العراق تايمز: كتب علي احمد
لقد اثبتت لكم بعون الله من خلال التحليلات والتوقعات السابقة بأن احداث سوريا في نهاية عام ٢٠١٥ ليست كما قبلها ، تمثل ذلك باحداث جمة طرأت على المشهد السوري واهمها التدخل الروسي العسكري واحداث باريس الدامية ، بالاضافة الى وصول قوات ايرانية وانتشارها على جبهات القتال ، وهي احداث خطيرة جداً لأنها ألقت بظلالها على الاحداث الجارية في أرض الشام وبلاد الرافدين وغيرت المشهد المعتاد بشكل جنوني ودراماتيكي ، واصبحت تنذر بمراحل جديدة ربما تؤدي الى مواجهة مرتقبة ومباشرة بين القوى العظمى لتحل محل الحرب الحالية والدائرة بالوكالة ..
فما هو المتوقع في المرحلة القادمة وما هي الاسباب ؟
الحديث خلف الكواليس السياسية يدور حول نِيَّة الولايات المتحدة الاميركية تأسيس قوة مشتركة هي عبارة عن نواة جيش من دول اسلامية وعربية سنية بقيادة اميركية ، تعمل بهدف مُعلن وهو التدخل في سوريا والعراق من خلال عمليات برية واسعة بذريعة مواجهة داعش والقضاء عليها ، اما الهدف المخفي فهو إكمال مشروع دمار سوريا والعراق وإفشال المهات الروسية والايرانية بحربهما على الإرهاب . كذلك يدور الحديث عن مشاركة اوروبية ( فرنسا ، المانية ، بريطانية وغيرها .. ) في هذه القوة من خلال الاسناد الجوي والبحري دون الخوض في الصراع البري والموكل الى قوات اسلامية ( اندونيسيا ، تركيا ، باكستان ) وعربية ( الاردن ، السعودية ، الامارات ، المغرب ، وغيرها ) .
هذه المؤشرات ظهرت من خلال تصريحات امين عام الجامعة العربية نبيل العربي الذي المح بشكل واضح الى امكانية انشاء قوة عربية خلال اشهر . وكذلك من خلال تصريح وزير خارجية السعودية عادل الجبير ، والذي صرح فيه علناً وتكراراً عن اقتراب موعد ابعاد الرئيس الاسد عسكرياً في حال فشل المساعي السياسية . وبالامس خرج علينا عضوا مجلس الشيوخ الاميركي جون ماكاين وليندسي غراهام اللذان دعيا الى انشاء قوة عالمية قوامها مئة الف ومعظمها من دول اسلامية سنية لمحاربة داعش في سوريا والعراق ، واشارا الى امكانية مشاركة اميركا بعشرة آلاف محارب وكذلك أشارا الى دور هام يُمكن ان تلعبه تركيا بسبب موقعها الاستراتيجي المحاذي لساحات الصراع .
اضف الى هذه التصريحات تصريح آخر لوزير الدفاع الفرنسي قال فيه ، بأن الغارات الجوية لا تستطيع ان تحسم المعركة بمواجهة داعش وعلينا تأسيس نواة قوة برية من الحلفاء بمساعدة الاكراد .
وبانتظار تصويت مجلس العموم البريطاني على طلب رئيس الوزراء كاميرون الموافقة على دخول بريطانيا الحرب ، نجد بأن المانية دخلت الحرب فعلياً وعملت على ارسال فرقاطة مدمرة الى سواحل المتوسط وعشرات الطائرات الحربية الى الاردن وتركيا بمرافقة ١٢٠٠ جندي من الجيش الاتحادي .
وبحسب المعلومات الواردة الينا من مصادر مختلفة وموثوقة ، فإن مهمة قيادة هذا الجيش السني القادم ستوكل الى تركيا او الاردن .. وامام هذا الواقع المرير والذي ينذر باحداث عالمية قادمة وخطيرة ، يبقى السؤال : هل ستتمكن اميركا من التسلل عبر الجيش السني المزعوم لتنفيذ مخططها الجهنمي في سوريا والعراق ؟ وهل ستلتزم روسيا الصمت وترضى بالمشهد القادم وما هي مواقف ايران وسوريا والعراق وحزب الله ؟
كل هذه التطورات تشير الى ان الامور وصلت الى مراحل معقدة وخطيرة ، لأن محور الممانعة لا يمكنه التزام الصمت حيال هذه المؤامرات ، كذلك تشير هذه التطورات الى ان العام القادم سيكون من اخطر الاعوام التي ستمر فيها اوقات فتنة الشام . واخيراً نقول بأن هذه المؤشرات تدلنا على اننا اقتربنا اكثر فاكثر من ساعة الاستحقاق وتحقق الغيبيات واقتراب الملحمة الكبرى ...
نسأل الله النصر وتعجيل الفرج .