العراق تايمز / قالت عائلة الطبيب القطري محمود الجيدة الذي اعتقل في الامارات على خلفية علاقته بالاخوان المسلمين الذين ارادوا قلب نظام حكم الامارات حسب هذه الاخيرة، قد تعرض للضرب والتعذيب والاحتجاز في الحبس الانفرادي منذ ٤ اشهر تقريبا .
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية، «بي بي سي»، عن أحد أفراد أسرة الطبيب القطري، أن السلطات الإماراتية تحاول أن تربطه بالمعتقلين الإماراتيين الـ94 وجماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف أن «محمود» ليس عضواً في الجماعة، وقد يكون متعاطفاً معها، لكنه ليس عضوا في الخلية، وقال إن «الجيدة» حرم من النوم 3 أيام، مضيفا: «لقد ضربوه وأرغموه على الإقرار بما لم يفعله»، مشيرا إلى أن عائلة الطبيب لا تعرف حتى مكان احتجازه.
وأبلغت عائلة المواطن القطري «بي بي سي» أن الحكومة القطرية سهلت 3 زيارات لرؤيته أخيرا، أحدثها كان في 23 يونيو الجاري، ووفقاً لقريب لـ«الجيدة» كان الطبيب القطري يُصطحب في كل زيارة معصوب العينين من مكان اعتقاله إلى مبنى حكومي في أبوظبي.
ونقلت العائلة عن الطبيب قوله إنه لم يعد يتعرض للضرب، لكنه ما زال في سجن انفرادي، وإنه فقد نحو 10 كيلوجرامات من وزنه أثناء فترة احتجازه.
ويشار الى أن الدكتور محمود الجيدة اعتقل في مطار دبي في 26 فبراير الماضي، ولم توجه إليه السلطات الإماراتية أي تهمة.
وجدير بالذكر أن الإمارات أعلنت فى 2012 اعتقال 94 شخصا معظمهم ينتمون لجمعية «الإصلاح» الإماراتية بتهمة التخطيط لإسقاط نظام الحكم، والارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، وتشمل قائمة المتهمين قضاة وأكاديميين ومحامين وزعماء طلابيين كلهم يحملون الجنسية الامارتية.
وقد اشعل قيام السلطات الاماراتية في مطار دبي الدولي باعتقال المواطن القطري محمود الجيدة حربا اعلامية بين مغردين من قطر والامارات.
وبحسب المصادر فان سلطات مطار دبي اعتقلت المواطن القطري محمود الجيدة اثناء قدومه من احدى الدول ووصوله الى المطار كمحطة "ترانزيت".
واتهم المغردون القطريون في تويتر ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي باعتقال المواطن الجيدة على خلفية اتهامه بانه من الاخوان المسلمين.
ضاحي خلفان من جانبه وفي معرض رده حول الموضوع في "تويتر" قال ان المواطن القطري كان عليه تعميم بالقبض وقام الموظف المختص بتسليمه للجهة التي قدمت بالتعميم. دون ان يوضح من هي الجهة التي تحتجز المواطن القطري.
وطالب المغردون القطريون والمتابعون في المنتديات القطرية حكومة بلادهم العمل على اطلاق سراح الجيدة وكذلك ايضاح اسباب القبض عليه.
وكانت السلطات في دبي قد اعتقلت عشرات المواطنين الاماراتيين على خلفيه انتمائهم للاخوان المسلمين، فيما تناقلت مواقع يمنية نقلا عن مغتربين في وقت سابق ان السلطات في دبي قامت بترحيل عدد منهم لانهم يملكون "لحية" واطلاق تهمه انتمائهم للاخوان.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر إن بعض أعضائها اعتقلوا في الإمارات بناء على "ادعاءات عارية عن الصحة" بأنهم ساعدوا في تدريب إسلاميين محليين على أساليب تخريبية على حد قولهم.
وقال محمود غزلان المتحدث باسم الإخوان المسلمين في القاهرة "أنا أعرف أن هناك 11 معتقلا. أنا أعرف عددا منهم الذين هم من الإخوان لكن لا أعرف اسماءهم كلهم ولا أعرفهم كلهم."واضاف "الكلام انهم خلية لزعزعة البلد عار عن الصحة.
وكان وفد رسمى مصرى برئاسة عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري للشئون الخارجية، وصل إلى أبو ظبى الأربعاء فى زيارة لم يعلن عنها مسبقا.
وكان بيان من رئاسة الجمهورية في مصر، قد ذكر توجه عصام الحداد إلى دولة الإمارات العربية الشقيقة فى زيارة تستغرق يومين، يُسلم خلالها رسالة خطية من الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المُتحدة.
ويعتقد أن الزيارة تهدف إلى بحث ملابسات إلقاء الأمن الإماراتي القبض على عدد من المصريين دون توجيه أى تهم رسمية إليهم حتى الآن.
واوضح ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في بيان له، ان الحداد سيلتقي خلال الزيارة بعدد من المسئولين فى كل من أبو ظبى ودبى.
وكانت وسائل إعلام إماراتية قد ذكرت أن السلطات في البلاد فككت ما وُصف بشبكة مرتبطة بجماعة (الإخوان المسلمين) في مصر.
وقالت صحيفة الخليج إن هذه الشبكة كانت تسعى لتجنيد مصريين مقيمين في الإمارات للانضمام إلى صفوف الجماعة.
وأوضحت أن أعضاءها جمعوا ما وصفته بـ "معلومات سرية حول أسرار دفاعية خاصة بدولة الإمارات".
وأضاف تقرير الصحيفة الاماراتية ان المتهمين "جمعوا اموالا طائلة وحولوها إلى التنظيم الأم في مصر بطرق غير مشروعة" وجمعوا "معلومات سرية حول أسرار الدفاع" الخاصة بالامارات.
ولم يصدر أي تاكيد رسمي لهذه الانباء ولم تذكر الصحيفة معلومات عن المعتقلين ولا تاريخ اعتقالهم."لا أساس لها من الصحة".
في هذه الأثناء، قالت سارة سنبل، ابنة طبيب معتقل في الامارات ويدعى علي سنبل، في مقابلة مع بي بي سي إن " عائلتها لا تعرف مكان ومصير والدها في الوقت الحالي".
وأضافت أن آخر اتصال جرى بينهما وقع بعد أن منعت السلطات الإماراتية والدها من السفر.
وطالبت سنبل بأن تقوم السفارة المصرية بتوكيل محامين للدفاع عن والدها وباقي المعتقلين مشيرة إلى أن جهودا بذلت للتواصل مع وزارة الخارجية المصرية لاتخاذ أي اجراءات ولكن دون جدوى.
ونفت سنبل تورط والدها في أي نشاط سياسي موضحة أنه" يعمل في الامارات منذ 29 عاما".
وأرجعت الابنة هذه الخطوة من قبل السلطات الاماراتية إلى توتر العلاقة في الاونة الاخيرة بين مصر والامارات.
وكان المجلس القومي لحقوق الانسان في مصر طالب وزارة الخارجية المصرية بسرعة التدخل لدى السلطات الاماراتية لسرعة الافراج عن عشرة أطباء مصريين محتجزين هناك، بحسب صحيفة الأهرام الرسمية.
وذكرت السلطات أن هؤلاء الأطباء منعوا من قضاء اجازاتهم السنوية في مصر.
وصرح السفير المصرى فى ابو ظبى تامر منصور بأنه لم يتلق حتى الآن اى اخطارات رسمية من وزارة الخارجية الاماراتية تفيد بطبيعة الاتهامات الموجهة للمصريين الـ 10 المحتجزين هناك، لافتا الى انه تلقى ما يفيد فقط حسن معاملتهم.
واوضح السفير ان جميع المتهمين الذين قبض عليهم فى عدد من الامارات المختلفة -اغلبهم فى دبى- هم الان فى العاصمة ابو ظبى.
ولم يتضح بعد إن كان هؤلاء الأطباء العشرة لهم صلة بالشبكة التي أعلنت عنها صحيفة الخليج الثلاثاء.
وأعلنت السلطات الاماراتية في العام الماضي عن تفكيك عدد من الخلايا الاسلامية مؤكدة انها تتآمر للمساس بأمن الدولة.
وفي 26 من الشهر الماضي اعلنت السلطات عن تفكيك جماعة "تتآمر لضرب امن الدولة" كما اتهم رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان الاخوان المسلمين بالعمل على قلب انظمة الحكم في الخليج.