Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الألبوم الموسيقي " ألف ليلة و ليلة للكمان" حازم فارس (عاشق الكمان) بقلم/ نوميديا جرّوفي، شاعرة و مترجمة و باحثة من الجزائر
السبت, تموز 30, 2016

 

 

حازم فارس:

 

مؤلّف و ملحّن و موزّع موسيقي، يُلقّب بعاشق الكمان.                       ولد في البصرة – الفيحاء – بالعراق سنة 1971 لعائلة فنيّة.

في عمر ثلاث سنوات بدأ يُمسك الآلات الموسيقية و في سنّ الخامسة بدأ يتلقّى دروسه الأولى في العزف على آلتي الكمان و العود على يد أستاذه و أخيه الأكبر "هاشم خزعل مكي" رحمه الله الذي كان يُغنّي و يعزف على آلتي الكمان و العود.

كان حازم يمتلك حينها صوتا جميلا يستطيع أن يؤدّي من خلاله أشهر الأغاني العراقية و العربية حينذاك خاصّة أغاني الفنّان "سعدي البياتي"         و الفنانتين "أمل خضير" و "أم كلثوم"، فبدأ يُشارك في الاحتفالات             و المناسبات التي تُقام في البصرة.

كاب يُحبّ دروس الموسيقى كثيرا حين كان طالبا في الصفّ الأوّل ابتدائي، فكان يحفظ كلّ الأناشيد و يقوم بتحفيظ زملائه قبل حضور المعلّم ، فلاحظ ذلك معلّم الموسيقى فأسند له تحفيظ التلاميذ جميع الأناشيد المدرسية المقرّرة في المنهج. 

ثمّ بدأ و بصورة فطريّة بوضع الألحان للنّصوص و الأشعار المدرسيّة فزاد إعجاب معلّميه به فأصبح قائد فرقة الصفّ الأوّل للكورال المدرسي.

في إحدى الاحتفالات الوطنيّة التي كانت تقيمها المدرسة فاجأ الجميع حينما اعتلى المسرح المدرسي و بيده آلة الكمان الصغيرة، و بعد أن حيّا الجميع هو و أعضاء فرقة صفّه الصّغيرة استدار إلى زملائه و أعطاهم إشارة البدء و عزف معهم لحن الأنشودة التي كانت بعنوان (أحبّ مدرستي).

في تلك اللحظة خطرت لمعلّمه فكرة تكوين فرقة موسيقية مصغّرة تضمّ عددا بسيطا من الآلات الموسيقية و يكون حازم من يتولّى تدريبها و قيادتها.

و حين بلغ السادسة من عمره اكتشف فيه أخيه موهبة التّمثيل فأخذه إلى كبار فنّاني البصرة في المسرح و التلفزيون. 

فدخل عالم التمثيل حيث أُسندت إليه بطولة خمسة مسرحيّات، فكان يُمثّل و يُغنّي في بعضها، و يُمثّل و يعزف في البعض الآخر. و من أهمّ تلك المسرحيّات: (قمر و ليل و سفينة)، (ابن الشهيد)، كانت جميعها للمخرج الكبير "حميد صابر" حيث قُدّمت هذه المسرحيّات في جميع محافظات العراق.

حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الموسيقية من كليّة بغداد و هو يسعى لدراسة مستوى عالي من العلوم الموسيقيّة في بلجيكا.

شارك في مهرجانات و محافل على مستوى محافظة البصرة ثمّ على مستوى العراق و خارج العراق، كما شارك في العديد من المهرجانات المحليّة و العربيّة و الأوربية.



 

علاقته بآلة الكمان:

 

له علاقة حميمة بالكمان، في قوله: " آلة الكمان هي آلة حزينة و العراق يعيش الحزن منذ التأسيس، لكن ليس أننا لا نعيش مسرات و أفراح أبدا 

لكنّ الحزن يأخذ حيّزا أكبر من الحياة"

سُئل: " حازم ، هل أنت شخص حزين؟"

أجاب: " أجل، عشنا فترات مُؤلمة في حياتنا بشكل عامّ"

 

آلة الكمان مرتبطة بقلبه و فكره، يُفرغ أفكاره و عواطفه و وجدانه داخل آلة الكمان التي ترافقه أكثر من خمسة عشرة عاما كآلة بحدّ ذاتها، حيث أصبحت جزءا لا يتجزّأ منه.

يُحسّ بينه و بينها عشق و قد اقتنى قبلها كمنجات كثيرة منذ كان في سنّ الخامسة لقبل خمسة عشرة سنة.

يقول: " آلة الكمان تلتصق بجسد الإنسان بثلاث مناطق ( من الكتف الأيسر، اليد اليسرى ثمّ تأتي اليد اليمنى)

و عن علاقته بآلة الكمان قال: " آلتي أخذت من عندي جزء و أنا أخذت من عندها جزء و صرنا حبيبان، أشتكي لها و تشتكي لي، أحبّها و أحسّ أنّ كلّ أفكاري تخرج من خلال أصابعي على هذه الأوتار".

 

التّلحين و التّوزيع:

 

لحّن و وزّع للعديد من الفنّانين و الفنّانات العرب منهم:

ماجد المهندس، صفاء فارس، هيثم يوسف، سيناء، صلاح حسن، خالد الزواهرة، بشار سرحان،فهد الأمير، ديانا حداد، هدى حداد، عادل خميس   و غيرهم من المطربين و المطربات.

 

 

 

 

مؤلّفاته:

 

ألّف الموسيقى التّصويريّة للعديد من المسلسلات و المسرحيّات العراقية   و العربيّة منها:

المسلسل العراقي (رجل فوق الشبهات) للمخرج (جلال كامل). المسلسل العراقي ( قضية 238) للمخرج (جلال كامل). مسرحيّة (أحلام فتاة في العشرين) قدّمتها فرقة مسرح كليّة الفنون الجميلة ، قسم التربية الفنية في جامعة بغداد سنة1992 للمخرج (مجيد حميد). مسرحية (شكسبير) قدّمتها فرقة مسرح كليّة الفنون الجمية، قسم التربية الفنية في جامعة بغداد سنة 1993 للمخرجة (عشتار بغدادي). مسرحية (عطيل) قدّمتها فرقة مسرح كليّة الفنون الجمية، قسم التربية الفنية في جامعة بغداد سنة 1995 للمخرجة (أميرة فاضل). مسرحية (عيالنا بخير) قدّمتها فرقة مسرح العائلة التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2011 للمخرجة الأستاذة ( خالده مجيد).

كما له كتابات و بحوث في علم الموسيقى و موسيقى تراث الشعوب    و القصّة القصيرة، أهمّها البحث الذي قدّمه لمجلس كليّة الفنون الجميلة في جامعة بغداد سنة 1996 بعنوان (أغاني صيادو السمك في البصرة)  و الذي حصل فيه على شهادة الباكالوريوس في العلوم الموسيقية.

و قصص بعنوان (البطل)، (الشيخ العجوز)، و سلسلة قصص قصيرة بعنوان (كان يا ما كان).

 

التدريس:

 

درّس أصول الغناء و الصولفيج و كيفية التّعامل مع المسرح و الفرقة الموسيقية لمشتركي برنامج نجوم الخليج للسنوات : 2006-2007- 2008- 2009 في برنامج البيت الخليجي و الذي كان يُبثّ على الهواء مباشرة على شاشة نجوم 2 بدبي – الإمارات العربيّة المتّحدة-

 

 

مؤهّلاته العلميّة:

 

حاصل على شهادة الباكالوريوس في العلوم الموسيقية، كليّة الفنون الجميلة، جامعة بغداد للعام الراسي 1996- 1997. عازف منفرد (صولو) على آلتي الكمان و العود. قيادة الفرق الموسيقية. تدريس الغناء الإنفرادي و الجماعي. تدريس نظرية الموسيقى العربية و الغربية. تدريس علم الآلات الموسيقية. تدريس العزف على البيانو و الكمان و العود. تدريس النقد و التحليل الغنائي و الموسيقي. تدريس أصول البحث في الموسيقى و تراث الشعوب.

 

 

المشاركات و المهرجانات:

 

شارك في مسابقات و مهرجانات عديدة على مستوى العراق، مثّل فيها مدينته التي أحبّها كثيرا و عشق نخيلها و أرضها و ارتوى من مياهها العذبة، و نال جوائز و تكريمات عديدة و حصل على المرتبة الأولى، مثّل دائما وطنه العراق الذي يعيش في قلبه و روحه و عقله و وجدانه دائما، و نذكر بعض المسابقات و المشاركات و المهرجانات:

 

مسابقة العزف المنفرد (آلة الكمان)، بغداد سنة 1984، العراق، المسرح الوطني، حصل على الجائزة الأولى، حيث كانت لجنة التحكيم برئاسة الفنان (منير بشير) و عضوية الفنان الكبير ( روحي الخماش) و غيره من كبار الفنانين العراقيين. مسابقة الأغنية الكردية (آلة الكمان) دهوك سنة 1985، مسرح شباب دهوك، حصل فيه على الجائزة الأولى، حيث كانت لجنة التحكيم تضمّ عددا من كبار الفنانين الأكراد من محافظة دهوك. مسابقة الربيع الأول (آلة الكمان)، نينوى سنة 1992، العراق مسرح جامعة الموصل، حصل فيه على الجائزة الأولى، حيث كانت لجنة التحكيم تضمّ عددا من كبار فنّاني محافظة نينوى. مهرجان بابل الدولي، العراق، المسرح البابلي للسنوات ( 1994- 1995- 1999). مهرجان الأغنية الشبابية الأول، بغداد سنة 2000، العراق، مسرح الرشيد. مهرجان الفحيص، الأردن، الفحيص سنة 2000. مهرجان دبي للتسوق، دبي سنة 2002، الإمارات العربية المتحدة. حاصل على وسام سموّ الأميرة وجدان علي المعظمة، عمان سنة 2003، الأردن. مهرجان شناص، ولاية شناص سنة 2004، سلطنة عمان. مهرجان الدوحة السابع و التاسع، الدوحة سنة 2005-2007، دولة قطر. La Palette Du Monde , France, La Bourboul Auguste 2012  Sodra teater , Sweden , Stockholm , October 2012  مهرجان المالوف - الجزائر ، قسنطينة 2013 مهرجان " معا يُمكننا منع التطرف والعنف " السويد ، مالمو 2016

بالإضافة لعدّة مشاركات عربية و أوربية أخرى.

 

أشهر أقواله في الموسيقى:

 

" عندما تدخل الموسيقى إلى النّفس تصبح روحا فلا تموت أبدا، بل تنتقل بين أروقة الذاكرة فتعيد منها ما يريد القلب أن يعيده، و ما تتمنّى النفس أن تجده، فتنضج كما ينضج العقل و القلب و الرّوح معا ليشكّلوا مع الموسيقى لغة الحبّ". "الموسيقى هي روح الحياة، لغة الحبّ و الإحساس.. لغة لا يمكن لأحد أن يفهمها و يُحسّ بها إلاّ إذا كان لديه فيض من الحبّ               و الإحساس".

 

الألبوم الموسيقي ألف ليلة و ليلة للكمان:

 

إنّه رحلة (نانا) الموسيقية من بغداد إلى إسطنبول.

يشمل الألبوم 13 محطة موسيقية ذات عناوين شيّقة، يروي قصص مختلفة عاشها و يشتاقها و يحنّ إليها، و هو يحكي معاناة الشعب العراقي.

سجّله في إسطنبول بتركيا مع فرقة الفنّان التركي المشهور (إبراهيم تاتليس).

بطل الألبوم الموسيقي (ألف ليلة و ليلة للكمان) هو الكمان مع الأوركسترا بكلّ الآلات الموسيقية الشرقية و الغربية التي مزجت بين الشرق و الغرب  و شكّلت ذوق فنّي رائع بإيقاعه و لحنه.

و كلّ مقطوعة لها قصّة و لحن و إيقاع و نوع من الآلات المرافقة للبطل الرئيسي (الكمان).

 

من هي نانا؟

 

(نانا) هو اسم لآلهة القمر عند السومريّين قديما في بلاد بابل و آشور         ( السومريون هم أقدم أمّة معروفة سكنت في بلاد بين النهرين،   و كانت سومر تشغل الجزء الجنوبي من بلاد بابل، أي الجزء الجنوبي من العراق الحالية) و هي آلهة مدينة (أور)، عبدها السّومريّون خاصّة في مدينة حران  و دُعيت في الأكادية باسم (سين) و قد عُرفت بثلاثة أسماء حسب دورة القمر (نانا و يرمز إلى البدر، أنسون بعد أسبوع من بدئه، و شيبا باراي عندما يصبح القمر هلالا). معروف أيضا باسم نانار   أو نانا و تعني المنير.

و كان اسم ملتجأ سين الرئيسي في أور هو "إي غيش شير غال"، أو "بيت النور العظيم"، أمّا الذي في حران كان معروف باسم " إي خول خول"،       أو "بيت البهجة". و هو ممثل على أسطوانات الأختام كرجل عجوز بلحية طويلة، و كان يرمز له بالهلال. و في النظام النجمي اللاهوتي فهو ممثل بالعدد 30، و كوكب الزهرة كابنته بالعدد 15. و من الواضح أنّ العدد 30 يمثّل الصّلة بالأيّام الثلاثين كالمدى المتوسط من مساره حتى يقف ثانية بالإرتباط مع الشّمس.

الحكمة الممثلة في آلهة القمر على نفس النمط هي تعبير علم التنجيم الذي تعتبر فيه ملاحظة أطوار القمر عامل مهم جدّا، أدّى لتأسيس مذهب ثلاثي يشمل سين و شمس و عشتار ، كتشخيص للقمر و الشمس        و الأرض كقوّة محرّكة للحياة.

 

أور

 

أور هو موقع أثري لمدينة سومرية بتل المقير جنوب العراق، و كانت عاصمة للسومريين عام 2100 ق.م ، و كانت بيضاوية الشكل تقع على مصبّ نهر الفرات في الخليج العربي قرب أريدو إلاّ أنها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر و ذلك بسبب تغيّر مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية.

تقع أور على بُعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوب العراق و على بُعد 100 ميل شمالي البصرة. و تُعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم. وُلد بها الخليل إبراهيم عام 2000 ق.م.

اشتهرت المدينة بالزقورة التي هي معبد لنانا آلهة القمر في الأساطير.

هيمنت الزقورة أو برج المعبد المدرج على السهل المحيط بأور، كان ارتفاعها الأصلي سبعين قدما.

تُعدّ زقورة أور التي قام ببنائها الملك أورنمو 2100 ق.م من أشهر الزقورات في بلاد الرافدين، جاءت الزقورة مخصّصة لعبادة إله القمر نانا. فقد كانت من أكثر الزقورات شهرة و الأكثر مقاومة و صمودا أمام الزّمن و آثارها ما زالت شامخة إلى يومنا هذا.

أور كانت أشهر مدينة في العالم و الآن هي مدينة شبه مهجورة و مخرّبة   و اختفت منها الأضواء التي كانت مُسلّطة عليها قديما، و لو أنّ نانا و أهل سومر يُشاهدون الحالة التي وصلت إليها لحزنوا عليها حزنا شديدا كأهل العراق حاليا الحزينون لما آلت إليه أور. 

 

المقطوعات الموسيقيّة التي تضمّنها الألبوم الموسيقي ألف ليلة  و ليلة للكمان:

 

"حازم فارس" كان يحلم و هو بعيد عن وطنه بصور و قصص واقعيّة مازالت تعيش في ذاكرته، فتبلورت الأفكار عنده ، و حوّلها لمؤلّفات موسيقية متنوعة قدّمها في ألبوم موسيقي بعنوان يجلب النظر "ألف ليلة و ليلة للكمان"

 

تضمّن الألبوم الموسيقي 13 قطعة موسيقية ذات عناوين رائعة و شيّقة     و هي 13 قصّة مختلفة ترويها لنا " نانا " ،بطلها الكمان مع الأوركسترا الموسيقية الشرقيّة و الغربيّة أي مزيج بين الشّرق و الغرب،سجّله في إسطنبول مع فرقة الفنّان التركي المشهور " إبراهيم تاتليس" نذكرها بتسلسلها:

نانا، نسمات اللّيل، أُمنيّات، خشّأبه، وطن، إبتسامة، ألم و أمل، سنين العُمر، البصرة، غريب، أمّي، أور، العيون السّود.

الألبوم الموسيقي "ألف ليلة و ليلة للكمان" يحمل في طيّاته رسالة حبّ للعراق و قصص و ذكريات و حنين بموسيقى رائعة و خلاّبة تسافر بنا مع كلّ قطعة موسيقية بما ترويه لنا و ذلك الخيط الرفيع من شكوى الكمان فيها    و حنينه لذلك الزمن الجميل الذي بات في طيّات صفحات الزّمن الماضي، لكن  و بلمسات سحرية لأنامل عاشق الكمان "حازم فارس" على الأوتار يشجو بأعذب الألحان فيروي لنا و يحكي بطريقة مختلفة ما يجول في أفكاره و عواطفه    و حنينه لموطنه الحبيب العراق بتراثه العريق و محافظته البصرة و يأخذنا لأور أيضا.

امتزج في الألبوم الموسيقي الآلات الموسيقية فتشكّلت في كلّ قطعة موسيقيّة لوحة فنيّة رائعة بطابع عصري حديث غنيّ بالألحان الشرقيّة المتنوّعة مقاما و إيقاعا و لحنا، فجسّدت كلّ آلة شخصيّة مختلفة عن غيرها لتحقّق دور الشخصيّة المرسومة في القصّة ترافقها مجموعة من الآلات الموسيقيّة التي وُضعت بشكل دقيق و علمي لتُناسب دورها المطلوب في القصّة.

 

نانا:

كلّ قصيدة لا تحوي حُروف اسمك ليس لها معنى، و كلّ لحن لا يمرّ عبر قلبك.. و لا تقتبس ضوءه من عيونك منسيّ.. أنت يا من أغلقت باب القلب على كلّ الألحان و القصائد.. أحبّك.

 

بطلة القصّة : نانا و التّي جسّدتها آلة الكمان.

 

إنّها نانا آلهة القمر و هي تقصّ علينا أسطورتها ، يجعلنا الكمان نسافر عبر الزمن و نعود لحضارة سومر و شعب أور العريق فندخل معبدها.

جعلتنا آلة الكمان نستمتع بلحن الحبّ من خلال نوتات أوتارها السحرية، ذلك الحبّ الذي يسري عبر الأزمان لنانا التي هي روح الرّوح و نبض القلب و ربيع العمر. نانا التي هي برّ الأمان حيث العمر من دونها يصبح ضائعا .. نانا لحن الحبّ و الوجود .

 

نسمات الّيل:

حين أدرك اللّيل بأنّ الأرق يُحيطني، عطفت عليّ نجماته، و راح القمر ينسج ضوء عيوني برذاذ.. أشمّه نسمات ذكّرتني بعطرك.

 

أبطالها: آلة الأوكورديون و آلة الكمان.

 

موسيقى تجعلنا نشعر بنسمات الليل العليلة من خلال آلة الأوكورديون، نتمتّع بضوء القمر في سماء صافية، و نجوم تسطع في العلياء..

نسمات الليل تجعلنا نتأمّل الكون في السّكون، نسافر عبر أحلامنا بعيدا عن الواقع، و الليل هو موسيقى الكمان التي تحكي ما للّيل من حكايات لا تنتهي فاللّيل يبُثّ حنينا و أشواقا للأحباب و الغائبين.

ليل يُناجي فيبعث رسالاته بتلك النسمات التي تزفّ كلماته.

 

أمنيّات:

سأجمع كلّ أوتاري و سآتيك.. أراقصك ظلاّ.. منتشيا.. لأنّك حقيقة شكّلتها روحي.. ليتك كُنت..

أبطالها: آلة القانون، آلة الناي، آلة الكوله (من عائلة الناي)، آلة الكمان.

 

عندما نستمع للموسيقى نشعر بوجود الأوركسترا و مجموع الآلات التي تشكّل مزيجا رائعا.

على المستمع أن يغمض عينيه فيشعر بأصابع عازف القانون و نغماته، يحس بالنّاي و ما يبثّه من حنين و أنين، يحسّ بآلة الكوله، و يشعر بالبطل الكمان و أوتاره السحرية و هو المحرّك الروحي للموسيقى.

 

أمنيّات هي موسيقى تتوق للزّمن و الزّمان الجميلين، حيث الطفولة      و البراءة و تلك الأحلام الجميلة، أمنيات لربيع لا تذبل أزهاره، أمنيات لفرح   و سعادة نتمناها ألاّ تنتهي.

 

خشّابه:

هذا اللّحن الذي ينزف رقصا.. صفاءه يرتعشُ من فضاء البصرة.. و نغماته مويجات شطّ العرب.

 

أبطالها: آلة الخشبة الإيقاعية، آلة الكمان، آلة القانون.

موسيقى تراثية لخشابه البصراوية، من التراث العراقي الأصيل فيها آلة الخشبة الإيقاعية.

تطير بنا بعيدا إلى البصرة حيث الهواء العليل للنخيل و موسيقى الماء العذبة حيث التراث العريق و الأصالة دون أن ننسى التقاليد التي تتميز بها البصرة.. من خلال الموسيقى نشعر و كأننا في البصرة وسط جمهور غفير من الناس بكل ما يحملونه من فرح و أصالة بعزفهم موسيقى تراثية عريقة خفيفة الظل و الروح تحيي النفس و القلب و الروح. 

 

وطن: 

كأنّك و الحزن منحوتتان في لوحة واحدة.. كأنّك ذاكرتنا التي أرهقتها ضربات الأيّام.. فكيف نُغادر منك إليك يا وطن؟

أبطالها: آلة الكوله (من عائلة النّاي) و هي تُمثّل العراق، آلة الكمان     و هي تُمثّل الشّعب العراقي.

 

موسيقى تشعرنا بالبعد شبه القهري عن وطن حبيب ننتمي إليه.. وطن فتحنا عيوننا فيه..و طن تتلمذنا على عاداته و تقاليده و أصوله..وطن نشتاق لشمّ ترابه..وطن نبكي شوقا إليه و حنينا بصُبابة لا توصف..

هو الوطن الأمّ حيث الأحباب و الأهل و الأصدقاء..

وطن يعيش الحزن و الآلام منذ القدم، و منذ عصور مضت و مازالت عيونه دامعة لكثرة الفقدان..

وطن عاش فترات عديدة حزينة و أليمة..

وطن يصبو لأفراح بدل الآلام التي لا تنتهي.. 

موسيقى وطن جسّدتها آلتان حزينتان تبُثّان حزنا عميقا مستأصلا في الوجدان منذ بداية تأسيسه.

 

إبتسامة: 

ستراقصك النّسمات لأنّك أجمل الإبتسامات.. تعالي، فبدونك لا يكتمل الفرح.

 

أبطالها: آلة الكلارينيت تُجسّد الرجل، آلة الكمان تُجسّد المرأة.

 

موسيقى رائعة و خفيفة تتحدّث عن شخصيّة الرّجل الذي يعشق حبيبته في القطعة الأولى.

و تحكي قصّة رجل و امرأة يُحبّان بعضهما فالمرأة هي آلة الكمان و الرّجل هو آلة الكلارينات.

فرغم زحمة الشغل و الحياة و الرّبكة التي هما بها يجتمعان لمدّة         3 دقائق يرقصان فيها و تُسمّى دقائق الحبّ – ابتسامة -  

موسيقى رائعة روعة خفّتها و معناها و المحبة و البسمة التي تنشرها  و نحن نستمع إليها، موسيقى تجعلنا نشعر بسعادة خفية و فرح داخلي لا يوصف .. إنّها ابتسامة حقيقيّة بمعناها و موسيقاها و عزفها الرائع.

 

ألم و أمل:

تٌلوّح لي بكفّك من بعيد.. كأنّك تٌعانق روحي.. تغسلها بمطرك الذي يُذيبُ تلال الألم.

 

أبطالها: آلة الكمان تُجسّد الألم، آلة البيانو تُجسّد الأمل.

 

ثلاث أحرف مشتركة في العنوان (ألف، لام ، ميم) كلمتان مركبتان تركيبا مختلفا أحدها ألم و الأخرى أمل متضادتان في المعنى أيضا.

كلمتان ذات معنى عميق جدا بما تحملانه في حروفهما الثلاثة فقط.

موسيقى تذهب بنا لمسارين إثنين حيث الحزن المنبعث من الكمان الآلة الموسيقية التي تجسّد الألم و الأنين في محطّات شتى من حياة الإنسان في العراق الحزين لكثرة  الجراح التي جعلته ينزف.. فيأتي البيانو و ينزع الحزن و يبعث الأمل و يأتي بربيع و أزهار فرح يزرعها مكان الوجع لمستقبل العراق المنتظر.

معزوفة موسيقية لها نكهة خاصّة تجعلنا في جوف الحزن لتخرجنا لعمق الفرح المنتظر.

موسيقى أسمعها مرّات عديدة يوميا و أنام على موسيقاها. 

 

سنين العمر:

لو أنّ عكّازك سرد كلّ الحكايا، لظلّت أناملي تعزف لحنا لا ينتهي.. لأنّك تقف بين عينيّ.. شامخا تُعلّمني حروف الهجاء.. ثلاثة.. أ.. ب.. ي.. أبي، عذرا.

 

بطلها: آلة الكمان.

 

موسيقى حزينة تحنّ لصدر الأب الدافئ، المعلّم في دروس الحياة..

إنّه الأب الذي يحمينا من شرور الزمان و يفتح لنا ذراعيه كلّ مساء و هو عائد من يوم متعب شاق.. فنتوسّد صدره أمانا كالطيور في أعشاشها.

موسيقى تأخذنا بعيدا جدّا شوقا للسند الوحيد الذي علّمنا الكثير من الدنيا.. و من خلالها نشعر بتلك العبرات الصامتة للكمان بدمعاته.

 

البصرة:

لم الظّمأ؟ و أنت تأريخ هذا النثر.. لك وحدك تشمخ الرؤوس.. فمن أبقاك جذعا خاويا؟ و صرت حطبا بعد أن كنت منارة للرّطب..

أبطالها: آلة القانون، آلة الكمان.

 

إنّها البصرة الحبيبة على القلب و الفؤاد، الساكنة في الشريان..

هي موسيقى عذبة عذوبة نخيلها و واحاتها و ظلالها بنسيمها العليل        و نهرها و منارتها الشامخة على مرّ الزمن.

موسيقى البصرة هي شوق لمسقط الرأس و نسمات الأحاديث و الأحباب  و الأصدقاء.

إنها المعلّم الأول للدروس و الموسيقى و الذكريات الجميلة و الحزينة في نفس الوقت..

موسيقى رائعة يبثّ فيها عاشق الكمان شوقه لزمنه الجميل فيها و ما يحمله من ذكريات طفولية عنها ففيها فتح عيناه على الدنيا و العالم و فيها تتلمذ و درس و منها هاجر و يحنّ إليها.

 

غريب:

أيّ الدّروب سيختزل خطواتي.. و العمر ترسمه أوراق الخريف.. أنفاسي الثّقلى تستعيرها غربتي منّي.. فمن يعيرني رئتيه كي أصل؟

 

أبطالها: آلة القيتار التي تُجسّد الزّمن، آلة الكمان التي تُجسّد الغريب عبر الزّمن.

 

موسيقى حزينة منذ بدايتها حيث الكمان ينشد موسيقى جد حزينة بأشجان و توق و حنين و يبثّ آلام غربته في ديار غير دياره و صاحب الأذن الموسيقية سيشعر بأنين بكاء صامت لكثرة الترحال و البعد و القهر و جراح قلب لفقدانه وطن انتمى إليه و يحنّ للعودة إليه.

غريب موسيقى تبثّ آلام الغريب في بلاد الغربة حيث تُنفى الروح عن موطنها الأصلي و تُبعد عن أمانها و استقرارها الذاتي..

غريب هي موسيقى الغريب في بلاد غير بلاده و هو في منفى عن أهله   و أحبابه و كل ما ينتمي إليه.

غريب هي موسيقى تُدمع العين إذا ما استمع لها القارئ و تغلغلت في أعماقه فيشعر بشكوى الغريب و دمعاته و معاناته . 

 

أمّي:

تحملينا بين أضلاعك نحن أبناءك الذين أرهقهم الفراق.. كأنّك تُهيلين التّراب عطرا و رفئا.. و رذاذا يغسل ذنوبنا.. فكيف نُعوّضك و أنت مُختصر هذا الكون؟

 

بطلة القصّة: آلة الكمان التي هي الأمّ.

 

موسيقى أمّي هي رثاء فقدان الأمّ الغالية و الحبيبة بموسيقى الكمان الذي يحنّ لفقدانها و حنانها، يحكي كيف كان طفلا و تعذّبت لتجعله ابنا بارّا و هو يتألّم لفقدانها بعاصفة حزن جارفة و لا يُصدّق أنّها باتت بعيدة و لن تعود حيث ذهبت .. هي الكون  و الحب و العاطفة و الحنان..يشتاق إليها فيشتمّ ترابها الذي يشدو عطرا و دفئا بمحبّتها.

لم تعد موجودة في الواقع، يُغمض العين فيراها فيزيد عذابه و يشدو موسيقى تتقطّع لها الأنفاس لما تحمل من حزن عميق في الوجدان..

رحم الله أمهاتنا و أسكنهم فسيح جنانه.

 

أور:

من سلبك هذا البهاء؟ من بعثر تاريخك في العاصفة؟ حُزني أنّك أصبحت بعيدة.. حتّى عن الذّاكرة..

 

أبطالها: آلة القيتار السّومريّة تُجسّد حضارة سومر، آلة الكمان تُجسّد مدينة أور.

 

إنّها أور معبد نانا آلهة القمر  ما كانت عليه من بهاء و ازدهار و تاريخ عريق لا يضاهى على مرّ العصور..

موسيقى أور بآلتها السومريّة العريقة القيتار تُثبث أصالتها و قدمها في تأريخ سومر  و يأتي الكمان فيبُثّ ذلك الحزن لما آلت إليه أور حديثا من إهمال    و هجران حتّى أصبحت شبه خراب..

موسيقى عميقة جدّا عمق تاريخ أور المجيد بزقورتها العريقة و معابدها      و أهلها..

تجعلنا نسافر عبر الزمن و التاريخ مع عزف حازم بسحر الكمان و نسمع شكواها من غدر الزمن فبعد عزّتها و مجدها أهينت و لم تعد الأضواء مسلّطة عليها كما كانت في ذلك الزمن الجميل..

موسيقى تاريخية و فيها ذلك الخيط الرفيع من الحزن للفراق و الهجرة و الإهمال. 

 

العيون السّود:

ناظم الغزالي.. كيف تركت عيونها بانتظارك كلّ هذه السّنين.. و أورثتها لحنا..تُغنّيه حتّى و هي صامتة؟

 

أبطالها: آلة الزرنه، آلة الكمان.

 

موسيقى خفيفة و عراقية أصيلة روعة ما توصّله لنا من معاني..

هي العيون السّود للمرأة العراقية بإثمدها حيث تغنّى فيها الكثيرون و كتب عنها الشعراء و قُتل لأجلها المحبّون و غرق فيهما العشّاق.

موسيقى عيون عراقيّة حقيقيّة..

 

كلمتي أخيرا:

 

سلمت الأنامل السحرية للمبدع و الفنّان المتألّق حازم فارس عاشق الكمان لعزفه الرائع جدّا من خلال 13 قطعة موسيقيّة بعناوينها الشيّقة      و حكاياتها الرائعة جدّا و في كلّ معزوفة قصّة و درس و عبرة و حزن و فرح.

كلّ موسيقى تأخذنا بعيدا و تسافر بنا حيث نجد أنفسنا نهيم و نحن نستمع لروعتها الرائعة فتحيي أرواحنا التائهة.  

و  حازم فارس هو عاشق الكمان اسم على مسمّى أتمنّى له النّجاح في مشواره و التألّق الدّائم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36792
Total : 100