هل تتذكرون جلال خالد؟
انه بطل القصة العراقية «الموجزة» التي كتبها محمود احمد السيد ،عن «صديقه الذي» نفى نفسه « الى خارج العراق ( كانت الباخرة باخرة بريد ،فلم تقف في طريقها الا مرة واحدة في «فرضة « ميناء البحرين» ، ولم يهج البحر فتبدد الخطر ، الذي كان شبحه جاثما ، وما اصابه الا دوار خفيف اول الامر ثم زال « لقد هاجر بطل القصة الموجزة «جلال خالد « بلاده ولكنه لم يشأ ان ينسى انه عائد لها ،وحين سأله صديقه الهندي من كلكتا «اتعتزم السفر الى بغداد «آوى الى فراشه قلقا «ولم يغمض له حتى الصباح جفن )وبقى عراق المهاجر في ثنايا قلبه ،، ثم نشرت الصحف برقية رويترز ، من بغداد في 7 تموز 1920 ، تذيع نبأ الانفجار في الفرات وتلتها برقية اخرى تنقل الى الناس انباء الحوادث الجسام ، فتمنى لو يبرح الهند الى هناك على جناح البرق ،انني كما يقول جلال خالد :»كلما اطلت ازددت غضبا وهياجا ، وازددت ارتباطا كذلك «هكذا هو خارج الوطن .
حكاية
عن أبي بكر الطرطوشي قال في كتاب «سرج الملوك» :ان سلطانا مصريا بلغه بان نخلة بصعيد مصر البعيد تحمل عشرة أرادب «مكيال مصري ضخم يساوي 24 صاعا « ولم تكن في ذلك الزمان نخلة تحمل نصف هذا الكم ،فأمر السلطان بتهجير النخلة تلك الى حاضرته ،ليستأثر بثمرها وامتيازها «فلم تحمل شيئا في ذلك العام ولا ثمرة واحدة ولما ردها لصاحبها حملت أكثر مما كانت تحمل «
انتخابات بالمراسلة
اعجبتني فكرة الانتخابات بالمراسلة ،وهي الفكرة التي وردت في توجيهات حول المؤتمر السنوي لـ: «النادي العربي» حيث يقوم الاعضاء بانتخاب هيئة ادارية جديدة عن طريق البريد ، حيث يضمن المنتدى مشاركة اوسع دائرة من اعضائه في اختيار افراد الهيئة التي تتولى ادارة العمل بين مؤتمرين ،ويبدو ان هذه الصيغة ،جاءت لتفادي الخلل في حضور الغالبية الساحقة من الاعضاء ، حيث ينتهي المؤتمر باختيار هيئة ادارية ، انه امر مقبول ولو انه يتعارض مع الديمقراطية التي ستكون ناقصة بحضور قلة من جمهور النادي .
الاديان وحق الهجرة
أقرت الديانات القديمة حق الهجرة وحقوق المنفيين ،وجاء في التوراة «من ضرب إنسانا فمات يقْتل قتلا. ولكن الذي لمْ يتعمد، بل أوْقع الله في يده، فأنا أجْعل لك مكانا يهْرب إليْه»،وجاء في القرآن «ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة» وكان لجوء المسلمين الأوائل الى النجاشي ملك الحبشة، قد شق الطريق الى هجرات متواصلة ومعللة في الفكر الديني، يلجأ المواطن هربا من البطش ولانعدام عدالة الحكام وقسوتهم،أقدم معاهدة لتسليم اللاجئين الى بلادهم هي المعاهدة المعقودة بين هنري الثاني ملك انكلترا وغليوم ملك ايقوسيا وذلك في العام
1147.
مقالات اخرى للكاتب