مانريد فهمه الان ونحن نعيش فترة من اصعب الفترات التي تمر بالبلد وقد تنامت فيها الكثير وطفت على السطح الكثير من العراقيل التي اصبحت متشعبة وذات ابعاد سياسية ومذهبية وهذه تعتبر اراضيه خصبة للكثير ممن يريدون النيل من هذا البلد وشعبه .فبعدما تتأججت نار الفتنة وآخذت مأخذها وتنامى دورها السلبي في الواقع واصبحت تشكل غصة يكمن خلفها من يتربص ويريد بهذا البلد شرا.
ففي السنوات المنصرمة عصفت في البلاد ظاهرة الفوضى السياسية وتشابكت اذرعها واخذت مأخذا متشعبا طويلا وكان لها تأثيره المباشر في الشارع العراقي وهذا موضوع مخطط له من قبل اجندة تسعى لذلك. فهذه العاصفة السياسية قد توصلت الى ابعادها في بسط ماتريد لذلك تأجج الوسط العراقي بعدما تلاشى الوجود الحقيقي لمسمى الدولة فالسياسة المضطربة والمشوهة خلقت اجواء ماكانت في الحسبان .فاصبح دور السياسي بدلا من ان يكون مصدر تهدئة واطمئنان قد اصبح أداة لمن يريد يعبث بامن البلاد وهذا امر خلق عدم توازن وتعالي الكثير من الصيحات المغرضة لان السياسين اخذوا مأخذ التضليل وعدم بلوغهم معنى السياسة التي تحتكم للمنطق والثقافات والمؤهلات فاصبح كل يبحث عن ليلاه.
وهذا هو ماكان متوقعا من هؤلاء السياسين .ولم تتوقف عند هذا الحد بل اصبحت سياستهم مغلفة بغلاف ديني متطرف ومذهبي مغرض وهذا مافتح وروض الاجواء لدخول الكثير من الساسه ورجال الدين المزيفون الحقيقية للساحة واصبحوا يوظفون مابداخلهم لخدمة ممن يقبعون خلفهم. وهذا الامر بدات ملامحه تظهر من السنوات الماضية فقد كثر ممن يستقلون المنصات والمنابر ويتكلمون بدون قيد او شرط ولم نر رادعاً لهم ولا من يقف لهم وقفة حاسمة بل كان الكثير من السياسين كانوا يسمعون ويرون كل ذلك لايحركون ساكنا بل تراهم يتلذذون بما يشاهدوه ويسمعونه. وهذا الامر فاقم الوضع وادى الى ظهور نزعات طائفية مقيتة تريد شق الصف الوطني وانتشار الفوضى وزرع الفتنة وهذا ماحدث فعلا من السنوات الماضية .
فلو فسد رجل السياسة ورجل الدين توقع مالا تتوقعه ان يحدث فلو ان هناك البعض من الخيرين من رجال الدين وقلة من السياسين لما خمدت نار الطائفية .فقد تنامى اللغط السياسي والمذهبي وهذا مما سهل لدخول مايسمى بداعش للمدن العراقية والهيمنة عليها وطرد ساكنيها.
فلا اصلاح ولا اعمار من فوضى سياسية تعصف في البلاد ويقودها البعض من المغرر بهم ممن يتقلدون مناصب لها ثقلها في الدولة العراقية ومن كانت بيدهم السنة الكثير من افراد الشعب العرقي من رجال دين ليس لهم علاقة باي دين من الاديان بل انتحلوا هذه الصفات من اجل الوصول الى مبتغاهم. وهم معروفون في الوسط العراقي وممن اضطر للخروج الى بلدان مجاورة وبث سمومه من هناك. وحينها لم يبصر الكثير من الشعب حجم تلك المؤامرة وقد غرر بهم في هذه الاساليب حتى انشقو على ذاتهم .
وكان سبب كل تلك الفوضى السياسية هي المخططات التي رسمتها السياسة الامريكية والبعض من الذين لهم اليد فيها. اذن على السياسين ان يعوا جيدا الى حجم تلك المؤامرة ويكونوا فعلا سياسين من اجل خروج البلد من هذه المحن ولاتكون سياستهم تسودها النعرة الطائفية والتطرف المذهبي.
مقالات اخرى للكاتب