...وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ً } النساء82
ذكرت هذه الآية وصفا للقرآن تحدى به بلاغة العرب وهو عدم وجود الاختلاف فيه ولكن عند التأمل البسيط نجد انها اسست لقاعدة مهمة وعامة وهي بما ان القرآن ليس فيه تناقض او اختلاف فهو من عند الله ويفهم منها ايضا ((ان كل ما وقع فيه اختلاف فاعلموا ان هذا الاختلاف من عند غير الله)) سواء في الكلام او التأليف او المواقف او الآراء والى اخره وما نريده هنا هو دعوة للتفكير بتجريد الذهن من كل المؤثرات كالعاطفة والانتماء والاجتماعية والقبلية والحزبية وكل ما يؤثر على الفكر ونطبق هذه الآية على القادة الدينين _ من مرجعيات شيعية وغيرها وما دونهم – والسياسيين مع التأمل الدقيق وبتجرد دقيق واضعين القرآن امامنا ليقودنا الى الجنة كما قال سيد الموحدين لا ورائنا ليسوقنا الى جهنم والعياذ بالله ونستنتج من هو القادة الالهي الذي لم تتناقض كلماته وافكاره رغم وحدة الموضوع , كي يكون فعلا خلفا للائمة الاطهار الذين لم يعرف منهم التناقض يوما في حياتهم وعلى رأسهم الخاتم ( صلى الله عليه و آله ) الذي جاء بحقه {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }هود112 ولا يمكن ان تجتمع الاستقامة مع الاختلاف او التناقض وقال الآية والذين معك أي اذا ارادوا ان يكونوا الهيين فليستقيموا , اما من اختلفت مواقفه فنعلم انه ليس قائدا الهيا
ولعل أوضح مصداق لهذا الكلام في هذه الفترة هي البيانات الصادرة من مكتب السيستاني حيث قبل فترة نشروا تبريرا لعدم اقتناعهم وتأييدهم للقانون الجعفري قائلين ان الوقت غير مناسب والبيئة غير صالحة وانه يجحف بباقي المكونات وان الوزير ارسل القانون قبل 10ايم من إعلانه ... الخ , وقبل قليل أيام صدر بيان يكذبون فيه من قال ان السيستاني رفض القانون ’ وان الوزراء صوته ضده قبل معرفة رأي السيستاني كأنهم نسوا تبريرهم السابق للرفض فلو حمل هذا الموقف على الاية ماذا تكون النتيجة ؟!
ارجوا ممن قراءة هذه الكلمات ان يتأملها جيدا ويراجعوا انفسهم بالاتباع والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
مقالات اخرى للكاتب