يمكن تخليص الاسباب والعوامل التى وضعت البلد فى هذه الحالة الحرجة كالاتى:
أولا:هناك فلول النظام السابق ومن لف لفها التى تعمل بكل جد الى ارجاع البلد الى العهد الديكتاتورى و الاستبداد. وتلتقى معها القوى الاسلامية المنضوية تحت لواء القاعدة و فروعها من امثال الدولة الاسلامية فى العراق و الشام (داعش) التى تريد اعادة العراق الى القرون الوسطى. و هناك دول وجهات خارجية تدعمها ماديا و معنويا.
ثانيا: القوى و التيارات والكتل السياسية الداخلية المتصارعة و المعادية لبعضها البعض. منها متنفذة و بيدها السلطة و مصادر الثروة. ومنها تعمل جاهدة لاجل الاستحواذ على السلطة او المشاركة الفعالة فيها. الا ان الاطراف التى بيدها السلطة و التى استحوذت على ثروات البلاد. اخذت تتعنت و تشدد قبضتها على كرسى الحكم. وتهمش الجهات و القوى الاخرى. بل تضايقها لتصب الزيت على النار و تمزق وحدة قوى الشعب مما ادى الى اضطراب الوضع الامنى و هيأت الاجواء الصالحة للقوى المعادية المذكورة اعلاه لتلعب كما تشاء. وتتدخل عسكريا مستهدفة اقتطاع أجزاء من القطر. الحرب الدائرة حاليا فى محافظة انبار.
ثالثا: المشاكل القديمة و الجيدة. التى تفاقمت بين الحكومة المركزية و حكومة اقليم كوردستان. فلم تنفذ الحكومة ماورد فى نص المادة 140. بل أخذت تلتف حولها. فعكرت الاجواء و العلاقة بين الطرفين. وهى الاخرى زادت فى الطين بلة..
رابعا: المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المعاشية و الخدمية التى تعانى منها أغلبية الشعب العراقى. والتى تتجاهلها السلطة. ومن ضمنها المشاكل التى نادت وطالبت بحلها و تحقيقها الجماهير من سكان محافظة الانبار. والتى استفلتها القوى المعادية و المتدخلة لصالحها.. ولم تميز السلطات بينها وبين نيات و اهداف القوى المعادية!!
هذه هى باختصار الاسباب التى أوصلت العراق الى وضعها اليوم. والطامة البرى كما يقال هى ان القوى الداخلية المتصارعة فيما بينها. لا تدرك او تتجاهل خطورة صراعاتها و تناحراتها التى تخدم القوى الخارجية المتدخلة. والتى ان انتصرت سوف تسحق الجميع بلا هوادة!! فلوا تنبهت الى هذه الحقيقة. وادركت مخاطرها. لما آلت اليه الامور الى هذا التدهور. وكانت تتنازل لبعضها البعض و أعادت الامن والسلام الى ربوع الوطن. ووجهت قواها الموحدة لدرء العدوان الخارجى..
وكانت القوى الديمقراطية و الحريصة على مصلحة الشعب و وحدته و سيادة الدولة العراقية قد نبهت و مازالت تنبه و تنادى المتصارعين للتفاوض والتحاور السلمى و عقد لقاءات ومؤتمرات وطنية للوصول الى حلول مشتركة للمشاكل المتراكمة. بالصورة التى تخدم البلد و الشعب العراقى..
ومازال هذا الحل التفاوض السلمى المبنى على النيات الصادقة, والتى تتجاوز المصالح الذاتية الضيقة. أو كما يقال المحاصصة الطائفية, هو الطريق الوحيد والاصوب لمعالجة مشاكل البلد المارة ذكرها. ولاجل وضع نهائى للعدوان الخارجى و طرد المعتدين شر طردة.
فهل من مجيب؟؟
مقالات اخرى للكاتب