لقد أنتشر الإرهاب في البلاد وبأستطاعته ضرب أي مكان في العراق وهذا ما تبيّنه الأنفجارات المتعددة في كل مرة ، وأغلب الإنفجارات في المناطق التي تتواجد فيها الأغلبية الشيعية التي تحصد منهم في كل يوم العشرات ، حتى أصبح العراق الساحة التي تسيل فيها الدماء ولكن لامكترث أو متألم على هذه الدماء كأنها ضريبة يجب أن تدفع ما عدى بعض الشعارات من هنا وبعض المقترحات التي لا تغني ولا تشبع من جوع هناك ، جميع المسؤولون يصرحون بأنهم يعرفون مصادر الإرهاب وقادته ولكن ليس لأحد منهم الشجاعة في بوح الأسماء أو التصدي لهم بالقانون عن طريق مؤوسسات الدولة الأمنية ، سياسيونا ينقسمون الى ثلاث أقسام ، الأول يدعم الإرهاب ويدافع عنه علناً بل بعضهم يقوده بالتخطيط أو الخطاب أو الأوامر وهؤلاء متواجدون في العملية السياسية وخارجها وتحت قبة البرلمان بل بعضهم عنده حقيبة وزارية ، والثاني يراعي المشاعر ويزَروّق الكلمات وينادي بالمثالية الكاملة التي ليس لها وجود على هذه المعمورة وليس عنده أي موقف واضح من كل الذي يحدث بل يحاول أصطياد المواقف والظروف لمنافعه الخاصة أو لتنظيمه ، وأما القسم الثالث فهم المتصدين لمراكز الدولة الحساسة وهؤلاء يصرحون في كل مرة بوجود الملفات الإرهابية على الكثير من السياسين بل هدد المالكي بفتح الملفات إذا حضر قبة البرلمان ويجعل عاليها سافلها وهكذا المسؤولون الأمنيون الذين يصرحون بوجود مثل هذه الملفات ، إذا كان عندنا هكذا مسؤولون بعضهم يساعد ويدعم ويخطط ويمول الإرهاب والأخر فرح بوجوده لكي يحصد المنافع السياسية والأخر يخفيه و يظهره عند الحاجة الملحة في تقوية شعبيته وشعبية قائمته ، فهل يجد الإرهاب بيئة صالحة لعملياته كألعراق وهل يجد الإرهاب سياسين يساعدونه من خلال مواقفهم كألساسة العراقيين ، فالإرهاب في العراق يتكون من مفصلين أحدهما يقوي الأخر ويكمل عمله ويدعمه ، الأول الإرهابي المجرم الذي لا يمتلك أي علاقة بالإنسانية وقيمها ومبادئها ومن يقف خلفه من مثلث الشر المتمثل بتركيا وقطر والسعودية والثاني المسؤولون الذين يهيئون الظروف المناسبة لعمله الإرهابي من خلال مواقفهم الداعمة له أو المتخاذلة والضعيفة ضده أو المستغلة لوجوده من أجل مصالحها ومنافعها ، وهكذا يصبح المسؤول العراقي شريك حقيقي للإرهاب من خلال هذه المواقف لأن من يساعد الإجرام أو يخفي الأدلة التي تثبت إدانته ومن يغض النظر عن وجوده فهؤلاء جميعاً يشتركون بالإجرام ، وهكذا يصبح الشعب العراقي ضحية مجموعتين من الإرهابيين وهذا مالم يحدث لأي شعب في العالم ، ففي مثل هذه الظروف التي يمر فيها الشعب العراقي فكيف سيقف الإرهاب ويرتدع عن إجرامه الأسود ، بعد أن جرب جميع من تصدى من المسؤولين وأثبت فشله في ردع الإرهابيين بل حتى فشل في التقليل من الإرهاب من خلال مقترحاته الشكلية ذات البعد الإعلامي كالصلاة الموحدة أو التوقيع على وثيقة الشرف فهكذا مقترحات ما علاقة الأرهابيين ومن يدعمهم بها ، بالإضافة الى تكرارها مئات المرات وأثبتت فشلها والدليل على ذلك إستمرار الإرهاب منذ 2003 الى يومنا هذا ، لهذا يجب أن يتصدى الشعب نفسه في الدفاع عن نفسه وأقوى طريقة في ردع الإرهاب هي الخروج الى الشوارع بالملايين والضغط على السياسين من أجل القيام بواجبهم والتصدي للإرهاب من خلال كشف الملفات التي تمتلئ بها وزارة الداخلية ورئاسة الوزراء والتصدي الحقيقي لكل مشترك في الإجرام مهما كانت مسؤوليته وليس التصدي الصوري الذي يرتجى منه المنافع الحزبية وليس العدالة وسلامة الشعب كما حدث مع جميع المجرمين من الدليمي والداييني والهاشمي وآخرهم العيساوي ، وتطبيق القانون بحق المجرمين وليس أعتقالهم الى حين الهروب أو تطبيق العفو عليهم ، وإذا لم ينفذ المسؤولون طموح وطلبات الشعب بوقف الإرهاب على الجميع أن يرفع شعار قف أيها المسؤول فأنك شريك في الإرهاب .
مقالات اخرى للكاتب