السلام عليكم ورحمة الله:
فرض الله(سبحانه وتعالى) في القرآن الكريم ألجهاد على المسلمين,نشر الدين, وفرض الجزية على المعاند, وورد هذا الفرض في آيات سميت بأيآت القتال.
فمن المسؤول عن تنفيذ هذا الامر من المسلمين؟ هل هو الفرد المسلم؟ لنفترض أن هناك مسلم يمتلك أمكانيات وقدرات,رامبو,او سوبرمان,او الرجل الوطواط,فهل هو المكلف لوحده بتنفيذ الامر من الله؟بمعنى بمجرد أن يمر على آيات القتل, يصبح ملزم بأن يقاتل لوحده ويفرض الاسلام على غير المسلمين من جيرانه, ومن يرفض او يعاند منهم يفرض عليه الجزية,ويسبي نسائه, ويستعبد أبناءه.
أم الشلة او الكروب هم المسؤولون عن الالتزام بتلك ألآيات وتنفيذها. وترجمتها على ارض ألواقع
معروف ان الشلة او الكروب مجموعة من الشباب ذكور وأناث, فهل الشلة والكروب كثر عديدها اوقل هي المكلفة أو المسؤولة,عن تنفيذ آيات القتال وهي المكلفة بفرض الدين على اهل الكتاب,أو على المشركين ,أوعلى الكفار وأن رفضوا هل كل هؤلاء مكلفين شرعيا بالسبي أو الاستعباد أو فرض الجزية واستحصالها؟
أم مسؤولية القبائل والعشائرأو اليوم مسؤولية المنظمات أو الاحزاب,او الكيانات,او التكتلات السياسية؟
الاجابة على كل هذه التساؤلات, او من يجيبنا على كل هذه التساؤلات, المصادر التاريخية, التي تناولت أو التي نقلت لنا تفاصيل الحروب التي قام بها المسلمون, سواء كانت هذه المصادر التاريخية, من مؤرخين مسلمين,أو من مؤرخين غير مسلمين.
على حد معلوماتي ومطالعاتي لكتب التاريخ, لم اقرأ عن غزوة او حرب خاضها شخص مسلم لوحده من أجل فرض الدين الاسلامي ,التزاما بأوامر الله التي وردت في آيات القتال, ومن لديه معلومة عكس ما ادعي, توكد ان هناك رامبو اسلامي او سوبرمان مسلم او رجل وطواط مسلم, قام , بحرب وحده بمفرده ألتزاما بآيات القتال , لافي زمن دولة النبي (صلى الله عليه وسلم) ولافي دولة الخلافة, ولافي دولة الاسلام المعاصر(بعد الحرب العالمية الاولى) التي انهت مايسمى بدولة الخلافة الاسلامية, ولم أقرأ ولم اسمع أن هناك مسلم غزا جارة الكتابي وفرض عليه الاسلام او الجزية, اذا سمع شخص, أو قرأ, في كتب التاريح الغابر وفي كتب ألتاريخ المعاصر,فأليزودنا بما لدية في هذا الجانب.
وعلى حد معلوماتي واطلاعاتي لم اسمع أن هناك شلة او كروب من المسلمين قاموا بشلتهم أو جماعتهم, بحروب او غزوات لفرض الدين والجزية على المخالف او السبي, او الاستعباد,لافي زمن دولة النبي(ص) ولافي زمن دولة الخلافة. ولافي زمن دول الاسلام المعاصر, ولم اسمع أو أقرأ ان قبيلة او عشيرة
أو منظمة أو حزبا,او تكتلا, او أو كيانا اسلامية. قام بمفرده,بالقتال أو الغزو,أو,فرضوا الدين ,أو فرضوا الجزية أو استحصلوها.
ما اعرفه من مطالعاتي, ان الحكومة الاسلامية هي المكلفة ,بالقتال, وبالحروب, وملزمة بكل ماورد في ألقرآن فيما يخص القتال, وادارة الحروب, وفرض الدين, والجزية, وهي المسؤولة عن جبايتها(استحصالها) ففي زمن دولة النبي(ص) كانت هي المسؤولة الحصرية عما يتعلق بتنفيذ والالتزام بأيات القتال, ولم يرد لنا ان في زمن دولة النبي,قيام فرد, لوحده مهما كان يمتلك من قدرات وأمكانيات مادية, وجسدية, أو قيام شلة,اوكروب,أو قبيلة,أوعشيرة, بمهام قتالية بدون علم وموافقة, أو تكليف ,أو امر من الرسول (ص), ولم اقرأ او اطلع أن هناك في زمن الخلافة الراشدة, فرد,أوشلة أو كروب, أو قبيلة,أوعشيرة, مهما أمتلكت, من قدرات مادية أو عديدية (مقاتلين فرسان أو راجلة),أو تميز في العدة(سلاح ,خيول) أن قامت بحروب بدون علم وموافقة,وأوامر من الخلفاء.
ولم اطالع نص تاريخي في زمن الدولة الاموية أو العباسية,او العثمانية,او الفاطمية,أو ألمملوكية, أن هناك حرب أسلامية,خاضها فرد,اوشلة,او كروب أو قبيلة,او عشيرة, وفي زمن الدولة العباسية قررت أيقاف الفتوحات, اي ايقاف الحروب أو القتال,من اجل فرض الاسلام,او فرض الجزية على المخالف واكتفت بألتوسع الذي وصلت اليه أنذاك( ولم يردنا خروج مظاهرات أو اعتصمات أو حركات تمرد اعتراضا على قرار دولة الخلافة العباسية بوقفها للقتال والغزو والفتوح, وتنديدا بهذا القرار الذي عطلت فيها الدولة العباسية عملا, أمر الله به المسلمين وألزمهم به,
بعد الحرب العالمية الاولى, انتهت حقبة دولة الاسلام الواحد, وماعاد هناك مايسمى بدولة الخلافة الاسلامية, وتفرقت وتمزقت دولة الاسلام الى دول ,ودويلات , ومشيخات, وأمارات.
خلاصة البحث, أن المسؤول الاول والاخير, عن تنفيذ ماورد في القرآن الكريم من أومر بالجهاد هي الحكومة الاسلامية, وأي فردأو شلة أو كروب,او قبيلة,او عشيرة, أو أي منظمة, اوأي حزب,أو أي كيان,أو أي تكتل سياسي,مسلم, يقول بالغزو,اوبألقتال, لايعد الا تصرف فردي خارج عن سنة الاسلام وسنة النبي(ص) وسنة الخلفاء وسنة السلف, فالله ألزم الحكومة الاسلامية بتنفيذ, شرعه وحكمه , ولم يلزم لا , الافراد , ولا الشلل ولا الكروبات,ولا القبائل ولا العشائر, ولا المنظمات ولا الاحزاب سواء كان مجتمعية أو سياسية,
ولم تقم لامملكة المغرب, ولا دولة تونس,ولادولة الجزائر, ولادولة السودان, ولادولة مصر, ولادولة العراق, ولا المملكة الاردنية الهاشمية, ولا المملكة العربية السعودية, ولادولة تركيا, ولادولة ايران.في زمن الشاه ولافي الزمن الحالي, ولا اندونيسيا ولاافغانستان ولاماليزية, ولا اي دولة يشكل فيها المسلمين النسبة الغالبة من السكان, بأي حروب او غزوات لنشر الاسلام او فرضه ,او فرض الجزية, منذ استقلال هذه الدول عن الاستعمار, ولحد يومنا هذا, ولم,اسمع أن المسلمين في هذه الدول اعلاه, قاموا بتظاهرات ,أو أعتصامات تطالب بها حكوماتهم بالالتزام بماجاء في قرآنهم, ولم اسمع أن انقلاب حصل على أية دولة منهم, الغرض منه فرض شرع الله أو الحكم بما ,أمر الله.كل ما اعرفه ان اسباب الانقلابات كانت تتهم الحكام بالعمالة للاجنبي وللمستعمر وبالرجعية, وبأنهم المسؤولون عن الفقر والظلم , وألتحلف في كل ميادين الحياة أولانها حكومات دكتاتورية, فالمسؤول عن تمثيل الاسلام هي الحكومات الاسلامية حصرا, هذا , ماتوصلت اليه من مطالعاتي لما ورد في كتب التاريخ ومن مشاهداتي للواقع اليوم,فأي فرد,أو شلة,اوكروب,أوقبيلة,أو عشيرة, أو حزب,أو منظمة,ا,تنظيم, أو اي تكتل ,يدعي , انه يمثل الاسلام, أو انه الوريث الشرعي, أو انه الملزم حصرا, بتنفيذ,آيات , ألقرآن الكريم سواء سابقا أو حاليا , فما هو الا خروج, عن طاعة,أولي الامر,التي أمر الله بها في كتابه العزيز, ومروق ونشوزعن أمره, وخروج صارخ على سنة نبيه(ص) وعن سنة الخلفاء المهديين من بعده, وخروج عن سنة صحابته, وآل بيته, وخروج عن نهج السلف الصالح, ولنفترض أن هناك اعتقاد لدى الفرد المسلم او الشلل او المنظمات او الاحزاب أن آيات القتال او العمل الجهادي في الاسلام هي مهمة ألفرد المسلم أو الشلة,أو الكروب,او الاحزاب,او المنظمات , وأن هناك في التاريخ الاسلامي مايدعم هذا الاعتقاد
علينا,ان نسعى لااسقاط هكذا اعتقاد,لماذا؟ لان مثل هكذا اعتقاد سيكون سبب في الانفلات الامني للمجتمع ويخلق حالة من الفوضى وعدم الانضباط وتصبح(حارة كل مين أيدو ألو)كما هو حال مانعيش فيه اليوم في منطقتنا العربية,فتعددت الاطراف التي تدعي انها التي تملك الحق الشرعي وا نها التي تمثل صحيح الاسلام حصرا(تاهت علينا) وعليه علينا ان نشرع بتبني ثقافة حتى وان كانت جديده أو ليس لها مرتكزات تدعمها في الاسلام, فهكذا ثقافة تحفظ الامن المجتمعي المحلي والاقليمي والدولي, وتحصر ترجمة ألايات القرآنية التي تناولت الجانب القتالي في الاسلام ,بيد جهة واحدة وهي الحكومات الاسلامية, ولاة الامر, ولا تجعلها مشاع لكل من هب ودب, وما اقوله ليس بجديد او ما أتبناه من خطاب ليس بجديد وتدعملة ألادلة القرآنية( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) سورة الانفال(فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ-;- ) سورة النساء, وهذا دليل قرآني أن المكلف هو النبي(ص) حصرا ولا احد غيره والنبي(ص)هنا يمثل القيادة ورأس الهرم والحاكم , وهذا تخصيص وتحديد الجهة المكلفة بالتحريض والاعداد للقتال, وتيبن أن مسؤولة هذا هي من اختصاص الحاكم وولي الامرحصرا ,وليست من اختصاص,لاالفرد ولاالشلة ولا الكروب ولا المنظمات ولا الاحزاب
ولكم التحية