بغداد – يرى نواب في البرلمان العراقي أن العلاقة بين قادة الكتل السياسية والحاكمين اليوم في العراق لا تسير أبدا وفقا للصورة العدائية التي تظهر عبر وسائل الإعلام، بل أن العلاقة بينهم محكومة بأتفاقيات سرية لا يعرفها سوى الخط الأول في الكتل السياسية الكبيرة الحاكمة اليوم في البلاد.
ويبين النواب أن الصراعات الإعلامية التي تدور في الغالب بين الكتل السياسية، يعود أغلبها لأمور شخصية بحته بهدف الحصول على المزيد من المكاسب والمنافع، في حين أن توزيع الثروات والمناصب السياسية محكوم بأتفاقيات سرية لا يستطيع أي سياسي عراقي أن يتجاوزها كونها أعدت في بريطانيا قبل إحتلال العراق بسنوات وأن الأشخاص الحاليين مجرد بيادق صغيرة، تنفذ أجندات ومصالح الدول الإستعمارية الغربية وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا.
وكشف النائب عن الاتحاد الاسلامي الكردستاني عزير حافظ، عن وجود اتفاقيات سرية بين قادة الكتل السياسية، مشيراً الى أن ورقة الاصلاح والاجتماع الوطني مجرد "حبر على ورق".
وقال حافظ في تصريح صحفي: إن الاجتماع الوطني وورقة الاصلاح مجرد حبر على ورق وأن الحديث على الاصلاحات مجرد كلام عام يستخدم في الاعلام. وأضاف "هناك اتفاقات سرية بين الكتل السياسية حول توزيع الثروات بينهم وتقسيم الموازنة إضافة الى اتفاقيات خلف الكواليس لا يعرفها إلا عدد قليل من قادة الكتل السياسية ولا يمكن اعلانها أمام الشعب لانها تهم مصالح الكتل وليس المصلحة الوطنية للبلد".
واشار النائب عن الاتحاد الاسلامي الكردستاني الى أن "الكتل السياسية لو ارادت تطبيق الاصلاحات لبدأت منذ الان بتقديم الخدمات والمشاركة الحقيقية لكل الكتل في القرار السياسي". وبين أن "الكتل السياسية تستخدم التصعيد الاعلامي والسياسية من أجل الحصول على مكاسب شخصية".
وتترقب الكتل السياسية المتخاصمة عودة رئيس الجمهورية جلال الطالباني الاسبوع المقبل من رحلة علاج في المانيا، من أجل البدء في دورات من المباحثات المكوكية التي توهم المواطن العراقي بأن الكتل السياسية جادة في الوصول لتفاهمات مع الشركاء فيما يسمى"العملية السياسية"، فضلا عن الترويج لما يسمى ورقة الإصلاح السياسي التي قدمها التحالف الوطني الحاكم كحل أخير لتجاوز الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد من باب توزيع المكاسب من جديد وفقا لتلك الإتفاقيات السرية بين الكتل السياسية.
وأكد النائب عن التحالف الوطني محمد كاظم الهنداوي، أن "تطبيق ورقة الاصلاح سيبدأ بعد عودة رئيس الجمهورية أو تكليف بديل عنه لرئاسة المؤتمر الوطني"، مشيراً الى أن "ورقة الاصلاحات ستكون عصا سحرية لحل المشاكل العالقة".
وقال الهنداوي في تصريح صحفي إن "ورقة الاصلاحات طرحت منذ أكثر من شهرين إثر خلافات عصفت بالعملية السياسية وطالبت الكتل السياسية من خارج التحالف الوطني وبالإصلاحات ما جعل التحالف الوطني يقدم تلك الورقة لحل المشاكل العالقة".
وأضاف أن التحالف الوطني قدم الورقة بغياب رئيس الجمهورية جلال الطالباني الذي رعا المفاوضات ودعا الى اللقاء الوطني، لكنه غادر البلد لأسباب صحية، مشيراً الى أن تلك الورقة سيكون لها وجود على ارض الواقع بعد اقناع الكتل السياسية بالإصلاحات وعودة طالباني أو تكليف من يمثله لترأس المؤتمر الوطني.
وقال النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية حسن جهاد، إن ورقة الإصلاح التي طرحها التحالف الوطني لم تتقدم خطوة عملية واحدة. وأضاف جهاد في تصريح صحفي: أن الكتل السياسية ماتزال تتحدث عن ورقة الاصلاح، دون ان ترى خطوة عملية لتنفيذ، وانها ماتزال بانتظار تنفيذ هذه الورقة.
وأكد ان النقاشات مازالت تدور حول ورقة الإصلاح داخل التحالف الوطني نفسه، لاسيما وهناك خلاف بين ائتلاف دولة القانون وبين التيار الصدر يحول تحديد ولاية رئيس الوزراء بولايتين. واشار الى أن هناك مؤشرات تدل على تعثر ورقة الإصلاح السياسي وفي مقدمها رفض المالكي تعيين الوزراء الأمنيين.