من كان يراهن على قوة”داعش”أصابه الإحباط من هزيمتها المنكرة في الفلوجة وعليه أن يتحمل نتائج معركة حاسمة ويرضخ للواقع الذي حاول أن يفرضه على أبناء الفلوجة بشكل خاص والعراقيين بصورة عامة.
هل يمكن أن يستوعب البعض دروس الفلوجة سواء عبر احتلالها من قبل “داعش” أو تحريرها من قبل العراقيين الغيارى؟ماذا حملت معركة الفلوجة من دروس وعبر؟هل سيتم قراءتها بالشكل الصحيح من قبل الجميع سواء في داخل العراق أو خارجه؟ واحد الدروس القاسية التي يجب أن تكون حاضرة إن”داعش”جناح عسكري لفكر سياسي ظل يستهدف العملية السياسية في العراق بطرق شتى حتى لو أضطر لأن يحتل أجانب مدنه وهذا ما حصل في الفلوجة والموصل،ومن هنا نجد إن”داعش” أداة إستخدمت من أجل تحقيق مكاسب أو تعطيل بناء دولة.وهذا ما يجعلنا نطالب المؤمنين بهذا الوهم أن يتجاوزوه ويكونوا أكثر واقعية في رؤيتهم وتعاملهم ويبتعدون عن الانخراط في مشاريع وأجندات أقل ما يقال عنها إنها خاسرة بامتياز،خاسرة عسكريا وسياسيا ومن تبنى داعش نجده اليوم يحاول أن يظل بعيدا بعد أن ملأت تصريحاتهم الفضاء قبل عامين وأكثر محاولين إستثمار الإرهاب إلى أبعد حد ممكن. اليوم عليهم أن يغيروا نهجهم ويتركوا خطاباتهم القديمة وأن يعترفوا إن هزيمتهم العسكرية على يد قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي والعشائري ستكون من نتائجها الأولية هزيمتهم السياسية على يد أبناء هذه المدن التي وجدت نفسها ضحية الكراهية التي ركب موجتها أولئك الذين رفعوا شعارات( قادمون يا بغداد)،وجروا أبناء هذه المدن لويلات الحرب والنزوح معا.
ومن الدروس المهمة والتي ستكون حاضرة أن يرفض أبناء الفلوجة وغيرهم أي فكر متطرف يهدف لرفض الآخر،الآخر الذي حمل روحه على كف يده وترك بيته وعياله في البصرة والناصرية وكربلاء والنجف والكوت وديالى لكي يقاتل من أجل تحرير الفلوجة وسيقاتل من أجل تحرير الموصل كما قاتل من قبل في تكريت وبيجي،الآخر الذي يتقاسم مع الآخرين مقومات كثيرة تناساه البعض لحظة دق طبول الكراهية في إعتصامات ظل البعض ينظر إليها على إنها(ثورة شعبية ومطالب مشروعة)،ويروج لها عبر التصريحات والمواقف ويسوقها بالشكل الذي جعل منها فيما بعد كابوسا على أبناء هذه المناطق.
وقد يقول البعض إن لا أحد يستوعب الدروس ويتعلم من أخطائه ،لكننا نراهن على العقلاء من أبناء هذه المناطق الذين حملوا السلاح ضد الإرهاب وقدموا تضحيات كبيرة وفي نفس الوقت سجلوا مواقف وطنية سيكتبها التاريخ بأسطر من نور ،مواقفهم هذه من شأنها أن تؤسس لبناء وعي جديد لدى جيل من أبناء هذه المناطق ،هذا الوعي من شأنه أن ينتج طبقة سياسية تمثلهم أفضل ما يمكن وأن لا تجعلهم مرة ثانية في أتون حروب خاسرة وشعارات لم تقدم لهم سوى مخيمات نازحين وكفاف في كل شيء.
مقالات اخرى للكاتب