حق تقرير المصير مكفول لكل الشعوب بموجب ميثاق الأمم المتحدة والمواثيق الدولية العالمية،هو حلم يراود الكورد منذ انهيار الامبرطوريه العثمانية إلى أنّ تبخرت بعد اتفاقية سايكس بيكو المشئومة حتى عادت ولحت في الأفق ولمع بريقها بكورردستان بعد حدوث ما يعرف بالربيع العربي، وخاصة بعد دخول داعش الموصل ومن قبلها قطع رواتب موظفي الإقليم من قبل الحكومة المركزية بسبب خلافات سياسيه وعلى يد حكومة المالكي مما أدى إلى طريق مسدود بين اربيل وبغداد ومن ضمن الحلول التي اتخذها الإقليم هو الذهاب إلى بغداد والاتفاق على موجهة الأزمة ، وبعد عدة لقاءات واجتماعات بين الإقليم والمركز إلا أنه لم يتم التوصل إلي أي حل للأزمة .
على أثرها قرر الإقليم الاستقلال الاقتصادي وكذلك السياسي من خلال إجراء استفتاء عام لتقرير المصير وخاصة بعد أن تيقنت القيادة الكوردية أنه لا حل سوء أنّ يكون العراق وكوردستان جيران تجمعهم مبادئ حسن الجوار بعد أن فقد العراق ثلث أراضيه بيد داعش وانهيار المنضومه الدفاعية والعسكرية للجيش العراقي وسيطرة المليشيات المسلحة على الساحة السياسية والأمنية وأصبحت هي من بيدها زمام المبادرة، وفقدت الدولة سيادتها بالتدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية من قبل دول الجوار ، والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم والعراق عامةً والإقليم خاصة وانخفض أسعار النفط والحرب ضد داعش وعدم التوصل إلى اتفاق بخصوص إلية وكيفية اختيار رئيس الإقليم واتسع رقعة الخلاف بين الإطراف الكوردية .
كل هذا كان يوحى أنّ اتفقناً ما سيحصل ليغير الوضع السيئ الذي يمر به الإقليم وفعلاً حصل الاتفاق ، وكلنا توسم وتبشر خيرةً من الاتفاق المبرم بين حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغير( گوران ) في ١٧ أيار الماضي وانه سوف يوحد الصف الكوردي ويدفع بالعملية السياسية للأمام وحل الخلافات العالقة داخليةً دون إي إملاءت خارجية.
إذ بنا نرى وفد مشترك منبثق من الاتفاق الأخير يقوم بزيارة العبادي وكذلك لقاء محافظ السليمانية برئيس الوزراء السابق نوري المالكي. غالبية الشارع الكوردستاني متيقن أنه لا بديل للحوار والدبلوماسية بالوقت الراهن في حل إي مشكلة وخاصة التي تأتي ثمارها لصالح الشعب الكوردي والإقليم برمته وكذلك حل كل الخلافات مع المركز بالاحتكام للدستور لكن ليس لحساب مصالح شخصية أو حزبية أو نكايتهً بأحزاب أخرى كما حصل باللقاءات التي جرت قبل يومين بين الوفد المشترك المنبثق من الاتفاق المذكور وبعض المسؤولين ببغداد والتنازلات التي قدمها الوفد.
كنا نتمنى من أحزابنا السياسية وقادتنا أن لا يعيدو تجربة ٢٠٠٣ الفاشلة في حينها كانت الظروف مواتية داخلياً وإقليماً ودولياً لإعلان الاستقلال لأننا كنا شبه دولة مستقلة وألان العراق على ارض الواقع منقسم وثلاث دولة وثلاث مكونات وبين المركز والإقليم حدود داعش ويا ترى هل سنعيد كتابة التاريخ بنفس السيناريو أم لأحزابنا رأي أخر .
متى أوفت بغداد بتعهداتها تجاه الإقليم نبدأها من تشكيل الحكومة التي جاءت بالعبادي للسلطة ومشاركة الكورد بحكومتهٓ بضغط من أمريكا والأمم المتحدة ومن ثم الاتفاق الأخير بين بغداد واربيل بخصوص نفط كركوك وكوردستان كلها كانت حبر على ورق، ومن قبلها اتفاقية اربيل التي جاءت بسلفه المالكي لترأس الحكومة السابقة كلها كانت تتفق و تتبرءا منه بعد عودة الوفد إلى اربيل وكلاهما يتهم الأخر بأنه هو من نكث بالتعهدات.
كان الأولى بالأحزاب الكوردية قاطبةً الاتفاق فيما بينها وتشكيل وفد مشترك يضم جميع مكونات الشعب الكوردي أو على الأقل إن يكون متمثلةٍ بالحكومة وفتح صفحة جديدة للحوار مع بغداد وحل كل الخلافات والمواد العالقة بالتفاهم والحوار ومن ضمنها حق تقرير المصير وصرف مستحقات الإقليم من الموازنة العامة وقضية المناطق المتنازع عليه التي أعادها الإقليم من أيدي داعش بتضحيات ودماء زكية من أبطال البيشمرگ.
كما يأمل الشارع الكوردي ان يكون لرئاسة الإقليم الدور الفاعل في جمع القوة والأحزاب الكوردية بطاولة مستديرة وإيجاد حل للأزمة من خلال إعادة تفعيل البرلمان ومحارب الفساد والمفسدين وعلى الحكومة إيجاد حلول للخروج من هذا المأزق الاقتصادي ، يجب الأحزاب السياسية تقديم التنازلات للخروج من الأزمة الاقتصادية بدلاً من تقديمها لبغداد وكذلك أدمته الزخم في الحرب على داعش ، خاصة وان الدول ألإقليمه لن تكون مُرحبه بالاستفتاء وتحاول توسيع الفجوة في البيت الكوردستاني . لذلك كلما تضافرت الجهود وتوحد الصف كلما كانت الكلمة لها أثرها وقوه في أي اتفاق يكون ومع إي جهة كانت ويليق بتطلعات القضية الكوردية .
مقالات اخرى للكاتب