العراق تايمز: حيدر الجزائري
تثير قصة المنتسب في جهاز الاستخبارت في البصرة انمار حامد الغانم الحجاج الكثير من الالهام لزملاءه بجوانب تتعلق بالايثار والجود بالنفس والتفاني في اداء الواجب فقد كان انمار قد امضى عاما كاملا كمنتسب في استخبارات قبل ان يدرك انه سينفذ مع زملائه واجبه الاخير لينال بشرف شهادة وقع عليها الملايين من البصريين بالشكر والثناء.
وانمار هو احد ابطال العمل الاستخباري الذي قاد الاجهزة الامنية لاعتقال منفذي جرائم القتل والتسليب الاخيرة في البصرة فبخطوات حذرة تقدم الشاب أنمار (25
عاماً)، مع مجموعة من زملائه في قسم استخبارات ناحية الهارثة شمالي البصرة، يرافقون قوة أمنية ليلاً يدلونها نحو عصابة تسليب وخطف من اجل اعتقالها.
تلك العصابة التي كانت بالقرب من مقبرة سيد إبراهيم في ناحية الهارثة، هرب عناصرها من جهة خلف القوة المهاجمة، وفر احدهما بدراجة نارية يحمل قنبلتين (رمانتين)، لكن (أنمار) ركض نحوه وسارع باحتضانه قبل أن يلقيها على زملائه وتم اعتقاله بنجاح، لكن فجأة فتح فرد آخر من العصابة نيران أسلحته من أعلى سطح دار وأصاب أنمار ليسقط شهيداً.
كان لتضحية الشهيد الأثر البالغ في حماية زملائه، كما أن اعتقال فرد العصابة الهارب ساهم بالتعرف على البقية واعتقالهم، ليغلق ملف عصابة خطيرة طالما ارتكبت جرائم عديدة بحق المواطنين، وفق لما ذكره للمربد بعض زملائه الذين أشادوا بتفانيه وإيثاره وتضحياته فضلاً كفاءته وإخلاصه في مسيرة عمله وجهده الذي ساهم بالكشف عن العصابة واعتقالها.
وعن شخصية أنمار، يحدث شقيقه الأكبر سيف بأنه من مواليد قضاء المدينة وانتقل إلى الهارثة منذ ثمانينات القرن الماضي، وتخرج من معهد الإلكترون ، وتطوع بعدها إلى صنف الاستخبارات منذ عام عن طريق مؤسسة الشهداء باعتباره من ذوي الشهداء، مؤكداً انه كان حسن الأخلاق وخدوما لأهله ولجيرانه ولزملائه في العمل الذي كان مجداً فيه، حيث يعتمد عليه مديره بكل واجب استخباري.
ويلفت بأن الشهيد غير متزوج وكانت العائلة تبحث له مؤخراً عن زوجة مناسبة، فيما كان يجري هو تعديلات في داره وشراء مستلزمات الزواج، غير أن الأقدار كتبت ما ليس بالحسبان.
ويؤكد أن العائلة لا تطالب سوى بإنزال القصاص العادل بحق قاتله، ليكون عبرة لغيره.
عم الشهيد، إحسان الغانم الحجاج، اعتبر الشهيد بأنه قدحة لشعلة كبيرة لاستنهاض رجال الأمن بمسؤولياتهم للقضاء على الجريمة وتنفيذ واجباتهم بشكل كامل من دون
خوف أو تراجع.
مردفاً في حديثه ، أن أنمار بات نموذجاً ومثالاً للشباب والجيل الجديد الذي يميز المسؤولية والحق دون غيره، حيث قدم أنمار روحه التي أعز ما لديه من اجل إنقاذ الآخرين، فضلاً عن مسعاه في القضاء على الجريمة ومرتكبيها.
وطالب في ختام حديثه الجهات المعنية بإنزال اشد العقوبات بحق المجرمين الذين باتوا داعش بوجه آخر في الجنوب.
الشهيد أنمار، شيّع بشكل مهيب ثلاث مرات، الأولى من أمام قيادة شرطة البصرة بحضور ضباط القيادة ومسؤولين أمنيين وحكوميين، والمرة الثانية قرب محل سكناه
في الهارثة حيث زملائه وجيرانه وأصدقائه ومحبيه، وآخر مرة في قضاء المدينة شمال البصرة، حيث أهله وعشيرته، بعدها تم توديعه ونقل الى مدينة النجف الاشرف ليوارى الثرى هناك حيث مثواه الأخير في مقبرة وادي السلام.
فيما قرر مجلس محافظة البصرة خلال جلسته الاستثنائية التي عقدها يوم الأحد الماضي تخصيص مبلغ عشرة ملايين لذوي الشهيد أنمار إكراما لدمائه وتضحياته في إلقاء على عصابة القتل والتسليب.
وأطلق ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي حملات للترحم على الشهيد والتعريف به، وانه شاب بات رمز للتفاني والتضحية وقدوة لهم ولزملائه في السلك الأمني.
وباستشهاد أنمار، فان عائلة حامد حمادي الغانم الحجاج تسجل شهيدها الخامس، بعدما أعطت أربعة شهداء هم (والده وثلاثة من أعمامه) سقطوا على يد النظام السابق.
المصدر: راديو المربد