ليس بجديد على المثقفين والمتابعين عند القول بان الاعلام الالكتروني بات يمثل ثورة رائدة في مجال إيصال المعلومة الى المتلقي بغض النظر عن ماهية تلك المعلومة فكيف اذا كان الموضوع يتعلق بنشر فعاليات ونشاطات السلطة .القضائية احد ابرز صـُروح تحقيق العدالة في كل دولة مدنية " القضاء" صحيفة الكترونية رأت النور في عددها الصادرفي تشرين الاول من هذا العام ، متخصصة تعنى بشؤون القضاء والمحاكم في العراق، وهي صحيفة غير تقليدية بعيدة عن بعض من تلك الصحف الالكترونية التي توحي ضاهرها بالتخصص والمهنية وعند الولوج في قرائتها ترى في طياتها وصفحاتها ادبيات (تنتهك وتتهم وتحكم ) ولا تخدم او تنفع بشيء بقدر ما تعطي انطباعات سيئة لواقع العمل الصحفي ! . ان نشر المعلومة غير المحققة ليس خروج عن مبادىء العمل الصحفي حسب ، بل هو ليس ببعيد من ان يؤدي الى انهيار دولة وشيوع الفوضى والخراب والى اخره مما قد يقوض بناء دولة المؤسسات . وشّذت عن تلك الصحف صحيفة القضاء، فالذي نراه فيها نور أقلام العدل والحق تلتقي مع ما نصبو اليه من خير المجتمع وصلاحه. و نتمنى ان تسير بخطى ثابتة في الاتجاه الصحيح .. فلقد نقل لنا كادر تحريره في العدد (( صفر )) صورة صحفية متكاملة اخراجاً فنياً وموضوعياً ضمن الإطار العام عما يدور في محاكم العراق بقدر ما يسمح به حدود الصحيفة المتكون من ثمان صفحات حيث نقلتنا من تحقيقاتها الصحفية الجميلة، الى بعض الزوايا العلمية العملية الهادفة المتعلقة بالعمل القضائي ، وباصدارها اللاحق ( الثاني ) ازدانت صفحاتها بمواضيع قانونية بالغة الأهمية وبآراء قيمة لقضاة اكفاء وحقوقيين كبار.. صحيفة القضاء فرصة ثمينة رائعة للمتابعين من أن يأخذوا ويغترفوا منها ويُغنوها بالملاحظات والمقالات والنقد الواقعي من اجل خلق رؤية إعلامية قضائية متكاملة تعكس الواقع الحقيقي للمؤسسة القضائية العريقة ومن اجل خلق ثقافة قانونية لكل فرد عراقي .. وكلنا مقتنعون بان ثماني صفحات عمليا لا تفي بالغرض تماما ولكنها خطوة مباركة وجريئة لتغطية ابرز نشاطات هذه المؤسسة من خلال تسليط الضوء على عملها بشفافية..ونشر القرارات التمييزية البالغة الأهمية . لهذا ينتظر هيئة التحرير عمل شاق من اجل تطوير وتوسيع هذه الصحيفة وتقديم مادة نافعة للعاملين في محاكم العراق كافة . وجدير بالذكر ان السيد القاضي عبد الستار البيرقدار اضافة الى كونه من القضاة الاكفاء المشهود لهم بالنزاهة والمصداقية ، ذو دور إعلامي كبير ايضا يشار له بالبنان لم يتوارَ عن الحضور في نشر الحقائق والنشاطات والرد على الشائعات يوماً ، فكانت بصماته حاضرة كرئيس إعلام القضاء العراقي ، والمتحدث الرسمي بأسمه ، بالرَد على المشككين والمسيئين حين استوجب الرد وتَرّفع حين استدعى ذلك !. ونامل منه المزيد بان يخدمنا من خلال صحيفته المهنية وان يساعده خبرته المتراكمة في ذلك بالاستعانة بالمتابعين والمحبين على تحقيق هذا الهدف النبيل مع رئيس تحريره الاستاذ القاضي مدحت المحمود ،وانا كمتابع بسيط من أولئك الذين يَرَوْن بأن صحيفة القضاء ستكون منبرا اعلاميا صادقا وهادفا ينطلق من المهنية القانونية والنفس الإعلامي وينتهي آلى حيث ينتهي صدق المعلومة في حقيبة كل ذي شأن في هذا المجال.
مقالات اخرى للكاتب