يا أصحابَ الفكِّ السّائب . . . !
ما كانَ الوطنُ فيْئاً لقبيلة . . .
إرثاً لأبيكم . . .
صكاًّ لحاملِه يُصرَف . . .
يُهدى . . . ُينهَب . . .
. . . . .
مَهْلاً . . .
كيفَ أنتم وساعةً رُهنتْ عقاربُها ؟
اللّعنةُ
أنتم تزدردون . . .!
تزدردونَ آخرَ ما فيه
بلا خجلٍ . . .
. . . .
.وبعد اللّعق . . .
تتفكهونَ بخبثٍ ماجن . . .
(أكلتُ السمكةَ حتى رأسها )
وتسبون ابنَ الفرّاء ومَنْ حولَه . . .
. . . . .
يا أصحابَ الفكِّ السّائب . . .
ماذا أبقيتمْ لحفاةٍ ؟
قامرَ فيهم
زمنُ الأوغادِ طويلاً . . .
كان الوهمُ قد سدَّ جميعَ حوائِجهم . . .
بيتاً . . .ثوباً . . .خبزاً . . .
ثدْياً لرضيعٍ لا يهدأ . . .
. . . . .
في الرّملِ رؤوساً
لا تخفوا . . .
فما بين ( القوسين )
يفضحُ ما أُخفي . . .
وطاقيةُ الإخفاء . . .
لم تعدْ تُخفي شيئاً . . .
. . . . .
وقبل أن يأتي بعدُ . . .
فتحَ علي بابا باباً . . .
كشفَ أسماءَ خليتِه . . .
لم يكملْها . . .
فكبارٌ
بين الأسماء . . . !
وكبيرتُهم تَصغُرُ في الميزان . . .
وهذه. . .
من أعمدةِ الحُكمِ المشروعة . . . !
. . . . .
ماذا أبقيتم لحُفاةٍ ؟
استبقوا الموعودَ وما وهنوا . . .
بدمٍ يعرفُ بعضَ وجوهٍ منكم . . .
ولا تافهَ في أوراق التحقيق . . .
. . .
فيهم مَنْ باعَ كِلاهُ بمعدودٍ . . .!
واستشفى
بباقةِ بَصَلٍ وشعيرٍ . . .
واقتاتَ الصّومَ ليلَ نهار. . .
في محرابِ الرّفضِ المحظور . . .
. . . . .
ازدردوا . . .
ما شئتم . . .
لا ترتابوا . . .
لا تستثنوا ما بين الشّاطر والمشطور . . .
لا وقتَ متبقٍ للتّمييز . . .
فالوطنُ قطعةُ حلْوى . . .!
والوطنيةُ كذبةُ نيسانٍ . . .!
وحبُّ الشعب . . .
وصفةُ طبٍّ جاهزةٌ . . .
تُصرَفُ دوماً بالمَجان. . .!
وبشمتمْ . . .
والحُبلى لاتُخفى أواخرُها . . .
وَمَنْ يأتي سِفاحاً يتعافى . . .
. . . . .
النواطيرُ
سُرِقَتْ أعينُهم. . .
وابتلعوا آخرَ كلماتِ التّهديد . . .
ناموا . . .
ولا جدالَ في دفعِ الفدية . . .
سلالٌ بلا عنبٍ . . .
والباقياتُ
بِيعتْ لمواسمَ أُخرى . . .
فالثعالبُ
تُحسنُ فنَّ التدبيرِ في كلِّ زمان . . . !
. . . . .
مَنْ منكم
أبدلَ جلادٌ لهُ جلداً . . . ؟
مَنْ لاطمَ شرطياًّ في بيته ؟
مَنْ منكم
كان رقماً عَبَرَ زنزاناتٍ موبوءة . . . ؟
من باعَ قميصَه برغيفٍ ؟
مَنْ منكم
شتم جلدَهُ ثوبُهُ . . . ؟
مَنْ سلبوهُ ترابَ سجودِه. . . ؟
مَنْ منكم
مَنْ جرَبَ طعمَ الموت في غُرفٍ حمراء؟
. . . . .
يا أصحابَ الفكِّ السائب . . .
تعلّمتُ السّبّ
وفنَّ الشّتمِ . . .
وما فوقَ وما تحت . . .
مذْ طالعتُ سيرَتَكم . . .
أعرفتُم . . .
ماذا. . . ؟
لو أنَّ جناةَ التاريخ . . .
زناةَ البلدان . . .
حرّاسَ الزنزانات . . .
تابوا . . .
قُبِلَتْ . . . !
وما قُبِلَتْ منكم . . . !!
. . . . .