قدر لهذا البلد ( العراق ) ان يكون كل قاداته ابطالا يصارعون الموت وينتصرون عليه , فمن صدام حسين ومحاولات اغتياله العديدة الى محاولات اغتيال دولة الرئيس نوري المالكي تنتعش الدراما السياسية العراقية لتتفوق على الدراما الفنية الهندية وبجدارة .
قدرنا السعيد جعلنا نعاصر فترة زعيم ليس كباقي الزعماء وقيادي من طراز فريد ليس كمثله قائد , وعندما يكون القائد من طراز فريد فمن الطبيعي ان تكون محاولات اغتياله من طراز فريد ايضا , فلا عجب ان سمعنا عن محاولة اغتيال يقوم بها عمود كهربائي ضد دولة رئيس وزراءنا المبجل .
نعم اعزائي ... لم الاستغراب ؟ لقد قام عمود كهرباء لعين بمحاولة جبانة لاغتيال ابو اسراء (نوري المالكي) , وطالما لم نعهد من الرجل منذ استلامه للسلطة ولغاية يومنا هذا إلا الصدق في القول والوفاء في الوعد فانا عن نفسي اصدق كل ما يقول سيادته . فالمؤامرة كبيرة عليه وقد اصبح محورا للمؤامرات الدولية ومطمعا لاستخبارات كل دول العالم بل وكل الكائنات تتسابق للتآمر عليه واغتياله , فقدرته الفائقة على ادارة البلاد والعباد ونجاحه في جلب الرخاء والازدهار للشعب العراقي جعله محط انظار كل الطامعين فلا عجب ان يكون مستهدفا من قبل اعمدة الكهرباء وحتى اسلاكها .
طالما تحمل العراقيون وعلى مضض الفشل السياسي الذي يعاني منه المالكي وحكومته وإمكانياتهم المتواضعة في قيادة البلد الى مرفأ الامان والاستقرار طوال السنين الماضية وتغاضوا عن الكثير من الوعود الكاذبة منهم , ولكن ان يصل مستوى الهزال عندهم الى اطلاق اكاذيب فاضحة ويصل مستوى رئيس الوزراء لان يدعي بطولات على هذه الشاكلة فهذه مهزلة لا يشفع له فيها إلا ما كان يدعيه سلفه صدام حسين .
الفرق بين المالكي وصدام حسين .. ان صدام كان يكلف ابواقه الاعلامية للكذب نيابة عنه في إضفاء بطولات وهمية عليه كي لا تحسب عليه في حال افتضاح امر الكذبة , بينما يفضل المالكي الخروج على التلفاز بنفسه وطرح بطولات بالجملة على مرأى ومسمع من اشخاص رافقوه ويعرفون صحة الاقاويل هذه من كذبها .
فقد صرح المالكي قبل ايام بأنه تعرض الى محاولات اغتيال عديدة ذكر منها محاولة اغتيال تعرض لها في مطار الموصل قبل فترة , ونسي انه يتكلم عبر فضائية يشاهده فيها الملايين من العراقيين ومن المؤكد ان فيهم من كان معه في تلك الزيارة . ولسوء حظه فقد كان السيد اثيل النجيفي من بين من يشاهدوا هذا اللقاء .. فما كان من الرجل إلا تكذيب هذا الخبر جملة وتفصيلا وذكر بان قائد الطائرة التي كان يستقلها دولة رئيس الوزراء ارتطم بعمود كهرباء والموضوع بعيد كليا عن اي محاولة اغتيال .
وأنا هنا اعاتب السيد أثيل النجيفي اشد العتاب في انه لا يصح نفى هذا الموضوع عبر الاعلام ووضع دولة رئيس الوزراء في موقف محرج امام العراقيين ( فالرجل يكفيه ما هو فيه من تخبط ) .. كان يكفي ان تتصل بدولة الرئيس تلفونيا وتقول له ان ذاكرته خانته والأمر لم يكن يعدو وجود عمود كهرباء في مكان وزمن خاطئين .
اذا تكلم ابو اسراء فاسمعوه فاصدق الكلام ما يقوله ابو اسراء .. و طالما قال بان العمود قد حاول اغتياله فقد صدق دولته , وعليه فان الجهات القضائية في العراق مطالبة بالتحقيق مع عمود الكهرباء هذا وان كان قد قام بفعلته متقصدا فعلى الجهات الامنية في العراق القاء القبض على العمود بتهمة اربعة ارهاب وإنزال اقصى العقوبات بحقه ..ليكون عبرة لاي عمود تسول له نفسه التامر على حياة رئيس الوزراء
مقالات اخرى للكاتب