثير من الأوبئة ومنها وباء الطائفية المقيته وكثرت التحزبات والتدخل الطائفي والاقليمي وظهور الافكار البعيدة اشد البعد عن محتوى الوطنية والدينية واضمحلت المواطنة وتفشيء النزعات الفكرية المقصودة التي يراد منها انقسام الشعب الواحد والاقتتال الطائفي والفرقة وغيرها ووصولا الى تردي الوضع المعاشي وكثرت البطالة وتفشي الفقر والانحراف الاجتماعي والاخلاقي والفكري. وابعاد المجتمع حتى من التقاليد الاصيلة السلقدة بين المجتمع العراقي. وسوء تعامل الشعب فيما بينه وهذا كله ناجم من تلك الاكاذيب والوعود التي سمعناها منهم قبيل توليهم مهام الدولة .وبعدما انجلت الغبرة وطفت على السطح زيف الاكاذيب والوعود من اغلب السياسين لا جميعهم ومن كان نظيفا منهم فليس بوسعه عمل شيء بينهم لان اغلبيتهم تنحوا عن المصداقيه وفعل الخير واهتمو بانفسهم فقط ومصالحهم وتركو الشعب بين نارين والان وحق بان الحق ولم تنطل اكاذيبهم على الشعب فهل يتداركوا الامر وينسلوا الشعب من هذه الازمات ويصححوا مسيرتهم من اجل بناء وطن معافى وشعب ينعم بخيرات بلده بعد فوات الاوان.
مقالات اخرى للكاتب