يا ولاية الثالثة، إني أخاف مجيئك لأني أخاف مجيء صدام الجديد !! اني أخاف مجيء صدام الجديد لأني عشت حياتي مع صدام القديم، كان يقاتل ابناء الشعب بكل اسلحة الحضارة ، كان ينفق اموالنا وقوتنا على غيرنا من الشعوب والدول ، وعلى المغامرات والمؤامرات وعلى الجيوش التي تقاتل عدوا واذا قاتلته او قتلها فلن تنتصر ، وعلى اجهزة المخابرات والامن والتجسس، وعلى الرشوة لشراء الحكام ،ولشراء المذاهب والمواقف ،لبيع المواقف والمذاهب ،انها الرشوة التي لم يملكها ، كان يعرض ذاته وهيبته وحشيته وكبرياءه في كل يوم في الاعلام والتلفزيون والإذاعة من خلال الرقص فوق كل المخاطر الحماقات والالام والمخاوف يرقص لها ان ترقص له ، لا يستطيع ان يكف عن التحرش بالخطر ، كان يحارب ذكاءنا وحرياتنا بكل مواهب الحضارة وفنونها وذكائها وإغراءاتها الهائلة.
واليوم نتفاجأ بنقض المحكمة الاتحادية وبأجماع كافة اعضائها قانون يقضي تحديد ولاية رئيس الوزراء العراقي بولايتين فقط كون ان هذا القرار مخالفة دستوريه ، وقد تكون في راي اعضاء المحكمة انها مخالفة من الطراز الاول للمخالفات الدستورية ، هذا الدستور الذي يجب احترامه لا بل يجب تقديسه من جميع اطياف الشعب العراقي . ولكن تعامل معه القانونين والمستشارين والقضاة مثل ما تعامل وعاظ السلاطين مع القران الكريم والسنه النبوية الشريفة ،ونتيجة لهذا القرار راح اعضاء دولة القانون يتحدثون عن قرار المحكمة وكأنه نصر من الله لدولة القانون، و ان مجلس النواب قد شرع هذا القرار ضد دولة رئيس الوزراء المحترم .
قد يكون الخوف من تولي دولة رئيس الوزراء لولاية ثالثه مبالغ فيها ، وقد يكون الافضل في المرحلة القادمة ، كون اصبح لديه مهارات وخبرة في ملف رئاسة الوزراء ،وكذلك اصبح لديه امكانيات برتوكوليه مع دول العالم ، ومعرفة حقيقية بالملفات الداخلية لكافة اطياف الشعب العراقي ، و انه رجل صاحب دين لا شك في ذلك . كل هذه مدخلات تجعل منه الافضل في ادارة المرحلة القادمة . او قد لا يرشح دولة رئيس الوزراء للدورة الثالثة اصلا .
ولكن القاعدة تقول الثابت متغير ، ونحن شعب نعاني من مسلسل المؤامرات والمغامرات من الداخل والخارج ، وهذا يعني اننا قد نأسس لعودته شئنا ام ابينا ، كان من الافضل للمحكمة الاتحادية التعامل مع هذا القانون بروح الدستور لا بنص الدستور وكما تعاملوا مع السابقات اوان يقرر مجلس النواب مرة اخرى عرض هذا القانون على استفتاء الشعب حتى لا يعود صدام الجديد ، ان الثمن الذي دفعه الشعب العراقي من اجل التخلص من صدام القديم كان كبيرا جدا ، وهناك كثير من الروايات عند اليهود تؤمن بعودة فرعون ، وعند الاسلام روايات تؤمن بعود السفياني . وانا اخاف عودة صدام الجديد او عودة دكتاتور الجديد .
مقالات اخرى للكاتب