أقر زعماء الاتحاد الأوروبي مجموعة من الشروط القاسية لخروج بريطانيا في القمة التي اختتمت في بروكسل يوم السبت وحذروا البريطانيين من "أوهام" ضمان علاقة جديدة سريعا تسمح بدخولهم إلى أسواق الاتحاد الأوروبي.
وخلال القمة التي اتسمت بتناغم غير معتاد بين زعماء 27 من الدول الأعضاء تبادل الحضور انتقادات لاذعة يخشى البعض من احتمال أن تفسد أي اتفاق قادم حيث اتهم مسؤولون لندن برفض بعض أوجه الإنفاق في الاتحاد الأوروبي وطالبوها بالتراجع عن هذا الرفض أو المخاطرة بعرقلة بدء المحادثات الشهر المقبل.
وفي أول اجتماع منذ أن أطلقت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي رسميا بنهاية مارس آذار العد التنازلي الذي يستمر عامين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يضيع زعماء الدول الأخرى المتبقية في التكتل وقتا إذ سعوا خلال مأدبة غداء في بروكسل إلى الموافقة على مجموعة إرشادات للتفاوض في ثماني صفحات صاغها دبلوماسيون خلال الشهر المنصرم.
وستلزم هذه الإرشادات ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بالسعي إلى اتفاق يؤمن حقوق ثلاثة ملايين مغترب من دول الاتحاد يقيمون في بريطانيا وضمان دفع لندن عشرات المليارات من اليورو تعتقد بروكسل أنها ستكون مستحقة عليها وتفادي زعزعة استقرار السلام بإقامة حدود بين دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على جزيرة أيرلندا.
وقال بارنييه "نحن مستعدون... نحن معا".
وتستبعد تلك الإرشادات أيضا مناقشة اتفاق التجارة الحرة الذي تريده ماي إلى أن يحدث تقدم في الاتفاق على هذه الشروط الرئيسية المتعلقة بخروج بريطانيا من التكتل.
وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي للصحفيين في ختام الاجتماع الذي رأسه "قبل مناقشة المستقبل ينبغي أن نفهم ماضينا".
وانتقد توسك ساسة بريطانيين من بينهم ماي ذاتها لتحدثهم عن صفقة سريعة لطمأنة المغتربين في الوقت الذي ستتطلب فيه التعقيدات القانونية محادثات مفصلة.
وقرار ما إذا كان ذلك التقدم "كافيا" هو ما يمكن أن يفسد العلاقات بين الدول الأعضاء بالاتحاد التي ستسعى لحماية مصالحها الوطنية.
ومن الأمور التي ستكون محل خلاف أيضا مسألة أي الدول التي ستفوز باستضافة وكالتين تابعتين للاتحاد الأوروبي مقرهما لندن حاليا.
وعرضت معظم الدول الأعضاء استضافة وكالة الدواء الأوروبية وهيئة البنوك الأوروبية لكن توسك ورئيس رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر سيقترحان معايير للاختيار تفاديا لوقوع خلافات غير لائقة بين الدول الأعضاء.
وقال أحد الزعماء الذين سيجلسون على طاولة التفاوض لرويترز "نحن متحدون بشكل ملحوظ... ولكن دائما يكون من السهل أن نتحد على ما نريد قبل أن يبدأ التفاوض".
وحذر رئيس الوزراء البلجيكي تشارلز ميشيل من الوقوع في "الفخ" الذي نجحت بسببه بريطانيا في تفرقة الاتحاد لصالحها.
ويرى الاتحاد الأوروبي أن من المهم ألا يسود الشعور بأن بريطانيا تنتفع من الخروج من التكتل وذلك لتفادي تشجيع دول أخرى على أن تحذو حذوها.