في أكثر من تقرير , قيل بأن 850 مليار دولار من اموال العراق ضاعت منذ عام 2003, والمصيبة أن مصيرها يبقى مجهول ما دام توكيل مهمة البحث عنها مناط بهيئات و لجان أعضاؤها ورؤوسها من الشلة نفسها, اي أن قبض الحساب من دبش .
يتوهم من يعتقد بان سيد دبش سيعيد الاموال نادما او تائبا لأنه أدنى من أن يفعلها, لكن الفيزياء التي هيأت لدبش فرص اللغف,هي نفسها التي ستوقظ الشعب ليُمسك بمطرقة العداله(من اين لك )مقتصا من نشالين ناموا زغب الحواصل فأيقظتهم مصالح الغرب الدنيئه على جسد بلد مستباح ,ما شايف و شاف(اللي شافه) وأخترع, تحت عباءة الدين والمذهب والقوميه مارس هؤلاء النشالون ما لم يمارسه الطغاة , تبادلوا التغطيه على سرقاتهم التي ستتضح تباعا لامحال عند تبادل الاتهامات فيما بينهم ,حينها سيتعرى الطناطل, فتسود وجوه وتنصع أخرى, وقتها سوف لن يشفع مدحت المحمود احد من غضب الثكالى والايتام.
مع إنهيار نظام صدام, نهضت أسعار النفط فانتعشت ميزانية العراق بشكل غيرمشهود, لكن أوضاع الشعب لم تتعدى عتبة العوز والازمات : حيث نسبة البطاله فاقت المعقول مع تفشي الأميه مع انتشارالامراض المستعصيه وضعف اداء المشافي وشحة الأدويه الصالحه وكثرة الفاسده , مواد البطاقه التموينيه إن توفرت فهي فاسده, هجرات ونزوح على قدم وساق, قتل وتهجيرعلى الهويه,لا مشاريع سكن ,لا بناء ولا ترميم للمدارس ,رواتب المتقاعدين والرعايه الاجتماعيه في ادنى مستوياتها وقلما تصرف لمستحقيها , الزراعه شبه منعدمه , جفاف الرافدان,عدد المصانع التي تم تشغيلها دون الصفر لان الكثير منها تم تعطيلها , شوارع مدن العراق وبلداته بدون تبليط, لا قطارات ,لا طائرات نقل,لا باصات نقل الركاب,اطباء ومهندسون ومدرسون يعبرون الحدود هربا , جامعات خاويه من تدريسييها , بلد من دون جيش وطني يدافع عن امنه وحدوده ,ميليشيات تملأ الشوارع , مافيات متعددة الجنسيات وداعش تعوث بالعراق , القائمه تطول والميزانيه السنويه 130 مليار دولار!!
اليوم و ساعة الصفر دقت لتعلن هبة الشعب بوجه مصاصي دماء المواطن الذي لو تجرأ و سأل عن اسباب ضياع المليارات يأتيه الجواب من رئيس الكتلة (س او ص) بأن فسادا قاتلا استشرى في اروقة العراق سببه بقايا نظام البعث التي لا تريد للعراق التقدم, يا لها من كذبه وكأن مجلس قيادة الثوره هو الحاكم في العراق!!
من ضمن ما تشير اليه تقارير الساعه, هو ان تعداد حمايات السيد عمار الحكيم بلغ 1600 فرد يتقاضون شهريا مليارين وثلاثمائة وستون مليون دينار, عدا راتبه الشهري وتكاليف سيارات حماياته, كلها تؤخذ من وزارة الدفاع. يا ترى ماالذي يربط بين ازلام البعث وبين هذا الهدر بالمال العام ؟ أم بحسب القوانين البعثيه الصداميه خصصت الرواتب الملياريه كي نلقي تبعات الفساد على البعث ؟ ثم بحسب اية فتوى تمنح الخمسين مليون دينار لمعالجه بواسير البرلماني المعمم ومثلها حالات كثيره ما بين عمليات التجميل والترقيع والترشيق ونفخ الأخاديد , فضائح كهذه توحي بما لا يقبل الشك بان الشعب ينتخب برلمانا بمثابة حاضنه تفقس صواصي الفاسدين يتم توزيعها في مرافق الدوله , فتكبرالصواصي ويكبرمعها حجم الفساد والعراقي يئن من كثرة أوجاعه.
مام جلال , شافاه الله من مرضه ,عرفناه مناضلا قوميا مخضرما قضى سنين نضاله متنقلا بين مقارعة نظام الحكم في بغداد تارة , وبين مهادنة النظام ضد رفيق دربه (المرحوم الملا مصظفى البرزاني) وتشكيل فوج جحوش 66, ناهيك عما حكته لنا مذابح بيشتاشان ,تم تعيينه رئيسا للجمهوريه العراقيه بصفقات مريبه وبرواتب خياليه تتعلثم شاشة الحاسبه وتتجمد عندما تحصيها حتى في رقاده متقاعدا لاكثر من عام في احد مشافي المانيا,اما رواتب نوابه وافواج حماياته ومستشاريه , يقال بانها تكفي لتوفير حصة تموين عام كامل لسكان محافظه بأكملها ! ولو سئل مام جلال لماذا كل هذا الترف يا سيادة الرئيس؟ يجيب كعادته منكتــّا : كل الرعيه سويه وهذا من فضل نضالي العتيد!! عذرا سيادة الرئيس المناضل هذا كله مسروق من قوت الشعب ومن موارده النفطيه.
السيد نوري المالكي عارضَ النظام السني, نعم النظام السني وليس البعثي كما يروج ,جاءت به فيزياء السياسه اللعينه رئيسا لوزراء العراق, استبشرنا به خيرامجبرين ,فشاهدناه في صحون الحسينيات يضرب على صدره مغمضا عيناه بخشوع مفتعل ليعيد مشهد مقتل الحسين في انظارو قلوب محبيه ويفتح عليهم جحيم ابواب فواجع كربلائيه متتاليه ,أيعقل ان يغدو العراقي بهذه السذاجه كي يخذله الصغار ويخدعوه بلطمة كف وتغميضة عين ماكره!!
عندما نحصي تكاليف رئاسة ابا إسراء مع نوابه ومستشاريه وحماياته وسياراتهم ونثريات مكتبه ومصفحاته, يقول المخمنون بأن راتبه الشهري يعادل ستة الاف راتب موظف حكومي ومئتي ضعف راتب أوباما , واخرون يقولون بان ماليته تجاوزت مالية العائله المالكه البريطانيه بأكملها, طيب ابا اسراء إن كنتم لا تحسبون حسابا ليوم الدينونه , ماذا عن الشعب لو سألكم , من اين لكم هذا كله ؟هل جئتم به من سوريا؟
أما تفاصيل هدر الوزراء لمال العام , تصوروا حتى الحاسبه تتعطل من ثقل الأرقام الخياليه والحديث سيطول لو أحصينا تكاليف مناصب وكلاءهم بمستشاريهم و مفتشيهم ومدرائهم العامين وبرطلات المقاولين الكبار والثانويين وكومشنات السماسره لاتمام عقود الاستيراد , كل ذلك من نفطات الشعب التعبان , أليس من حق هذا الشعب أن يكفر بتلك الساعه التي وهبتنا فيها الطبيعة نعمة النفط التي اصبحت نقمة ونكدعلى اجيالنا؟
في زياره لي الى لندن, خرجت أتمشى مع صديقي السماوي في شارع (أدجوار روود) المشهور, راح صديقي يصف لي شهرة هذا الشارع و محلاته التجاريه الضخمه, قاطعته بسؤال :هل هذا هو الشارع الذي غزاه نوابنا ووزراؤنا ومسؤولي هيئة النزاهه بشراء العمارات والمحلات التجاريه فيه؟
أجابني الصديق مقهقها : " يا ليتهم اكتفوا بهذا الشارع, هنالك شوارع ارقى في سنتر لندن , اشترى فيها مناضلو الغفلةوهيئات النزاهه عمارات وشقق ومحال تجاريه فارهه, احدهم وهو صدري الهوى, كان قبل سقوط صدام يشتغل بائعا في احد محلات الموبايلات , الا انه وباموال نفطات العراقيين المسروقه وهيئته اللا نزيهه اشترى اكثر من عماره واكثر من محل تجاري والعلم عن الله كم هي حساباته البنكيه , وعندما يساله الناس هاي منين دبرتها كلها؟ يجيبهم وبكل صلافه وبالعلن , شتريدون مني؟ روحوا كولوا عني حرامي"" .
إذن يا ترى علام الحزن على انخفاض اسعار النفط يا عراقيين ؟ هل يراد منا ان ننتظرارتفاع سعر البرميل الى 800 دولار كما توقع احد الخبراء الروس كي نطالب الحكومه بتوفير رواتب للمتقاعدين وللرعايه الاجتماعيه, ام نطلب من الرب تجفيف منابع النفط كي يقينا شر الحراميه والدجالين وليعود العراقي الى كرامة أكل التمر واللبن والبلوط وركب الجمل ؟
الوطن والشعب من وراء القصد
مقالات اخرى للكاتب