العراق تايمز / طالبت وزير العدل الالمانية سابين لوثيسر-شنارينبيرجر، أمس الاحد السلطات الامريكية بتفسير ما كشفت النقاب عنه الصحيفة الاسبوعية دير شبيجل الألمانية التي قالت إن واشنطن تجسست على مؤسسات الاتحاد الأوروبي خصوصا ألمانيا.
وقالت الوزيرة في بيان لها، "يجب على الجانب الأميركي أن يوضح على الفور وبالتفصيل إذا كانت هذه المعلومات الصحفية بشأن عمليات تنصت سرية غير ملائمة تماما للولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي، صحيحة أم لا".
وبحسب معلومات نسبت إلى الأميركي، إدوارد سنودن، قالت دير شبيجل إن واشنطن تجسست على مكاتب الاتحاد الأوروبي في بروكسل والبعثة الأوروبية في واشنطن.
الوزيرة علقت على الامر "إن اعتبار أصدقائنا الأميركيين، الأوروبيين بمثابة أعداء، أمر يفوق الخيال".وتابعت "إذا كانت المعلومات الصحفية صحيحة، فالأمر يذكر بعمليات بين أعداء إبان الحرب الباردة.
ومن جهتها نقلت المجلة المعلومات عن وثيقة داخلية لوكالة الأمن القومي قالت إن مراسليها اطلعوا عليها لتكشف أحدث التفاصيل عن برامج التجسس الأمريكية. وأظهرت الوثيقة التي نقلت دير شبيغل عنها أن الولايات المتحدة تصنف ألمانيا شريكة "من الدرجة الثالثة" وأن المراقبة هناك أقوى منها في أي دولة أخرى من دول الاتحادالأوروبي.
وقد واستندت المجلة الألمانية في اتهاماتها إلى وثائق سرية اطلعت على قسم منها بفضل المستشار السابق في الاستخبارات الأميركية ادوارد سنودن الذي يقف وراء تسريب المعلومات في شأن برنامج بريسم الأميركي للتجسس على نطاق واسع.
وفي إحدى هذه الوثائق المؤرخة في أيلول/سبتمبر 2010 والتي اعتبرت "سرية للغاية"، تصف وكالة الأمن القومي الأميركية كيفية قيامها بالتجسس على الممثلية الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في واشنطن. ولم تعتمد الوكالة فقط على ميكروفونات وضعت في المبنى, بل اخترقت أيضا الشبكة المعلوماتية ما أتاح لها قراءة الرسائل الالكترونية والوثائق الداخلية.
لاتحاد الأوروبي يطلب توضيحات.
ودعت الوزيرة الألمانية رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إلى التدخل "فورا وشخصيا" لتوضيح كافة الاتهامات بشان تجسس أميركي داخل الاتحاد الأوروبي. من جانبها قالت المفوضية الأوروبية في بيان أنها طلبت من السلطات الأمريكية تفسيرات حول المعلومات بخصوص التجسس على مؤسسات أوروبية وانه ينتظر ردها وقالت "لقد ردوا إنهم يحققون في صحة المعلومات التي نشرت أمس وإنهم سيردون علينا" موضحة أنها "لن تدلي بتعليق إضافي في هذه المرحلة"".
وعبر رئيس البرلمان الأوروبي مارن شولتزد من جانبه عن "قلقه الشديد وصدمته إزاء المزاعم بتجسس السلطات الأميركية على مكاتب الاتحاد الأوروبي وقال "إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات فستكون مشكلة خطيرة جدا تسيء بقوة إلى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة" مطالبا "بتوضيح كامل ومعلومات إضافية سريعا" من جانب السلطات الأميركية. وتجدر الإشارة إلى الحكومة الأمريكية رفضت التعليق على المعلومات التي أوردتها مجلة شبيغل الألمانية.
أما صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس السبت أن سبع دول أوروبية على الأقل تتقاسم بانتظام بيانات اتصالات رقمية مع وكالة الأمن القومي الأمريكية. ونقلت الصحيفة عن العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية، واين مادسن، أن لدى كل من بريطانيا والدنمارك وهولندا وفرنسا وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا اتفاقات سرية لمشاركة المعلومات الاستخباراتية مع وكالة الأمن القومي، بما في ذلك اتصالات الهواتف والإنترنت.
وأشار مادسن إلى انه فضل الإعلان عن التفاصيل لأنه شعر بالغضب بعد أن أعرب قادة الاتحاد الأوروبي عن مدى سخطهم بعد تسريب معلومات بشأن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على بيانات الهواتف والإنترنت، قائلا إنهم ذكروا "نصف القصة" فقط بشأن تورطهم.
وأضاف مادسن أن كل الدول السبع والولايات المتحدة لديهم القدرة على الوصول إلى كابل عابر للأطلسي والذي يسمح لهم بجمع البيانات بشأن المحادثات الهاتفية والبريد الإلكتروني واستخدام الإنترنت.